الخرطوم 22 يونيو 2017 /أعرب مسؤول سوداني اليوم (الخميس) عن ثقته في قدرة الحزب الشيوعي الصيني على مواصلة تجربته الرائدة في مجال الحكم والتنمية الاجتماعية والاقتصادية وبناء مجتمع رغيد العيش وتعزيز الإصلاح والانفتاح.
وقال أمين الإعلام بحزب المؤتمر الوطني وزير الدولة بوزارة الإعلام السودانية ياسر يوسف، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إنه "من المؤكد أن المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني الذي سينعقد في سبتمبر القادم يأتي في ظل ظروف إقليمية بالغة الدقة".
وتابع "لكننا نعتقد أن التجربة الكبيرة للحزب الشيوعي الصيني في السنوات السابقة تجعله قادرا على تجاوز هذه الظروف الإقليمية والدولية، وتقديم نموذج متواصل ظل يقدمه في الحكم والتنمية الاجتماعية والاقتصادية والنظرية التي أصبحت نظرية صينية بامتياز".
وأضاف "أن الحزب الشيوعي الصيني سيواصل تجاوز التحديات وبناء المجتمع رغيد العيش وتعزيز الإصلاح والانفتاح، وهي ذات المقررات التي أجازها المؤتمر الثامن عشر الذي انعقد في العام 2012".
ووصف يوسف سياسية الصين في مجال التعاون الدولي من خلال تقاسم ثمار التنمية السلمية بأنها نموذج جديد في العلاقات الدولية.
وقال "لقد أنشأت الصين فلسفة جديدة في التعاون الدولي، خاصة مع الدول النامية ودول العالم الثالث"، مشيرا إلى أن "دول العالم الثالث تعاني من التنمية غير المتوازنة مع العالم الأول، والاستغلال وسرقة الموارد أحيانا من قبل العالم الأول".
وأوضح أن "التجربة التي قدمتها الصين (..) تقوم على أسس أن نستفيد جميعا من هذه الموارد وأن تقوم التنمية على أساس من الاحترام المتبادل وأن ينتفى استغلال طرف لاخر، وأن تختفى محاولة فرض الأجندة السياسية من أجل التنمية".
وأردف قائلا إن "النموذج الذي قدمته الصين هو نموذج قائم على الاحترام المتبادل والفائدة المتبادلة".
وأكد أهمية التعاون القائم بين الصين والدول العربية والافريقية من خلال منتدى التعاون الصيني العربي، وكذلك منتدى التعاون الصيني الافريقي.
وقال في هذا الصدد "لقد خطت الصين خطوات كبيرة في منتديات التعاون، خاصة منتدى التعاون العربي أو التعاون الافريقي، والسودان واسطة العقد في ذلك بين الدول العربية والافريقية".
ومضى قائلا "في اعتقادي إن الصين ستواصل دعمها للعالم العربي والدول الافريقية في ضوء نظرية تقاسم المكاسب والتجربة المشتركة في التعاون البناء".
واعتبر يوسف مستوى التعاون والتنسيق بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان والحزب الشيوعي الصيني "مرضيا جدا".
وقال "إن الحوار رفيع المستوى بين حزب المؤتمر الوطني والحزب الشيوعي الصيني ظل متواصلا ومنعقدا".
وتابع أن "العلاقة تحظى برعاية كريمة من الرئيسين عمر البشير وشي جين بينغ، وخاصة بعد توقيعهما على ترفيع العلاقة إلى علاقة استراتيجية بين الدولتين".
وأضاف "أعتقد أن العلاقة الآن تمضي أكثر قوة ومتانة مما كانت عليه من قبل في جميع الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية".
واستطرد "نحن في السودان شكلنا لجنة إشرافية على العلاقات السودانية الصينية برئاسة الرئيس البشير، الذي يتابع عملها يوما بيوم ولحظة بلحظة".
ورأى المسؤول السوداني أن مبادرة "الحزام والطريق" نموذج آخر تقدمه الصين لإصلاح الميزان المختل للعلاقات الدولية التي تضررت من الهيمنة والأجندة المسبقة.
وقال "أعتقد أن المبادرة جيدة وحظيت باهتمام كبير بالذات في العالم العربي وافريقيا، وان شاء الله نرسخ مشاركتنا فيها بكثير من الاندماج والتعاون".
واعتبر أن "مبادرة الحزام والطريق نموذج آخر تقدمه الصين لتعزيز التعاون الدولي وفقا لأسس المشاركة وتبادل المنافع وتجاوز سياسات الهيمنة".
وأكد التزام السودان بالمشاركة الفاعلة في مبادرة الحزام والطريق، واصفا إياها بأنها "فلسفة جديدة للتعاون الدولي".
وشدد على أن "السودان سيلعب دورا إيجابيا وبناء باعتبار موقعه الجغرافي في طريق الحرير، نحن في قلب هذه المبادرة (..) وسنواصل مع الجانب الصيني من أجل استكمال التعاون على هذه الأسس الجديدة وتجاوز ثقافة الهيمنة التي فرضت علينا من قبل الدول الغربية".
وأعرب المسؤول السوداني عن أمله في أن يواصل الحزبان الحاكمان في السودان والصين تعاونهما بما يحقق المكاسب المشتركة لشعبي البلدين.
وقال يوسف "نحن ممتنون لوقوف الصين إلى جانبنا في كثير من المحطات، ومازلنا بحاجة أن نعمق التعاون بيننا في المحافل الإقليمية والدولية نظرا للتحديات الدولية الكثيرة التي تحيط بالعالم".