تقرير إخباري: الفلسطينيون يحذرون من "اقتحامات" إسرائيلية لباحات المسجد الأقصى واستمرار الاستيطان

القدس/رام الله أول أغسطس 2017 / حذر مسؤولون فلسطينيون اليوم (الثلاثاء)، من "اقتحامات" جماعات دينية إسرائيلية لباحات المسجد الأقصى، واستمرار الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية.

وبعد هدوء نسبي شهده محيط المسجد الأقصى منذ يوم الجمعة الماضي دخل اليوم أكثر من ألف إسرائيلي اليوم إلى باحاته بحراسات غير مسبوقة من الشرطة الإسرائيلية، بحسب مسؤولين في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، استجابة لدعوات أطلقتها (منظمات الهيكل) الإسرائيلية لإحياء مناسبة ذكرى "خراب الهيكل".

وعلى أثر ذلك حذر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون القدس فيها أحمد قريع، من خطر "انفجار حرب دينية في القدس" جراء السياسات الإسرائيلية.

وقال قريع في بيان صحفي، إن منظمات الهيكل تمارس سياسة "تحريضية"، مشيرا إلى أنها أعلنت تنظيم مسيرة حاشدة من "الباب الجديد" في البلدة القديمة ودعت إلى مشاركة واسعة في "اقتحامات" المسجد الأقصى.

واعتبر قريع، أن "ما يجري في القدس من انتهاكات متصاعدة يمثل إجراما تشجعه حكومة الاحتلال الإسرائيلي التي تتحمل كامل المسؤولية إزاء ما يجري من عنف وإرهاب".

وفي وقت سابق اليوم نددت وزارة الخارجية والمغتربين في حكومة الوفاق الفلسطينية، بإغلاق السلطات الإسرائيلية أجزاء واسعة من شرق القدس لإتاحة المجال لدخول جماعات يهودية إلى المسجد الأقصى.

وقالت الوزارة في بيان صحفي، إن السلطات الإسرائيلية "تصعد إجراءاتها القمعية بحق الفلسطينيين المقدسيين عبر إغلاقها لعديد من المناطق والأحياء في القدس، وشن حملة اعتقالات واسعة النطاق طالت عشرات الفتية المقدسيين".

وأضافت أن السلطات الاسرائيلية "كثفت من تواجد قواتها وكأنها تعيد احتلال القدس وبلدتها القديمة ومقدساتها والمسجد الأقصى المبارك، ووزعت قرارات إبعاد لعدد من المواطنين عن المسجد الأقصى".

ونددت الوزارة، بتصعيد الاقتحامات للمسجد الأقصى وقيام مئات المستوطنين بمسيرات استفزازية وأعمال عربدة في محيطه وفي باحاته، كما حدث في باحة البراق فيما يسمى بذكرى "خراب الهيكل".

واعتبرت الخارجية الفلسطينية، أن هذه الممارسات "تظهر أن حكومة إسرائيل اختارت كعادتها تصعيد إجراءاتها القمعية في القدس، باحثة عن مزيد الفرص لتوتير المناخات والأجواء السياسية هربا من أي جهد دولي يسعى لإحياء عملية السلام".

وأكدت الوزارة، أن ذلك "يستدعي تدخلا دوليا عاجلا للجم الانفلات الإسرائيلي من استحقاقات المفاوضات والاتفاقيات الموقعة، ولإجبار إسرائيل كقوة احتلال على احترام القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وقبل فوات الأوان".

وكان الفلسطينيون امتنعوا لمدة اسبوعين عن دخول المسجد الأقصى بسبب وسائل أمنية وضعتها إسرائيل في 14 يوليو الماضي في محيطه بعد أن شهد هجوما مسلحا نفذه ثلاثة فلسطينيين أدى إلى مقتلهم وشرطيين إسرائيليين.

ولم يعد الفلسطينيون للصلاة داخل المسجد الأقصى إلا عصر يوم الخميس الماضي بعد إزالة إسرائيل الإجراءات والتدابير الأمنية.

وقتل خلال موجة التوتر الأخيرة في القدس خمسة فلسطينيين وأصيب المئات خلال المواجهات اليومية التي اندلعت مع الشرطة الإسرائيلية منذ 14 يوليو الماضي.

الى ذلك، اعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، أن عدم إلزام الإدارة الأمريكية إسرائيل بوقف النشاطات الاستيطانية وقبول مبدأ الدولتين على حدود عام 1967 يمثل "عائقا" أمام إطلاق عملية السلام من جديد.

وقال عريقات في تصريح صحفي مكتوب عقب اجتماعه مع القنصل الأميركي العام دونالد بلوم، وممثل اليابان لدى دولة فلسطين تاكاشي أوكبو، كل على حدة في أريحا في الضفة الغربية، إن الحكومة الإسرائيلية تستغل الموقف الأمريكي الراهن سلبا لتعطيل عملية السلام.

ودعا عريقات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمجتمع الدولي، إلى إصدار إعلان عالمي يحدد حدود دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، ووضع آليات تنفيذية لقيامها وفق رؤية حل الدولتين.

وكان مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية في السلطة الفلسطينية غسان دغلس أبلغ ((شينخوا)) يوم أمس الاثنين، أن إسرائيل بدأت بإقامة بؤرة استيطانية جديدة في نابلس شمال الضفة الغربية.

وذكر دغلس، أن 10 منازل استيطانية متحركة تم نصبها في أراضي قرية (جالود) جنوب نابلس وسط أعمال تجريف مستمرة في محيط المنطقة المستهدفة.

وحذر دغلس، من أن البؤرة الاستيطانية الجديدة تستهدف ربط ثماني مستوطنات مقامة على أطراف نابلس بهدف خلق تواصل استيطاني يهدد بعزل شمال الضفة الغربية عن جنوبها.

واعلن عضو اللجنة المركزية لفتح العضو السابق في الوفد الفلسطيني المفاوض محمد اشتية الرفض الفلسطيني لمقترحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتبادل منطقة (وادي عارة) العربية داخل إسرائيل بمستوطنات إسرائيلية في القدس والضفة الغربية.

واعتبر اشتية في تصريح صحفي مكتوب، أن الطرح المذكور من نتنياهو "هو طرح عنصري يرمي لتنفيذ مخطط تطهير عرقي لأهل الداخل وهو أمر مرفوض فلسطينيا بالإجماع".

وكانت مصادر إسرائيلية ذكرت قبل يومين، أن نتنياهو عرض مؤخرا على الإدارة الأمريكية ضم مستوطنات إسرائيلية في القدس والضفة الغربية مقابل منح بلدات في وادي عارة للسلطة الفلسطينية.

وذكرت المصادر، أن نتنياهو قدم هذا الاقتراح للأمريكيين كجزء من اتفاق سلام مستقبلي بين إسرائيل والفلسطينيين في ظل الجهود الأمريكية المبذولة لاستئناف المفاوضات المتوقفة بين الجانبين منذ العام 2014.