بكين 25 يوليو 2017 / لقد أظهر تعدي الجيش الهندي على أراضي الصين بمنطقة دوكلام ميلا واضحا جدا نحو الانتهازية والمغامرة.
وتظهر هذه الخطوة الصارخة، التي تدوس على القانون الدولي، أن الهند مستعدة لتعظيم مصالحها في قضية الحدود على حساب علاقاتها مع الصين، وأنها ستعمل على اختلاق المشكلات أمام تنمية العلاقات الصينية- الهندية والعمل المعني بمراقبة الحدود مستقبلا.
فدخول قوات الحدود الهندية بصورة غير قانونية لقسم محدد وحدود معترف بها بشكل متبادل يعد أمرا مختلفا تماما في طبيعته عن الاحتكاكات السابقة التي وقعت عند جزء غير محدد من الحدود.
وهذه هي المرة الأولى التي تعبر فيها القوات الهندية الحدود عند قسم سيكيم الذي قامت الهند بترسيمه مع الصين وتم تعريفه في اتفاقية بين بريطانيا العظمي والصين تتعلق بسيكيم والتبت (1890) واعترفت به الحكومتان الصينية والهندية مرارا وتكرارا.
وبانكارها اتفاقية الحدود المعترف بها بصورة متبادلة، تحاول الهند إدارة عجلة التاريخ إلى الخلف.
وكما أكد المسؤولون الصينيون، فإن الهند تجاوزت حدودا تم تعريفها لتدخل أراضي بلد مجاور تحت ذريعة ما يسمى بالمخاوف الأمنية. وبغض النظر عن نوع الأنشطة التي تقوم بها الهند، فلن يتهاون في هذا الأمر أي دولة ذات سيادة.
والصين لديها الرغبة في حل المشكلة سلميا من خلال السبل الدبلوماسية، كما تحرص الصين على السلام والهدوء في المناطق الحدودية، ولكن الشرط المسبق لذلك يكمن في ضرورة انسحاب المتعدين من الهند دون شرط أو قيد.
وكانت وزارة الدفاع الصينية قد ذكرت يوم الاثنين أنه "يتعين على الهند عدم ترك الأمور للحظ، وعليها التخلي عن أية أوهام".
وأكدت الوزارة أن تاريخ جيش التحرير الشعبي الصيني، الجيش الصيني، خلال السنوات الـ90 الماضية أظهر قدراته المتزايدة وتصميمه الثابت على حماية السيادة الوطنية وسلامة الأراضي، مضيفة أن "هز أي جبل أمر سهل ولكن هز جيش التحرير الشعبي الصيني أمر صعب".
إن الصين والهند، وكلاهما مؤيد للمبادئ الخمسة للتعايش السلمي، بحاجة إلى النظر في علاقاتهما وتناولها من منظور إستراتيجي وطويل الأمد، وبذل جهود أكبر في تدعيم الثقة المتبادلة والسيطرة على النزاعات.
فالسلام والاستقرار في المناطق الحدودية بين الصين والهند يتفق مع المصالح الجوهرية لشعبي الجانبين.
ومن المتوقع أن تلتزم الهند بالمبادئ الأساسية للقانون الدولي وتصحح أخطائها وتعمل مع الصين على حماية السلام والاستقرار في المناطق الحدودية بينهما.