طرابلس 16 أبريل 2017 / تشهد عدد من المدن الليبية خاصة الشرقية منها ، ارتفاعا ملحوظا في حالات الانتحار ، بين أوساط الأطفال والمراهقين ، دون معرفة أسباب هذه الظاهرة، في حالة أثارت الكثير من القصص والروايات حول أسباب الانتحار ، أبرزها لعبة ما تعرف "تشارلي"، التي انتشرت بين الأطفال والمراهقين .
ويرى خالد الهمالي، المفتش التربوي بوزارة التعليم، في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) يوم الأحد ، أن " قضية ارتباط لعبة تشارلي بحالات الانتحار ، لا ينبغي الاستهانة بها وعدم منحها أولوية للدراسة ، لأن الطفل والمراهق في حالة نمو عقلي ، وقد يصدق الخرافات التي ترافق مثل هذه النوعية من الألعاب " .
وبين الهمالي أن اللعبة انتشرت داخل المدارس بشكل كبير، وبدأ بعض الطلاب في نقلها إلى المنزل ، وبالتالي دخل في عزلة تامة، ووقع فريسة لكل ما يشاع عنها ، بأنها تقوم بتحريك الأشياء أو تحقيق الأمنيات ، وهو أمر خطير ينبغي الانتباه له ، بحسب وصفه .
وتنتشر اللعبة "تشارلي" بين طلاب المدارس في ليبيا ، وهي عبارة عن قلمين من الرصاص وورقة ، ويرسم بداخلها خطين متعاكسين على هيئة قريبة من الصليب ، ويتم دوران القلم بسرعة فوق الاتجاه المرسوم على الورقة ، وعند وقوفها في اتجاه محدد ، يقوم بإلقاء نوع من التعويذة لطلب تحقيق أمنية أو حدوث ظاهرة معينة .
وأكدت رويدة الترهوني الباحثة الاجتماعية في تصريح لـ((شينخوا)) أن ظاهرة الانتحار التي طفت على السطح مؤخراً ، لها أسباب مختلفة وليست مقتصرة على سبب واحد ، لأنها مرتبطة بعوامل اجتماعية وأخرى نفسية .
وأضافت الترهوني أن " ليبيا تشهد خلال العامين الماضيين حالة من الضغوط الاجتماعية نتيجة الظروف الاقتصادية المتردية ، مع شح الأموال والبطالة التي تضرب فئات عديدة من الشباب ، جعلت الضغوط النفسية ترتفع جراء هذه الأسباب ، والتي دفعت بهم إلى الدخول في إحباط ويأس من الحياة، واتجهوا إلى طريق إنهاء حياتهم ، لأن الأمل والآفاق معدومة " .
وعن حقيقة تأثر الأطفال والمراهقين بلعبة انتشرت في المدارس مؤخراً ، أجابت " بعض التقارير تحدثت عن ذوي أطفال ، أكدوا دخول أطفالهم إلى حالة نفسية سيئة ، عقب ممارسة لعبة تشارلي ، وهو أمر قد يكون سبباً في حالات الانتحار ، لكنه ليس السبب الوحيد أو الرئيسي" .
أما الأجهزة الرسمية ، فقد فندت أي علاقة بارتباط حالات الانتحار باللعبة سالفة الذكر، أو حتى تعاطي المراهقين للمخدرات .
وأوضح عمر الحجازي رئيس المركز الخبرة القضائية بالبيضاء شرق ليبيا أن " لجنة من الأطباء الشرعيين والتحليل الجنائي والتحليل النفسي وخبراء بعلم الاجتماع وخبير قانوني ، قد باشرت أعمالها منذ أيام ، وتوصلت لنتائج بنسبة 30 % من التحقيقات وتقصي الحقائق ، أظهرت عدم ارتباط حالات الانتحار بلعبة تشارلي التي كثر الحديث عنها بمواقع التواصل الاجتماعي ، كما أن لا علاقة لها بالجان أو المس كما أشيع" .
وتابع الحجازي أنه " غالبا ما يعود سبب انتحار شخص ما لإصابته بعارض نفسي أو مشكلة ، يعتقد أن لا حل لها أو نتيجة تهديد وخوف من أمر معين ، أوحتى لأسباب عاطفية أو اجتماعية أو مادية ، تسبب الإحباط واليأس من الاستمرار في الحياة ، فيقدم الإنسان على قتل نفسه بطريقة ما" .
كان مدير إدارة الإعلام والتوثيق بوزارة الصحة في الحكومة المؤقتة، معتز الطرابلسي قد أعلن يوم السبت عن رصد 10 حالات انتحار شنقا في مدينة البيضاء بمنطقة الجبل الأخضر شرق البلاد مؤخرا حيث وصلت إحصائية حالات الانتحار فى البيضاء خلال شهر مارس الماضى 6 حالات، منها 3 وفيات و3 حالات تم إسعافها وإنقاذها قبل فوات الأوان. فيما وصل عدد حالات الانتحار خلال شهر إبريل الجاري حالتين.
وعن أسباب ودوافع الانتحار للحالات المرصودة، علق الطرابلسي قائلاً " ذوي الحالات التي انتحرت أو التي نجت من محاولة الانتحار لا يريدون الحديث عن تفاصيل أبنائهم، أو عن الظروف التي عاشها أبناؤهم أخيرًا" ، لافتًا إلى أن أعمار الذين أقدموا على الانتحار تتراوح بين 12 و19 عامًا فضلاً عن وجود حالتين أخريين لسيدتين إحداهما موظفة تبلغ من العمر 25 عامًا، والأخرى سيدة تبلغ من العمر 45 عامًا.