الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تحقيق إخبارى: عرسال بلدة لبنانية تخرج من سطوة الارهاب إلى الحرية

2017:08:15.09:01    حجم الخط    اطبع

عرسال 14 أغسطس 2017 /يقف احسان الحجيري فوق شرفة منزله عند الطرف الشرقي لبلدته عرسال الحدودية مع سوريا بشمال شرق البلاد ويشير باصبع مرتجف إلى هضاب صخرية في مرتفعات البلدة حيث مقلع الحجارة الذي يملك.

ويقول احسان لوكالة أنباء ((شينخوا)) "خطف مصدر رزقي منذ سنوات بسبب اضطهاد جماعة النصرة (فتح الشام حاليا) حيث منعت كما المئات من الآهالي من الوصول إلى مقالع الحجارة الصخرية التي تشتهر بها مرتفعات بلدتنا وخسائرنا بالملايين ".

ويضيف "بعد طرد النصرة وكل الارهابيين، الذين عاثوا فسادا بأملاكنا وارزاقنا وبساتيننا عاد التفاؤل يدغدغ آمالنا بعدما دفعنا ثمنا باهظا بسبب الارهاب الذي هدد كل شيء في بلدتنا ومحيطها فخسرنا قطاعاتنا الإنتاجية التي كانت توفر دخلا لألاف أبناء البلدة والنازحين السوريين فيها".

وتقع عرسال في محافظة البقاع على امتداد 400 كيلومتر مربع على سلسلة جبال لبنان الشرقية وتشترك مع سوريا بخط حدودي طوله 50 كيلومترا كما تبعد عن بيروت 122 كيلومترا ويتراوح ارتفاعها وتلالها عن سطح بين 1400 و2000 متر.

بدوره، يعرب الستيني حسن غدادة عن اسفه لما حل بمرتفعات بلدته ويقول "خسرت عرسال مع احتلال مرتفعاتها وموارد رزقها في مقالع ومناشر ومخارط الحجر الصخري والبساتين المترامية التي تقدر بأربعة ملايين شجرة من الكرز والمشمش اضافة الى مردود حركة التهريب من والى سوريا ".

ويضيف "انقطعت المداخيل عن البلدة بموازاة أزمة تدفق نازحين سوريين وبطالة حادة ومنافسة على ما تبقى من موارد رزق محدودة داخل البلدة التي كادت تختنق".

ويعتمد آهالي عرسال على 3 مصادر أساسية تتمثل في المقالع والزراعة والتجارة وتقدر نسبة العاملين في هذ المجالات الثلاثة بـ60 في المئة من الأهالي.

ويوضح محسن الحجيري "في مرتفعات عرسال أكثر من 200 مقلع و 300 منشار و 100 مخرطة للحجر الصخري أقفلت غالبيتها ما خلا 50 منشرة بقيت على عملها مع بعض المخارط".

ويقول "المقالع والمناشر وأسطول الشاحنات التي كانت تنقل الحجر العرسالي المشهور ببياضه ورونقه وصلابته من المقالع إلى المناشر والمخارط كانت تعيل نحو 6 آلاف عائلة" آملا أن تعود الى ازدهارها السابق بعد تحريرها.

بدوره، يتحدث غسان الحجيري بفرح وهو يرمق المرتفعات بنظرات مشبعة بالحزن "كلنا حنين وشوق إلى كل وتلة ووادي وبستان في مرتفعاتنا التي عشعش فيها الارهاب طيلة السنوات الماضية".

ويغمض الرجل السبعيني عيناه على دموع حبسها لفترة طويلة ويقول "خسرنا خير ارزاقنا بسبب مسلحين ما عرفوا الإنسانية ولا الله ودينه يوما".

وبنبرة حازمة وواثقة يقول بدوره حسن حميد المزارع الذي يملك في مرتفعات بلدته أكثر من 50 دونما مشجرة بالكرز والكرمة "بعد تحرير مرتفعات عرسال من احتلال "جبهة النصرة" الإرهابية عاد الأمل الينا بعودة الأرض إلى أهلها".

وحول أحوال بساتين مرتفعات عرسال يقول رفيق الحجيري "اعتدى الارهابيون على البساتين وعملوا بقصد التدفئة على قطع أكثر من ألف شجرة مثمرة".

ويلفت إلى أن "ما بقي من أشجار بساتين عرسال في المرتفعات أصابها العجز نتيجة عدم توفير المياه والأسمدة لها وهي ستحتاج إلى عناية خاصة في المرحلة المقبلة مما يتطلب تكاليف اضافية قد نعجز عن توفيرها في ظل الوضع الأقتصادي الحالي".

وتشير ليال كرنبي إلى أن "تحرير المرتفعات يعطي لعرسال أملا كبيرا بعودة الأمور إلى نصابها بعودة الأمن والسلام خصوصا وأن العائلات توقفت مصادر رزقها".

من جهتها، تقول جميلة العلي إن "هواجس الخوف ما زالت مسيطرة على البلدة لكن بنسبة أقل من السابق".

وترى أنه "علينا التفاؤل بأن الايام القادمة سوف تكون افضل لكن الحيطة ضرورية في ظل الظروف الحالية المحيطة بنا".

وتضيف "مشكلة النزوح السوري الكثيف في البلدة يستمر خطرا يدق ابوابنا لكننا وضعنا على الطريق الصواب نحو الاستقرار".

وتؤكد "عرسال محصنة بصلابة صخورها التي تنعكس قوة على ابنائها مما سيجعلنا نخرج من هذا الكابوس إلى حياة عادية تنعم بالاستقرار وراحة البال".

ويبلغ عدد آهالي عرسال قرابة 35 ألفا وتستضيف قرابة 100 ألف نازح سوري يقيمون في مخيمات ومعظمهم من أهالي منطقة القلمون القريبة.

وقبل 3 سنوات هاجم مسلحون قادمون من القلمون السوري من "داعش" و "فتح الشام" (النصرة سابقا) مراكز الجيش في بلدة عرسال ثم انسحبوا إلى مرتفعاتها بعدما اختطفوا عسكريين لبنانيين ما يزال "داعش" يحتجز 9 منهم.

وانسحب مسلحو "فتح الشام" و "سرايا أهل الشام" من مرتفعات عرسال باتجاه الداخل السوري بموجب اتفاق مع "حزب الله" اثر نجاح الأخير قبل أسبوعين في السيطرة على المنطقة ومحاصرتهم في جيب صغير منها.

وما يزال مسلحو "داعش" يقيمون تحصينات ومراكز في بلدتي رأس بعلبك والقاع حيث يضيق الجيش اللبناني الخناق عليهم وسط توقعات بشن الجيش عملية عسكرية لتحرير المنطقة بعدما كلفت الحكومة قيادة الجيش "اتخاذ الاجراءات المناسبة في التوقيت الذي تراه لتحرير الاراضي اللبنانية من الارهاب".

 

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×