موسكو 14 أغسطس 2017 /قال خبير روسي في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء (شينخوا) إن احتمال نشر نظام الدفاع الصاروخي (ثاد) في اليابان سوف يعزز النظام الدفاعي الصاروخي الأمريكي على مستوى العالم، الأمر الذي يثير استياء موسكو.
وقال فاليري كيستانوف رئيس مركز الدراسات اليابانية بمعهد دراسات الشرق الأقصى بالأكاديمية الروسية للعلوم إن " روسيا تشعر بالقلق إزاء نشر نظام (ثاد) في اليابان لأن منطقة الشرق الأقصى بأسرها سوف تُغطَى بالرادارات الأمريكية القوية".
جدير بالذكر أن باستطاعة نظام الدفاع الصاروخي (ثاد) أن يكشف الأراضي الروسية والصينية على نحو عميق،من خلال الرادار (إيه إن/ تي بي واي -2) ، ما يعمل على الإخلال بالتوازن الاستراتيجي في المنطقة ويعزز سباق التسلح.
وفي الوقت الذي أثار فيه نشر جزء من نظام ثاد في كوريا الحنوبية اعتراضات شديدة من جانب المواطنين هناك، فإن المسؤولين اليابانيين أعربوا عن رغبتهم في نشر النظام في بلادهم.
وأوضح كيستانوف أن الولايات المتحدة تقوم بتعزيز نظام دفاعها الصاروخي في أوروبا، غرب روسيا، وفي كوريا الجنوبية واليابان، شرق روسيا، أي أنها تطوق روسيا مثل كماشة.
وتابع "وفي هذه الحالة، فإن اختيار روسيا سوف يكون التعاون على نحو أوثق مع الصين في مواجهة التعاون الياباني - الأمريكي في مجال الدفاع الصاروخي."
جدير بالذكر أن كلا من روسيا واليابان تدعىن ملكية بعض الجزر الواقعة شمال محافظة هوكايدو اليابانية، وهي الجزر التي تسمى في اليابان " الأراضي الشمالية" بينما تُسمى في روسيا "جزر جنوب الكوريل".
وقد أدى هذا الخلاف الممتد على مدى عقود إلى منع توقيع معاهدة سلام عقب الحرب العالمية الثانية بين البلدين، وأعاق أيضا العلاقات الدبلوماسية والتجارية بينهما.
ووسط تزايد التوترات في شمال شرق آسيا، فإن روسيا تعمل على تعزيز عتادها العسكرى على الجزر المتنازع عليها، في الوقت الذي تعارض فيه اليابان تعزيز الوجود الروسي.
وكانت اليابان نشرت مؤخرا وثيقة رسمية حول الشأن الدفاعي أكدت فيها مجددا على أن تلك الجزر" محتلة بشكل غير قانوني"، لكن كيستانوف يقول إن سيادة روسيا على الجزر يؤكدها عدد من الوثائق القانونية الدولية، بما لا يدع في ملكيتها للجزر مجالا للشك.
وتابع كيستانوف" إن الولايات المتحدة تتحمل أيضا المسؤولية في خلق هذه المشكلة الاقليمية... والولايات المتحدة لا ترغب في توقيع معاهدة سلام بين روسيا واليابان."
وأوضح كيستانوف أن واشنطن تتصرف دائما وفق قاعدة "فرِّق تسُد"، وان عدم وجود معاهدة سلام ووجود خلاف إقليمي يجعل اليابان بلدا يسهل التحكم فيه."
واختتم كيستانوف بقوله "سوف تستمر الولايات المتحدة في إصرارها على أنه لا يمكن توقيع معاهدة سلام إلا بعد أن تعطي روسيا الجزر الأربعة إلى اليابان. لكن هذا طرح غير واقعي."