غزة 21 يونيو 2017 / لم تمنع إعاقة الفتاة الفلسطينية أية مسعود التي ولدت في قطاع غزة بلا ذراعين من وصولها إلى الثانوية العامة وتقديم الامتحانات النهائية.
ولم تستسلم أية لولادتها من دون ذراعين بل شكل ذلك دافعا لها لمواصلة مسيرة التعليم متسلحة بالإصرار والعزيمة لتحقيق أحلامها بحسب ما تقول.
وتضيف آية لوكالة أنباء ((شينخوا)) وهي تقدم آخر امتحانات الثانوية العامة مستعينة بقدميها في كتابة الإجابات بنفسها، إنها تشعر بسعادة وفخر لإنجازها هذه المرحلة من حياتها في إشارة إلى أكمال مرحلة التعليم الأساسي قبل دخول الجامعة.
وتقول بنبرات من الثقة والأمل "أتذكر عندما بدأت أول عام دراسي واجهت الكثير من المصاعب بسبب حالتي، لكن كان لدي التحدي والشجاعة للمضي نحو المستقبل وهو ما بدأ يتحقق".
وتقدمت آية لامتحاناتها داخل قاعة خاصة في إحدى مدارس مدينة غزة، وحظيت طوال أيام الامتحانات بإعجاب وتقدير المراقبين والمشرفين على الامتحانات.
ولآية رحلة طويلة من تلقي التشجيع والثناء من مدرساتها طوال سنوات دراستها في المرحلة الأساسية وصولا إلى تقديم امتحانات الثانوية العامة.
وهي تتذكر أنها أصيبت بكثير من اليأس عند التحاقها بالمدرسة وهي صغيرة ومقارنة نفسها بزميلاتها وكيف كان عليها أن تكتب بقدميها علنا، لكن تؤكد أنها رفضت الاستسلام لعجزها.
وأنهت أيه تقديم امتحانات الثانوية العامة فرع العلوم الإنسانية وستنتظر من اليوم صدور نتيجة الامتحانات الشهر المقبل.
وهي تؤكد أن طموحاتها لا تنتهي فهي تسعي للنجاح والتفوق في مرحلة الدراسة الجامعية في المستقبل القريب ونيل أعلى الشهادات.
كما أن آية تطمح لتنمية موهبة الرسم لديها وتطويرها والتي كانت سببا رئيسا في نجاحها بالاستعانة بقدميها للتغلب على عجزها منذ طفولتها.
وبقدميها كثيرا ما رسمت آية لوحات تعبر عن الأمل بالمستقبل من خلال شمس مشرقة عند الصباح أو نبات مثمر لتتمكن حاليا من تجسيد ذلك حقيقة في حياتها.
وأشادت وزارة التربية والتعليم في قطاع غزة بالطالبة آية في بيان أصدرته خصيصا لهذا الغرض، معتبرة أنها "نموذجا كبيرا على الصبر والإرادة والتحدي".
وفيما تنهي آية مرحلة إنجاز كبير في حياتها فإنها تتطلع للمزيد متسلحة بعزيمتها مع دعوتها إلى توفير المزيد من قنوات الدعم والرعاية للمعاقين في قطاع غزة.
ويوجد نحو 50 ألف معاق على الأقل في قطاع غزة الذي يزيد عدد سكانه عن مليوني نسمة.
ويمكن تفسير الرقم الكبير في أرقام المعاقين مقارنة بعدد سكان قطاع غزة إلى جولات العنف المتكررة مع إسرائيل وتنامي ظاهرة زواج الأقارب.
ويعزو أخصائيون في رعاية المعاقين صعوبة ظروف رعايتهم إلى عدم إقرار قانون خاص بحقوق المعاقين حتى الآن على الرغم من إعداده من قبل السلطة الفلسطينية منذ العام 1999 من دون أن يقر من المجلس التشريعي الفلسطيني.