فيما تلقى موجة من المشاعر المناهضة للعولمة في البلدان الغربية بظلالها على قمة مجموعة العشرين المقرر عقدها في هامبورغ يومي 7 و 8 يوليو الجاري بألمانيا، تلهم مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين المجموعة بأفكار جديدة للتعاون.
وبرزت المشاعر المناهضة للعولمة من خلال سياسة "أمريكا أولا" في الولايات المتحدة واستفتاء بريكست والانسحاب الأمريكي من اتفاق باريس بشأن المناخ وذلك من بين أشياء أخرى. وفي ظل هذه الظروف، يعتبر قادة الأعمال مبادرة الحزام والطريق مصدر إلهام لمجموعة العشرين لتعزيز التعاون متبادل المنفعة داخل إطارها.
فمن جانبه، ذكر توفان خالاجي المدير العام للشركة النمساوية لخدمات الشحن بالسكك الحديدية أن العالم بحاجة إلى "الخطة بي" في مواجهة المشاعر المناهضة للعولمة لدى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي تبرزها سياسة ترامب المتمثلة في "أمريكا أولا".
وأشار إلى أن مبادرة الحزام والطريق تمد العالم بأسره في اللحظة المناسبة بخيار وحل جديدين.
فالمبادرة، التي اقترحتها الصين في عام 2013، تهدف إلى بناء شبكات من التجارة والبني التحتية تربط آسيا بأوروبا وإفريقيا بطور المسارات التجارية لطريق الحرير القديم سعيا لتحقيق تنمية ورخاء مشتركين.
ومثالا على ذلك، فإنه فيما يتعلق بأوروبا، نجد أن خدمة قطار نقل البضائع بين الصين أوروبا الرامية إلى تعزيز الترابط لا تسهم فقط في تسهيل تدفق السلع، وإنما تتيح أيضا فرصا للدول الواقعة بطول مسارات السكك الحديد الأوروآسيوية لتحسين شبكة البني التحتية والنقل الخاصة بالسكك الحديدية.
وشهدت خدمة قطار نقل البضائع بين الصين وأوروبا، والتي بدأ تشغيلها في مارس 2011، زيادة ملحوظة في حجم النقل بفضل المبادرة.
ومستشهدا بتجارب مجموعة "دويتشه بوست دي أتش إل" الألمانية للخدمات اللوجستية، قال توماس كوالسكي مدير عمليات النقل متعدد الوسائط بالمجموعة إن مبادرة الحزام والطريق توسع حجم الشحن عبر خطوط السكك الحديدية التي تربط بين الصين وأوروبا، وهو ما يعطي دفعة لأعمال "دي أتش إل".
وقال إن هذا "يتيح فرصا جديدا لدي أتش إل في منطقة آسيا والمحيط الهادئ".
وقد زاد حجم الشحن عبر خطوط السكك الحديدية الأوروآسيوية بشكل مطرد منذ تشغيل خدمة قطار الشحن بين الصين وأوروبا. وتشير التقديرات إلى أن الحجم سيتجاوز مليون حاوية قياسية بحلول عام 2030، على حد قول كوالسكي.
أما شان جينغ مدير تطوير الأعمال بشركة "فار إيست لاند بريدج" المحدودة فقال إن خدمة نقل البضائع بين الصين وأوروبا تسهل أيضا نقل البضائع بين أوروبا وبلدان آسيوية أخرى مثل اليابان وكوريا الجنوبية.
وفي الوقت الحالي، تغادر القطارات العابرة للقارات والتي تديرها شركة "فار إيست لاند بريدج" تغادر أساسا من مدن بما فيها سوتشو وتشانغشا في جنوب الصين متوجهة إلى خارج الصين من منتشوريا في الشمال الشرقي. ويصل ما يتراوح بين ثلاثة وأربعة قطارات أسبوعيا إلى مدن أوروبية مثل وارسو ودويسبورغ وهامبورغ وميلانو.
وبالإضافة لذلك، لفت شان إلى أن مبادرة الحزام والطريق تتيح فرصا للدول الواقعة بطول مسارات السكك الحديدية الأوروآسيوية لتعزيز قدرة نقل البضائع من خلال تحسين البني التحتية للسكك الحديدية وتنظيم شبكة النقل بالسكك الحديدية.
وترحب جمعية الأعمال الدولية الألمانية للشحن بالسكك الحديدية، التي تعمل بشكل جزئي كمروج أو كجماعة ضغط لأنظمة وآليات القطارات الفعالة بالاتحاد الأوروبي، ترحب بمبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين.
وقال رئيس مجلس الجمعية أولاف كروجر إن المبادرة قد تتيح فرصا كبيرة للدول لتحديث خطوط السكك الحديدية القائمة وإنشاء ممرات نقل جديدة.
وعلاوة على ذلك، يوفر خط السكك الحديدية المباشر بين المدن الصينية وأوروبا الغربية خيارا جديدا لشركات الشحن، إذ يطلق عليه بعض رجال الأعمال الأوروبيين اسم "شريان" نظرا لكونه يضخ دماء جديدة في ممرات أو شبكات النقل الأوروبية بالسكك الحديدية.
ويعتقد أن قصص نجاح مثل خدمة قطار الشحن بين الصين وأوروبا هامة للقادة الذين سيحضرون قمة مجموعة العشرين التي ستعقد في هامبورغ تحت عنوان "تحديد ملامح عالم مترابط".
وسوف يحضر الرئيس الصيني شي جين بينغ قمة مجموعة العشرين في هامبورغ عقب قيامه بزيارة دولة لألمانيا. ودعا شي مجموعة العشرين إلى مواصلة دعم العولمة والنمو الابتكاري.
وتحظى مبادرة الحزام والطريق بدعم من أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية حول العالم.