تقرير: "دبلوماسية الباندا" تسهم في دفع التبادل الودي بين الصين والعالم

تجمع عدد من الساسة والصحفيين في صباح 24 يونيو الجاري بقاعة الإنتظار بمطار شونفيلد ببرلين الألمانية. لكن الضيف لم يكن شخصية كبيرة أو مشهورة، وانما ضيف صيني خاص، انه الباندا الصيني.

بعد رحلة دامت أكثر من 10 ساعات جوا، وصل زوج الباندا "منغ منغ " و"جياو تشينغ" إلى برلين. حيث وجدا الألمانيين قد اعدوا لهما حفل استقبال ضخما، و"بيتا جديدا" على مساحة 5500 م م.

خلال الأعوام الأخيرة، لم يعد الباندا مجرد حيوان محمي فقط، بل بات يلعب دور"سفير الصداقة" في العلاقات الدبلوماسية بين الصين والدول الأجنبية، وأصبح أحد أهم الرموز الصينية.

يلقى الباندا محبة واسعة في مختلف أنحاء العالم، من خلال مظهره الودود، وجمعه بين الألفة والقوة.

ويعود تاريخ اهداء الصين لحيوان الباندا إلى أكثر من 1000 عام. حيث أهدته أسرة تهانغ الحاكمة إلى امبراطور اليابان. وفي عام 1938، نقل حيوان الباندا إلى بريطانيا، وعايش مع الشعب البريطاني ويلات الحرب العالمية الثانية.

بعد تأسيس الصين الجديدة، تحول الباندا إلى "سفيرا" للدبلوماسية الصينية. حيث قامت الصين في عام 1957 بإهداء أول باندا إلى الإتحاد السوفيتي. وفي عام 1972، وعلى هامش زيارة "كسر الجليد" التي قام بها الرئيس الأمريكي نيكسون إلى الصين، قامت زوجته بزيارة المحبة للباندا بزيارة حديقة الحيوانات ببكين. وفي نهاية الزيارة أعلن تشو آن لاي عن مفاجئة سارة للضيفين الأمريكيين، حيث قام بإهداء الشعب الأمريكي زوجا من الباندا، هما "لينغ لينغ" و"شينغ شينغ".وأثناء وصولهما إلى واشنطن، تجمع أكثر من 8000 أمريكي لإستقبالهما، وزارهما أكثر من 20 ألف زائر في أول يوم من دخولهما حديقة الحيوانات بواشنطن.

لكن بعد تراجع أعداد الباندا بسبب تضرر بيئة العيش. قررت الحكومة الصينية منذ عام 1982 إيقاف إهداء حيوانات الباندا للدول الأجنبية. وفي عام 1984 طرحت الصين مشروع تأجير هذا النوع من الحيوانات.

إلى غاية نهاية عام 2016، قام المركز الصيني لأبحاث حماية الباندا بتأسيس علاقات تعاون مع 12 حديقة حيوانات من 10 دول، وأرسل 26 حيوان باندا إلى الخارج. ماجعل حيوان الباندا يصبح شاهدا على تطور علاقات الصداقة بين الصين ومختلف دول العالم.