قال خبير مكسيكي في الشؤون السياسية في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إنه مع وجود جارة عدائية في الشمال، فإنه يجب على المكسيك أن تنظر باتجاه الجنوب من أجل تعزيز علاقاتها مع بقية دول أمريكا اللاتينية لمواجهة السياسات الأمريكية السلبية في مجالات التجارة والهجرة والدبلوماسية.
وأعرب ماريو توريكو، وهو أستاذ أبحاث في كلية أمريكا اللاتينية للعلوم الاجتماعية "فلاسكو" في مكسيكو سيتي، عن اعتقاده بأن المكسيك بحاجة إلى تعزيز علاقاتها "مع حلفاء بوسعهم دعمها في مواجهة السياسات العدائية" للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ويسعى قطب العقارات، والذي تحول إلى السياسة، إلى انتهاج سياسات مثيرة للخلاف تهدف إلى تعزيز التجارة والأمن الأمريكيين، حتى لو على حساب المكسيك، التي تم تهديدها حتى الآن بدفع تكلفة تشييد جدار ضخم ومكلف، لا تريده، على طول الحدود المشتركة بينهما، ودفع ضريبة حدود على صادراتها.
كما يتطلع ترامب إلى إعادة التفاوض حول اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا اللاتينية، التي تم إبرامها قبل عقدين من الزمن، بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، لضمان ظروف أفضل للعمال والصناعات الأمريكية.
وفي يوم الثلاثاء الماضي، هدد ترامب بالتخلي عن اتفاقية "نافتا" ما لم تسير المحادثات وفقا لأهوائه، وقال "سنقوم بتغييرات كبيرة جدا أو سنقوم بالتخلص من نافتا مرة واحدة وإلى الأبد".
وقال توريكو إنه "في حال زاد الصراع أو الخلاف مع ترامب، فإنه سيكون هناك بيانات دولية للتضامن مع المكسيك وذلك انطلاقا من الدعم الدبلوماسي (من أمريكا اللاتينية)"، مضيفا أن "هذا ما يجب على المكسيك القيام به: ألا وهو البحث عن هذا النوع من الدعم الدبلوماسي".
وفي يوم الأربعاء، قال وزير الخارجية المكسيكي، لويس فيديغاراي، الذي يقوم حاليا بزيارة إلى أسبانيا، إن بلاده مستعدة لإعادة التفاوض حول اتفاق "نافتا" للتجارة الحرة اعتبارا من النصف الثاني من العام، طالما أن "التجارة الحرة تبقى تجارة حرة دون فرض أية رسوم جمركية أو حصص، وأن يكون هذا اتفاق ثلاثي".
ولفت توريكو إلى أنه بصرف النظر عن كيفية تطور المحادثات، فإن الحكومة المكسيكية يجب أن تواصل تنويع علاقاتها الدبلوماسية والتجارية، التي تركزت منذ عقود على واشنطن.
وأفاد أنه "في الوقت الذي تجري فيه عملية إعادة التفاوض التجارية .. فإن المكسيك بحاجة إلى البقاء ثابتة وأن تواصل العمل في الوقت ذاته على تحقيق هدفها المتمثل في تنويع سوقها مع دول أخرى" بما في ذلك "النظر إلى الصين كبديل جيد".
وأضاف الخبير أن "السوق الآسيوية تمثل حاليا فكرة جيدة بالنسبة لتوجهات المكسيك، إلى جانب دول أمريكا اللاتينية الأخرى".
وقال إنه في الوقت الذي لا تملك فيه دول أمريكا الوسطى والجنوبية "القدرة الشرائية التي لدى الولايات المتحدة أو الصين"، فإن بوسع هذه البلدان أن تلعب دورا هاما كحلفاء إقليميين.