بكين 13 إبريل 2017 / تبث قناة فضائية تابعة لمقاطعة وسط الصين حاليا مسلسلا تلفزيونيا يسمى "باسم الشعب" حول قصص مكافحة الفساد في الحكومات الصينية على مختلف المستويات، ولكنه قُبل بترحيب حار للغاية من قبل الجمهور في عموم البلاد ، لأنهم لم يشاهدوا هذا النوع من الأفلام أو المسلسلات التلفزيونية الجديدة سوى قبل حوالي عشرة أعوام ، حيث كان كاتب مشهور في هذا المجال، واسم عائلته "شيانغ" قد كتب روايات شهيرة لمسلسل تلفزيوني تحت اسم "الشعب لن ينسى".
وفي يوم الأحد المنصرم ، وعندما يتمتع الصينيون بمسلسل "باسم الشعب"، جاء خبر مفاجئ قال إن كاتب "الشعب لن ينسى"، وهو وزير حكومي آنذاك، أصبح بطلا من أبطال روايته على أرض الواقع، لكنه ليس بطلا للخير بل مجرما في حق حساب الشعب.
وبالرجوع إلى الثمانيات من القرن الماضي لنشاهد بانوراما مأساة حياته، كان شيانغ جيون بو جنديا شجاعا بارزا من القوات الخاصة الصينية في اثناء حرب حدودية، ثم التحق بجامعة بسبب اجتهاده في الدراسة، وصار كاتبا مشهورا ، باسم مستعار " تشونقانغ " ويعني الصلب النقي، وضمن كتاباته قصص خاصة بموضوعات مكافحة الفساد قبل انضمامه إلى اتحاد الكتاب الصينيين، حيث كان يؤدي مسؤولياته في مناصب مختلفة مثل أبطال روايته الذين يحاربون ممارسات الفساد بالحكمة والشجاعة ، مما حاز ثقة المسؤولين والجماهير وارتقى على طول حتى الوصول إلى منصب رئيس المجلس الوطني لرقابة وإدارة قطاع التأمين على مستوى الوزارات التابعة لمجلس الدولة (مجلس الوزراء)، أعلى هيئة إدارية لقطاع التأمين في البلاد .
وأعلنت اللجنة المركزية لفحص الانضباط للحزب الشيوعي الصيني أن شيانغ ، وهو أمين لجنة الحزب في المجلس الوطني لرقابة وإدارة قطاع التأمين ورئيسه، قد خضع للتحقيق للاشتباه بـ"انتهاكه الشديد لقواعد انضباط الحزب".
ومن المتوقع أن يقام المؤتمر الوطني الـ19 للحزب في النصف الثاني من العام الحالي، ولم تشهد البلاد أية لحظة من لحظات وقوف أو تبطأ خطواتها لمكافحة الفساد وإنما زيادة الضغوط للمعاقبة على ممارسات المسؤولين الفاسدين الحكوميين مهما كانوا في داخل الصين أو خارجها.
وقبل خضوع شيانغ للتحقيق بيوم واحد، تم تسليم مواطن صيني اسم عائلته "كان" من الإمارات إلى شرطة بلدية شانغهاي شرقي الصين وفقا لاتفاقية معنية بين البلدين، وتعد تلك الحالة الأولى من هذا النوع إذ أن "كان" كان من بين المجرمين الهاربين في الخارج الذين تورطوا في قضايا فساد وطاردتهم اللجنة المركزية لفحص الانضباط للحزب الشيوعي الصيني من خلال حملة "شبكة السماء" في أنحاء العالم.
لقد وجه الرئيس الصيني شي جين بينغ والذي يشغل أيضا منصب الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني طلبه إلى نظيره الأمريكي دونالد ترامب في اثناء زيارته بمنتجع "مار-إيه-لاغو " بولاية فلوريدا الأمريكية في أوائل الشهر الجاري، لمساعدة الجانب الأمريكي في أعمال مطاردة الصين للمجرمين الصينيين الهاربين إلى الخارج واسترجاع أموالهم غير المشروعة ، وأعرب ترامب عن تأييده لجهود الصين في هذا الصدد.
كما قال وزير الخارجية وانغ يي في أعقاب اختتام زيارة الرئيس الصيني الناجحة في الولايات المتحدة إن مطاردة هؤلاء الهاربين إلى الخارج ظلت جزءا هاما لأعمال وزارة الخارجية الصينية في سبيل مكافحة الفساد تحت قيادة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.
ومن ناحية أخرى ، أكد رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ في اجتماع المجلس الخامس المتخصص بشؤون الحوكمة النزيهة في يوم 21 مارس المنصرم، أنه من اللازم أن تصدر الحكومة أقوى السياسات والإجراءات لمكافحة الفساد الذي ما يزال يشكل مشكلات خطيرة، من خلال تعميق الإصلاح في المستويات المختلفة للحكومة الصينية لإزالة التراب الذي يغذي الفساد مثل تعزيز إدارة الصناديق العامة ورقابة المؤسسات الحكومية والهيئات المالية وغيرها .
وتجدر الإشارة إلى أنه لم يتم نشر النص الكامل لكلمة رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ في الاجتماع حتى يوم الأحد الماضي الذي أعلنت فيه اللجنة المركزية لفحص الانضباط للحزب الخبر حول التحقيق مع شيانغ جيون بو .
وفي كلمته قال لي إن بعض المسؤولين الحكوميين في هيئات المراقبة للأسواق المالية قد تواطؤا مع صائدي الفرص المضاربين لانتهاك القوانين وارتكبوا سرقة أموال الجماهير العامة، ومارسوا تصرفات غير مشروعة أخرى في هذا المجال، مؤكدا أن حكومته سوف تنزل عقوبات أشد قسوة بحق هؤلاء المخالفين القوانين .
ولذلك قال محللون محليون إن الجماهير العامة في انتظار لحظة الكشف عن من هم صائدو الفرص بين المضاربين في الأسواق المالية والذين تواطؤا مع المسؤولين الفاسدين بعد وصول شيانغ جيون بو إلى الحبس، ولمعرفة ماذا قد سرقوا.