الأخبار الأخيرة

مقالة خاصة: في منطلق عقدها الثاني ..آلية بريكس بوابة عبور لمستقبل واعد للتعاون بين بلدان الجنوب

/مصدر: شينخوا/  08:49, August 04, 2017

    اطبع
 مقالة خاصة: في منطلق عقدها الثاني ..آلية بريكس بوابة عبور لمستقبل واعد للتعاون بين بلدان الجنوب

شيامن 3 أغسطس 2017 / مع بداية شهر أغسطس، لم يتبق سوى نحو شهر على افتتاح قمة مجموعة بريكس المقرر عقدها في مدينة شيامن بمقاطعة فوجيان جنوب شرقي الصين في الفترة من 3 إلى 5 سبتمبر المقبل، حيث دخلت المدينة حالة تحضير واستعداد لاستقبال هذا الحدث الدبلوماسي الهام الذي من المتوقع أن يصبح بوابة عبور لمستقبل واعد للتعاون بين بلدان الجنوب ويعطى قوة دافعة للعولمة الاقتصادية.

-- بريكس تمضى نحو شراكة أرحب في عقدها الثاني

لقد دخلت آلية تعاون مجموعة بريكس التي تضم الآن كلا من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا عقدها الثاني منذ انعقاد اجتماعها الأول على المستوى الوزاري عام 2006، ونمت آلية التعاون هذه على مدى عقدها الأول لتصبح نموذجا للتعاون الدولي في شتي المجالات وحققت نتائج مثمرة مع افتتاح بنك دول بريكس للتنمية وإطلاق صندوق نقد احتياطي للطوارئ عام 2015.

وكشفت إحصاءات صندوق النقد الدولي أن نسبة إسهامات دول بريكس في نمو الاقتصاد العالمي تجاوزت 50% وصارت اقتصاداتها تمثل 23% من إجمالي الاقتصاد العالمي مقارنة بـ12% قبل 10 أعوام..

وتعد قمة شيامن بمثابة أول اجتماع لقادة بريكس مع دخول هذه الآلية لعقدها الثاني. وفي العقد الجديد، اقترحت الصين تشكيل نمط "بريكس بلس" الذي يهدف إلى تأسيس شراكات أرحب وتوسيع دائرة الأصدقاء وخلق وضع جديد للتعاون بين بلدان الجنوب، حيث أشار محللون إلى أن نمط "بريكس بلس" المفتوح الذي اقترحته الصين يسعى إلى جذب مزيد من الدول الأكثر نشاطا اقتصاديا للمشاركة في هذه الآلية، وهو ما يجعل منها قوة رائدة لتنمية الاقتصاد العالمي.

وفي العام الجاري تحديدا، شهدت الآلية توسعا أكبر في مجالات التعاون، إذ لم تعد تقتصر على التعاون على الأصعدة الاقتصادية والمالية والإنمائية فحسب، بل امتد هذا التعاون إلى ميادين أخرى من خلال إقامة سلسلة من المنتديات والمهرجانات أكاديميا وإعلاميا ورياضيا ومدنيا... من أجل تحقيق أوجه تعاون أوسع وتأسيس شراكات أرحب.

-- شخصيات مصرية بارزة تتحدث عن بريكس

وبعد عشرة أعوام من النمو، اتجهت آلية بريكس تدريجيا إلى تشكيل نمط مفتوح صار نشاطها معه لا ينحصر فقط على التبادلات الداخلية بين دولها الأعضاء الخمس. فمن المقرر أن يعقد على هامش قمة سبتمبر حوار بين الدول الأعضاء بمجموعة بريكس وأسواق صاعدة واقتصادات نامية، وتتطلع الصين إلى حضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حيث أعرب عن ذلك وزير خارجيتها وانغ يي خلال لقائه نظيره المصري سامح شكري في إبريل الماضي. وفي ضوء ذلك، أبدت شخصيات مصرية بارزة اهتماما كبيرا بآلية بريكس مسلطة الضوء عليها في مناسبات مختلفة.

وفي هذا الصدد، قال رئيس الوزراء المصري الأسبق عصام شرف عندما التقى وسائل إعلام صينية عدة على هامش منتدى ثلاثي عقد في يونيو الماضي بمدينة فوتشو حاضرة مقاطعة فوجيان في إطار آلية بريكس وجاء تحت عنوان "منتدى الأحزاب السياسية والمراكز البحثية ومنظمات المجتمع المدني لمجموعة بريكس"، إن دول بريكس نجحت في إقامة تعاون جيد فيما بينها رغم المسافة الكبيرة التي تفصل بين دولها الأعضاء الخمس جغرافيا واختلاف الأوضاع الاجتماعية وحجم النمو الاقتصادي لكل منها، معربا عن رغبة مصر في توسيع تعاونها الخارجي مع هذه الدول وكذا الانضمام إلى آلية بريكس مستقبلا.

وأضاف أن بلاده تتمتع بالفعل بتعاون وثيق مع الدول الخمس في شتي المجالات، مشيرا إلى أن مصر تعد بمثابة بوابة يمكن لدول بريكس من خلالها تعزيز تعاونها مع الدول العربية والدول الإفريقية وذلك بفضل ما تحظى به مصر من مميزات جغرافية فريدة إضافة إلى قناة السويس التي من المتوقع أن تجذب مزيدا من الاستثمارات الأجنبية لتنمية محورها عبر مشروعات تغطي مجالات الطاقة والبنية التحتية والنقل والصناعة والتجارة والخدمات واللوجستيات غيرها.

وتابع بقوله إن البرلمان المصري أقر مؤخرا قانونا جديدا للاستثمار ينص على تأمين الاستثمارات الأجنبية وزيادة الحوافز التنافسية للاستثمار وتقديم مزيد من التسهيلات للمستثمرين الأجانب في مصر.

وحول وجود بعض الشكوك تجاه آلية بريكس التي تعتقد وسائل إعلام غربية أنها تمر بـ"عنق زجاجة" من حيث تنميتها، قال عصام شرف ردا على ذلك إنها ظاهرة مؤقتة ناتجة عن أسباب غير داخلية مع مواجهة العالم بأسره لتحديات وصعوبات جمة تتمثل بشكل رئيسي في التباطؤ الاقتصادي وتصاعد نزعة الحمائية التجارية.

وأشار شرف إلى وجود ترابط وثيق بين آلية بريكس ومبادرة الحزام الطريق، حيث قال إنهما تقومان على أساس تبادلات المجتمع المدني التي تعد قوة حافزة وأساسية للتبادلات بين مختلف الدول.

وأعرب عن اعتقاده بأن دول بريكس يمكنها دفع تنمية الدول النامية والاقتصادات الناشئة وخلق وضع دولي أكثر توازنا عبر مشاركتها في الحزام والطريق.

ومن جانبه، ذكر عزت سعد المدير التنفيذي للمجلس المصري للشؤون الخارجية أن أهمية آلية بريكس باعتبارها آلية نموذجية للتعاون بين بلدان الجنوب تكمن في أنها توحد دولا نامية مختلفة على قلب رجل واحد للعمل بشكل متكافئ على مواجهة تحديات ومشكلات تنشأ أثناء عملية التنمية وكذا على تخطيط آفاق التنمية، وهذا يساعد بدوره في تحسين نظام الحوكمة العالمية ويعود بالنفع على الدول النامية والاقتصادات الناشئة.

ولا شك أن بنك بريكس للتنمية، الذي تأسس برأس مال أولى مصرح به قدره 100 مليار دولار أمريكي خلال القمة السادسة لبريكس في فورتاليزا بالبرازيل عام 2014 وافتتح رسميا في شانغهاي عام 2015، سيعمل كجسر بين الدول النامية والمتقدمة ليصبح له دور فعال في دفع نمو الاقتصاد العالمي والأهم من ذلك في دفع التعاون بين بلدان الجنوب على مختلف المستويات.


【1】【2】【3】【4】

صور ساخنة

أخبار ساخنة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×