بكين 18 مارس 2017 / دعا منتدى حضره رواد أعمال من الصين والولايات المتحدة، عُقد في بكين يوم الجمعة، الشركات التجارية في أكبر اقتصادين في العالم إلى البحث عن أرضية مشتركة للتعاون في ظل حالة عدم اليقين السياسي.
وقال وزير الخزانة الأمريكي الأسبق هنري بولسون الابن إنه "من المهم اليوم أكثر من أي وقت مضى بالنسبة للصين والولايات المتحدة إيجاد أرضية مشتركة نظرا للبيئة السياسية التي تسودها حالة من عدم اليقين".
وقال، في كلمة له خلال مؤتمر الاستدامة السنوي لعام 2017، الذي أُقيم تحت عنوان "التحول الأخضر: من الالتزام إلى العمل"، إن "القطاع الخاص والقيادة دون الوطنية في كلا البلدين يعدان أمرا حاسما لا سيما في ضوء تغير القيادة في الولايات المتحدة هذا العام. وهو تغير غالبا ما سيجلب إستراتيجية سياسية جديدة".
وقدم مسؤولون حكوميون وقادة أعمال وخبراء من الصين والولايات المتحدة خلال المؤتمر نظرة معمقة حيال الفرص والتحديات التي تواجهها الصين مع شروعها في التحول نحو الاقتصاد الأخضر.
وشارك في رعاية المؤتمر معهد بولسون ومركز الصين للتبادلات الاقتصادية الدولية، حيث ركز على التعاون في الأعمال التجارية الأمريكية-الصينية والتعاون الإقليمي والمرونة في المناطق الحضرية وكذلك السياسات والأدوات المبتكرة للتنمية الخضراء.
وخلال الجلسة، أعرب شو يين بياو، رئيس هيئة شبكة الكهرباء الحكومية في الصين، عن تفاؤله إزاء مستقبل التعاون بين الصين والولايات المتحدة فيما يخص الأعمال التجارية.
وقال إن "شبكة الكهرباء الحكومية في الصين دائما ما تولي أهمية كبرى للتبادلات والتعاون مع الشركات الأمريكية، كما أنها أنشأت فرعا لها في الولايات المتحدة من أجل بناء جسر لهذا الغرض".
من جهته، قال وانغ شي، مؤسس ورئيس مجلس إدارة عملاق العقارات الصيني، شركة (فانكه) المحدودة، إنه متفائل للغاية "لأننا أولا وقبل كل شيء، نهتم كثيرا ببعضنا البعض".
ووفقا لبيتر غراور، رئيس مجلس إدارة (بلومبرغ)، المزود العالمي لخدمات الأخبار التجارية والمالية، فإن الشركة الأمريكية دائما ما تقدر السوق الصينية.
وقال غراور "نظرا لأن الرياح السياسية تهب جيئة وذهابا في اتجاهات مختلفة، فإني أعتقد أن القطاع الخاص لديه مسؤولية عن قيادة نهج متسق، لا سيما في مجال التعاون بين الولايات المتحدة والصين".
ولفت إلى أنه كان يفكر في الطريقة "التي تستطيع من خلالها الشركات الأمريكية أن تساعد نظيراتها الصينية في مجال حوكمة الشركات" والتي ليس بوسعها فقط أن تساعد على قيادة المبادرات وتوسيع إجمالي رأس المال فحسب، بل تساعد أيضا في تسهيل نفاذهم إلى تطوير السوق والقدرات.
وقال بولسون إن "تغير المناخ والاستدامة كان من أهم مجالات التعاون. وقد مثّل التعاون القوي لعبة تغيير حقيقية".
وتابع بولسون، وهو أيضا مؤسس ورئيس مجلس إدارة معهد بولسون، الذي قال إنه مكرس لتعزيز العلاقات الصينية-الأمريكية، أن "التعاون يمكن أن يتجلى في أشكال عديدة: ليس فقط بين الحكومات الفيدرالية، بل أيضا بين الولايات والمقاطعات والمدن والشركات الخاصة".
وشدد على ضرورة قيام الولايات المتحدة والصين بالتعلم من بعضهما البعض.
وأضاف أن "الدفع باتجاه التحضر داخل الصين يوفر فرصا للقيادة في مجموعة من المجالات الحاسمة للوفاء باتفاقيات المناخ الخاصة بنا أو التزاماتنا. ويمكن للولايات المتحدة أن تقدم بعض الدروس ضمن الجهود الساعية إلى تحقيق أهداف التنمية الخضراء. كما بإمكانها التعلم من الصين في مجال التزاماتها السياسية وبرامجها التجريبية".
بدوره، أفاد رئيس هيئة شبكة الكهرباء الحكومية في الصين شو أن "الولايات المتحدة لديها شهية كبيرة للبنية التحتية. وهيئة شبكة الكهرباء الحكومية تستطيع أن تلبي احتياجاتها من التكنولوجيا في مجالات مثل الاستثمار والتشغيل وتصنيع المعدات وشبكة الكهرباء".
وقال شو لرواد الأعمال الذين حضروا المؤتمر إن هيئة شبكة الكهرباء الحكومية أنشأت مركزا للأبحاث والتطوير في الولايات المتحدة، وتستخدم تقنيات أمريكية في أعمالها.
ولفت إلى أنه "في ظل التعاون الإستراتيجي مع المختبر الأمريكي الوطني للطاقة المتجددة ومختبر أرغون الوطني، فقد أحرزنا أيضا تقدما في مجالات مثل التنمية والابتكار التعاوني في تصميم سوق الكهرباء والطاقة المتجددة".