سانشا، هاينان 26 ابريل 2017 / كان البحارة يستخدمون جزيرة قانتشوان كجنة على طول طريق الحرير البحري القديم، باعتبارها واحدة من جزيرتين في بحر الصين الجنوبي تحتوي على مياه عذبة تحت الأرض .
ويعيش الصيادون الصينيون في الجزيرة منذ مئات السنين، ولا يزال هناك اثنا عشر من سكان الجزيرة يعيشون هناك، لكنهم أقل عددا من "السكان الآخرين" : سلاحف البحر الخضراء.
وتقع جزيرة قانتشوان في غرب أرخبيل شيشا في الصين، وتعني حرفيا "الربيع الحلو"، وهي مكان مثالي للسلاحف البحرية نظرا لشاطئها الرملي الناعم والكتلة الكبيرة من الشعاب المرجانية المحيطة بالجزيرة.
وفي تجمع ليس ببعيد عن الشاطئ، تتنافس مئات السلاحف البحرية الخضراء على الأسماك التي يلقيها إليها لي يان فن، البالغ 33 سنة من عمره، وهو عامل بمحطة حفظ السلاحف البحرية المحلية التي يديرها مجتمع الجزيرة.
وقال لي :"نمتلك 800 من السلاحف الصغيرة التي نرعاها ".
يذكر أن لي كان صيادا في بلدة تانمن الساحلية بمقاطعة هاينان الواقعة أقصى جنوبي الصين على بعد أكثر من 300 كم من شيشا. وقدم لي إلى قانتشوان كمربي سلاحف عندما أنشئت محطة المحافظة عليها في 2013.
وتابع لي قائلا : "من شهر ابريل وحتى شهر أكتوبر يمتد موسم التكاثر للسلاحف البحرية، ونحن نقوم بدوريات يومية على الشاطئ بحثا عن أعشاش السلاحف القريبة جدا من البحر، وإذا وجدناها فإننا نخرج البيض وننقله إلى المحطة"، لافتاً إلى أنه إذا لم يتم نقل البيض فإن المد العالي يغمر الأعشاش ويدمر البيض.
وفي المحطة يتم وضع البيض في دلاء مليئة بالرمال وتفقس بعد 45 إلى 60 يوما.
وأضاف لي: " طبيعيا؛ يبلغ معدل تفريخ بيض السلاحف حوالي 10 في المائة، بيد أن المعدل يمكن أن يصل إلى 80 في المائة في المحطة". وبالتغذية على الأسماك ، يمكن للسلاحف في المحطة أن تنمو ليتراوح وزنها ما بين 0.5 كجم إلى 0.8 كجم في 6 أشهر.
وأوضح لي أن أصداف السلاحف بعد تلك الفترة تصبح صلبة كفاية لحمايتها من الحيوانات المفترسة مثل الطيور وسرطانات البحر والسمك، وعند إطلاقها في البحر، يرتفع معدل بقائها على قيد الحياة بكثير.
وخلال الأربع سنوات الماضية، فقس لدى لي ورفاقه حوالي 2000 من السلاحف البحرية وأطلق سراح ما يزيد عن 1000 في البحر. حيث كانت السلاحف الخضراء وفيرة في شيشا، ولكن بسبب سنوات من الصيد المفرط انخفضت أعدادها بشكل كبير.
وفي عام 1989 أدرجت الصين هذا النوع من السلاحف تحت حماية الدولة، وعززت التدابير الرامية للقضاء على صيد السلاحف البحرية والاتجار بها وببيضها.
وبعد تأسيس مدينة سانشا في عام 2012، أصدرت حكومة المدينة حظرا صارما على الصيد غير المشروع للسلاحف في جميع المناطق الخاضعة لولايتها ، بما في ذلك شيشا، بالإضافة إلى تعليم الصيادين المحليين على حماية الأنواع النادرة.
ومنذ ذلك الحين انخفض الصيد الجائر، فيما يضطلع الصيادون المحليون بمهمة حماية السلاحف بشكل طوعي .
وفي 2015، انشأ كل من مجتمع جزيرة بيداو وشيشا محطة لحماية السلاحف.