بكين 25 مايو 2017 / صار العامل جيورجيو أبرانتيس (34 عاما) الذي يعيش في شمال شرقي البرازيل صار مؤخرا عاشقا للإنترنت.
فقد استقبلت صفحتاه على الفيسبوك واليوتيوب عشرات الآلاف من الآراء في غضون أيام قليلة منذ أن نشر اختراعا عبقريا في فيديو مدته 40 ثانية عن كيفية تكبير موسيقي منبعثة من هاتف ذكي فقط باستخدام بعض الأنابيب وصندوق ورقي.
وكانت أداة الإنترنت التي استخدمها في عمل هذا الفيديو الرائع والمبهر هي "فيفا فيديو" إحدى شركات الجوال الصينية القليلة التي حازت بالفعل على نصيب جيد في سوق الجوال بالعالم.
وقام بتنزيل هذا التطبيق، الذي أطلقه عام 2013 بعض الخبراء الصينيين المتخصصين في فيديوهات الجوال، الآن 400 مليون مستخدم حول العالم ونال جائزة أكثر التطبيقات إبداعا في قائمة جوجل بلاي العالمية "لأفضل تطبيق لعام 2016".
وقال تشو بين جيه رئيس فيفا فيديو لوكالة أنباء ((شينخوا)) "تطبيقنا سريع ومستقر"، مضيفا "العديد من مستخدمينا شباب ولا يمكنهم تحمل شراء الهواتف الذكية باهظة الثمن. وأفضل تكنولوجيا هي وحدها القادرة على تمكينهم من تحرير فيديوهات معقدة بصورة سريعة دون تكلفة كبيرة".
أما سام هان المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة فقد عمل لأكثر من عشر سنوات في "أركسوفت أنك" بكاليفورنيا، وهي شركة تطوير برمجيات للتصوير الفوتوغرافي وتصوير الفيديوهات. وتفوقت تكنولوجيا حوسبة الفيديوهات التي طورها في فيفا فيديو تفوقا كبيرا على مثيلاتها من تطبيقات الجوال الأخرى.
كما يتميز التطبيق بشكل بارز بتقنية التعرف على الوجه ويثرى مجتمع صناعة الفيديوهات الحية وتقاسمها.
ويقول الشاب السعودي فواز، الذي لديه 74 ألف مشترك على اليوتيوب "لقد ساعدني تطبيق الجوال هذا كثيرا في عملي على قناة اليوتيوب".
"لقد بدأت في استخدام فيفا فيديو قبل حوالي ثلاثة أعوام عندما كانت تطبيقات إعداد الفيديوهات شبه معدومة أو سيئة للغاية مقارنة بالبرمجيات المهنية على جهاز الكمبيوتر"، هكذا أشار فواز.
وأضاف قائلا "ولكن العمل على جهاز الكمبيوتر عادة ما يكون بطيئا ومكلفا"، لافتا إلى أنه "مع تطبيق فيفا فيديو، يمكنني بكل سهولة ومهنية تحرير ما أريده من فيديوهات وعمل المونتاج لها ونشرها عند انتظار دوري أثناء زيارة طبيب الأسنان أو عند ركوب مترو الإنفاق وأنا في طريق إلى جامعتي أو عند احتسائي قهوة الصباح".
ويقول تشو بين جيه رئيس فيفا فيديو إن تطبيق الجوال هذا، الذي يستهدف الشباب حول العالم، يأمل في الوصول بكل مستخدم إلى خشبة المسرح في العالم الافتراضي.
-- تحديات ثقافية
ووصف شركته بأنها شركة "تعتمد على التكنولوجيا" في الأساس، ولكنه أكد على البعد الثقافي للنشاط الذي تزاوله
وقال "علينا التزام التواضع أمام كل ثقافة مختلفة ونحن نمضى قدما تجاه بقية العالم. وأضاف "نحاول أيضا بذل قصار جهدنا لتحقيق التوطين لنشاطنا".
وبناء على ما تكتسبه من نقاط قوة في خلق وتحرير الفيديوهات، فتحت الشركة مجتمعات الفيديو على الإنترنت بجنوب شرق آسيا والبرازيل وتوسعت فيما بعد لتصل إلى اليابان والولايات المتحدة.
ويقول الرأسمالي المغامر الأمريكي المقيم في بكين كايفو لي، الذي يضخ أيضا استثمارات في فيفا فيديو إن السوق الخارجية تعد عملا صعبا. "علينا أن تحصل على فهم جيد لطريقة تفكير السكان المحليين".
واتفق معه في الرأي وانغ شيانغ كبير نواب رئيس شركة شياومي الصينية العملاقة للإلكترونيات والتي تعد خامس أكبر شركة مصنعة للهواتف الذكية في العالم.
وقال لـ((شينخوا)) "هناك العديد من التحديات التي تعترض البدء في دخول الأسواق الخارجية"، مضيفا "أنك تحتاج إلى توظيف الكثير من الأجانب الذين يعرفون الثقافة المحلية. وقد يتعين عليك أيضا العمل مع شركاء محليين على دراية أكبر بالبيئة القانونية والاقتصادية والسياسية المحلية".
وثمة مجموعة من شركات التكنولوجيا الصينية تتوسع بصورة سريعة في الخارج في الوقت الذي تشرع فيه الصين في تنفيذ مبادرة الحزام والطريق لإعادة تنشيط طريقي الحرير البري والبحري القديمين.