القاهرة 4 مايو 2017 / رجح محللون مصريون، أن يؤدى إعلان حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فك ارتباطها بجماعة (الإخوان المسلمين) إلى تحسن علاقاتها مع مصر.
وأعلنت حماس الاثنين الماضي وثيقة جديدة تضمنت 42 بندا، وعرفت نفسها في الوثيقة بأنها " حركة تحرر ومقاومة وطنية فلسطينية إسلامية، هدفها تحرير فلسطين ومواجهة المشروع الصهيوني، مرجعيتها الإسلام في منطلقاتها وأهدافها ووسائلها".
ويختلف هذا النص عن نظيره الذي ورد في ميثاق حماس الصادر في عام 1988، عندما تم الاعلان عن انطلاق الحركة، حيث قال بوضوح في حينه أن " حماس جناح من اجنحة جماعة الإخوان المسلمين".
وتعتبر الحكومة المصرية جماعة الإخوان المسلمين " تنظيما إرهابيا"، وتحظر جميع أنشطتها، وتحملها مسؤولية أعمال العنف التي شهدتها البلاد عقب الإطاحة بالرئيس الإسلامي محمد مرسي عقب ثورة الثالث من يوليو 2013.
وتوترت العلاقات بين مصر وحماس بشدة عقب هذه الثورة.
واعتبر المحللون النص الجديد بمثابة إعلان حمساوي بالتبرؤ من الإخوان المسلمين.
وقال السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق، إن " إعلان حماس الإنفصال عن جماعة الإخوان الإرهابية أمر جيد وإيجابي" قبل أن يستدرك " لكن علينا الانتظار لنرى سياسات وأفعال حركة حماس في الفترة المقبلة".
وعزا العرابي وهو عضو بالبرلمان المصري، في تصريح لوكالة أنباء (شينخوا)، هذا القرار إلى إن " حماس خسرت حليف استراتيجي قوي مثل مصر، وعليها في ظل الظروف المتغيرة بالمنطقة أن تقوم بإعادة قناة الاتصال مع مصر، التي تمثل منفذ جيد لحماس، تستطيع من خلاله التواجد بشكل جيد في المنطقة".
وأضاف إن " حماس تفهمت حجم التغيرات التي تمر بها المنطقة، وأن جماعة الإخوان والدول المؤيدة لها في مأزق في الوقت الراهن، وأن مصر دولة راسخة ومستقرة وقادرة على تقديم الدعم، وهي بسبب الاستقرار الاستراتيجي لحماس".
وتوقع العرابي أن يؤدى إعلان الحركة الفلسطينية الانفصال عن الإخوان إلى " تحسن العلاقات بين حماس ومصر إلى حد ما".
بدوره، قال الدكتور سعيد اللاوندي الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن عدة دول تعتبر جماعة الإخوان المسلمين رمزا من رموز الإرهاب، وإعلان حركة حماس الانفصال عن هذه الجماعة سوف يؤدى إلى رفعها من قائمة الحركات الإرهابية.
وأوضح أن " حركة حماس وجدت أنه لا دور لها في المنطقة، وأن تحالفها مع جماعة الإخوان المسلمين يبعدها عن المنطقة لذلك تبرأت من الجماعة لاسيما أن مصر والسعودية والإمارات فعلت ذلك".
وتابع إن حماس أدركت أن ارتباطها بجماعة الإخوان " تهمة " لذلك تبرأت تماما من الإخوان المسلمين.
ورأى أن قرار حماس " يمكن أن يحسن علاقاتها مع مصر إذا كانت جادة في هذا القرار".