مكسيكو سيتي 18 أغسطس 2017 / يشعر منتجو الذرة المكسيكيون بالقلق إزاء المستقبل مع خوض المكسيك والولايات المتحدة وكندا عملية إعادة التفاوض بشأن اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا).
ويشعر بيدرو باراندا، البالغ من العمر 52 عاما، وهو من صغار منتجي الذرة بالقرب من مكسيكو سيتي، بالتشاؤم الشديد، إذ يقول إن "الريف سيختفي".
وأضاف أن "نافتا" لم تجلب له أي فوائد، ويعتقد أن المفاوضات قد تقتل القطاع الزراعي المنهك في المكسيك.
ولفت باراندا في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إلى أن "الأولوية تعطى إلى أمور أخرى مثل الصناعة التي تحقق المزيد من الأموال"، موضحا أن "اتفاقية التجارة الحرة ستعود بالنفع على المنتجين (الكبار) وليس المزارعين".
بالنسبة للمزارع، تعتبر الذرة تقليديا "بذرة تعيش عليها الأجيال". بيد أنه حاليا يزرع الذرة على مساحة 7 آلاف متر مربع ويجني منها محصولا يبلغ طنا سنويا، ما يوفر له دخلا يصل إلى 8 آلاف بيزو (450 دولارا أمريكيا)، والذي يعتاش عليه خمسة أشخاص.
مع ذلك، فإن واردات الذرة الأمريكية إلى المكسيك خلال عام 2016 بلغت 13.8 مليون طن، وفقا للأرقام الرسمية.
وقال باراندا إن المزارعين يحصلون على أجر جيد في الولايات المتحدة، مضيفا أن هذا القطاع يتلقى تخطيطا ودعما حكوميا، وهو ما لا يحدث في المكسيك.
وانضم إليه إيفرين رودريغيز، وهو صاحب مطحنة في المكسيك، والذي قال لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن تزايد وصول الذرة الأجنبية إلى المكسيك يضر بالمنتجين المحليين، نظرا لانخفاض تكلفتها وحجمها الكبير.
وقال إن فارق الأسعار بين الذرة المحلية والمستوردة يمكن أن يتراوح ما بين 4 إلى 5 بيزو (أقل من 30 سنتا أمريكيا) وهو ما يكفي لتحقيق فرق بالنسبة للأسر ذات الدخل المنخفض.
واشتكى رودريغيز من أن الزيادة في الذرة المستوردة تؤدي إلى انخفاض دخله.
وعلى سبيل المقارنة، أعلنت شركة "غروما"، أكبر شركة عاملة في مجال دقيق الذرة في المكسيك، عن حجم مبيعات بلغ مليون طن في الربع الثاني من عام 2017، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 3 في المائة على أساس سنوي، ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى السوق الأمريكية.
وفي يوليو، اجتمع وزيرا الزراعة في المكسيك والولايات المتحدة قبل محادثات "نافتا" واتفقا على إقامة آلية مشتركة لزيادة التجارة في المنتجات الزراعية.
وقد نمت تجارة المواد الغذائية بين الجانبين بمعدل سنوي بلغ 8.5 في المائة منذ دخول "نافتا" حيز التنفيذ.
وقال بيدرو توستا، وهو خبير من أمريكا اللاتينية يعمل في شركة "4 كاست روبيني" الاقتصادية، إنه "عندما يكون هناك ارتفاع في التجارة، فمن المعروف جيدا أن أولئك الذين يستطيعون إنتاج المزيد سيستفيدون أكثر من غيرهم، وهي عبارة عن مسألة إنتاجية".
ووفقا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، فقد سجلت المكسيك إنتاجا قياسيا بلغ 27.6 مليون طن من الذرة في عام 2016، لكن هذا الرقم ما يزال بعيدا عن 343 مليون طن المسجل في الولايات المتحدة.
وأوضحت أجرتها مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي أنه خلال السنوات الثماني الأولى من نافتا تم توفير 500 ألف فرصة عمل في مجال التصنيع في المكسيك، لكنها شهدت اختفاء 1.3 مليون وظيفة زراعية.
وقالت لورا أميزكوا، رئيسة كلية إدارة الأعمال الدولية في جامعة "بان أمريكان" في المكسيك، إن "المشاكل تفوق المنافع".