بكين 28 يناير 2016 /وجد مستخدمو تطبيق الويتشات للتواصل الاجتماعي يوم الثلاثاء أن التحديثات الجديدة مملوءة بصور غير واضحة مصحوبة بعبارات تشويقية، فيما قد اختفت جميعها بحلول منتصف الليل.
وكانت هذه تجربة يجريها تطبيق الويتشات لوظيفة جديدة مصممة خصيصا لاحتفالات العام القمري الجديد.
وبينما كان 650 مليون مستخدم نشط للتطبيق يتشاركون الآراء ، مزح الكثيرون بأن المسار الزمني قد تعرض لـ"ضباب دخاني كثيف."
وعلى من يرغب في رؤية الصورة الأصلية الواضحة للمنشور أن يدفع مبلغا صغيرا، فيما أمضى العديد من المستخدمين الليلة بأكملها في محاولة لإقناع جهات الاتصال الخاصة بهم (أصدقائهم) على التطبيق من اجل التخلي عن النقود لمشاهدة صورهم.
وعلى الرغم من الجدل الذي لا مفر منه بسبب مخاوف أن وظيفة الدفع من اجل رؤية الصورة يمكن أن تستخدم لنشر الإباحية ، إن تم تفعيلها، فان هذه الوظيفة البسيطة قد تثير الحماس في ليالي الشتاء العادية على خلاف العادة.
ومنذ أن أطلق عملاق الانترنت تينسنت تطبيق الرسائل الفورية في عام 2011، وقد أصبح الويتشات جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية للكثيرين.
ويشعر بعض المنتقدين بالقلق إزاء ما يعتبرونه إفراطا في الاعتماد على هذا "التطبيق الذي يلبي جميع الاحتياجات" وكيف استوطنت النوموفوبيا في الأجيال الشابة.
الانتشار المطلق:
يُمكن الويتشات مستخدميه من إجراء محادثات مع الآخرين والبحث عن شخص قريب ومشاركة الأفكار والصور والاشتراك في قنوات الأخبار وفتح حساباتهم للاطلاع العام وتوزيع أو جمع الأموال ودفع حساب المطعم وفواتير المياه والكهرباء والطلب من محلات البقالة وفتح المتاجر الالكترونية الخاصة بهم وتطول القائمة في هذا النظام الايكولوجي .
وفي حين كانت الرسائل الفورية هي الوظيفة الأساسية والأولى للويتشات، تطور كل شيء إلى أكثر من ذلك بكثير. فيمكن للمستخدمين إرسال رسائل نصية وإجراء مكالمات هاتفية عبر الانترنت وترك رسائل صوتية أو مقاطع فيديو، بينما تبقى خاصية محادثات الفيديو هي الأهم بين كل هذه الوظائف المجانية.
وتتشابه وظيفة "اللحظات" في الويتشات مع "المسار الزمني" للفيسبوك. وهي عبارة عن تحديثات لمشاركات قائمة جهات الاتصال على التطبيق. وغالبا ما تضم صورا فوتوغرافية ومقالات وأغاني وقسائم خصم.
وتعد "الهونغباو" أو المظروف الأحمر وظيفة شعبية أخرى مستنبطة من التقاليد الصينية المتمثلة في إعطاء مظاريف حمراء تحتوي على أموال بوصفها رمز لحسن الحظ ، وقد نجح التطبيق في جلبها إلى المجتمع الرقمي في القرن الـ21.
وقال لي يو، 23 عاما، من أهالي بكين ولديه أكثر من 1000 جهة اتصال على التطبيق، إن "أول ما افعله صباح كل عيد هو التحقق ما إذا أرسل أي شخص مظروفا أحمر".
ويذكر أن هذا الاعتماد الكبير من المستخدمين على الويتشات يجعله منصة كبيرة لنقل الأخبار والإعلانات وكذلك لإجراء التجارة الالكترونية .
وبفضل حسابات الشركات على ويتشات، يمكن لوكالات الأنباء والشركات الكبرى أن تنشر الأخبار والإعلانات والكوبونات للمشتركين، كما تسعى أيضا المتاجر العادية لجذب عملائها عبر الويتشات.
كما أطلق الويتشات خدمة الشراء على الانترنت من خلال التطبيق في عام 2014، حيث تمكن من جذب عمالقة التجارة الالكترونية مثل جينغدونغ دوت كوم وصولا إلى الشركات الناشئة الفردية.
الإدمان:
ودفعت الحقيقة الشائعة بأن الويتشات يسرق الوقت من العديد من المستخدمين إلى تساؤل البعض إذا ما كان "إدمان الويتشات" قد اجتاح الصين وتسبب في تراجع تواصل البشر في العالم الحقيقي.
وقال العديد من المستخدمين النشطين للويتشات إن الوقت الذي يقضونه في فحص هواتفهم الذكية أطول بكثير من ذلك الذي يقضونه في التحدث مع الأصدقاء أو العائلة.
وأشار التقرير الصادر عن تينسنت بشأن مستخدمي التطبيق إن أكثر من نصف مستخدمي الويتشات يفحصون التطبيق 10 مرات على الأقل في اليوم، فيما يقوم ربع المستخدمين بفحصه أكثر من 30 مرة في اليوم.
وقام احد مستخدمي الانترنت، موخيتو، بإيقاف وظيفة "اللحظات" مما يعني عدم مشاركته أي شيء عن الحياة الحقيقية مع جهات الاتصال غير المتعلقين بالأمر .
وقال موخيتو، انه انتهى من "مشاهدة 43 فيلما وقراءة 14 كتابا في الستة أشهر الماضية"، مضيفا "الآن أركز على الأشياء الخاصة بي ولا أولي أي اهتمام بما يعتقده الآخرين."
وقالت ورقة بحثية عن الاتصالات نشرتها جامعة الشعب إن غياب الرقابة على المحتوى المنشور على الويتشات يعد أيضا مصدر قلق. وعلى الرغم من أن التطبيق يخلق شبكة من الأشخاص يتمتعون بدرجة عالية من الثقة، إلا أن الأماكن المغلقة تعد أرضا خصبة لانتشار الشائعات والأخبار الملفقة.
/نهاية الخبر/