بكين 7 مارس 2017 / الأرز من تايلاند والعنب من تشيلي والمأكولات البحرية الاسترالية والنبيذ الفرنسي.... تشنغ مي تشين، وهي واحدة من بين العديد من "الذواقة الجدد" في مجال البضائع المستوردة في السوبر ماركت المحلية الخاص بها.
وفي متجر من مدينة فوتشو بشرقي الصين، تشنغ البالغة 50 سنة من عمرها تنفذ سياسة تسوق حكيمة لكن استباقية.
وقالت تشنغ "أنا أحب أنواع مختلفة من الفواكه، ولكن البيرة الألمانية والحليب الاسترالي أرخص من بعض العلامات التجارية المحلية".
ومن جهة أخرى، استوردت نسبة كبيرة من السلع اليومية في منزل تشنغ من خارج الصين -- من فرن كهربائي من طراز سانيو حتى غسالة سيمنز.
وكانت البضائع المستوردة نادرة جدا في الصين في الثمانينات من القرن الماضي، حيث تكلفة جهاز التلفزيون الياباني تمثل حوالي 15 ضعف للدخل الشهري لكل شخص.
يذكر أن تشنغ هي واحدة من المستهلكين الصينيين من الطبقة المتوسطة الذين يمكن أن يستفيدوا من السوق الصينية الأكثر انفتاحا التي وعد بها رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ في تقرير عمل الحكومة الذي قدمه في الجلسة الافتتاحية لأعلى الهيئة التشريعية الصينية يوم الأحد .
وعلى الرغم من زيادة المشاعر المناهضة للعولمة والمحاولات المضاد لهذا الاتجاه، طمأن لي كه تشيانغ أن الصين تعارض الحمائية في أشكالها المختلفة وستعمل على مستوى أعمق وأكبر من الانفتاح .
من هذا المنطلق، قال لي إن الصين ستدفع بناء مبادرة "الحزام والطريق"، من خلال تسريع بناء ممرات اقتصادية برية ومراكز التعاون البحري وتعميق تعاون القدرات الصناعية الدولية.
وقال لي إن الصين ستتخذ أيضا خطوات كبيرة لتحسين البيئة للمستثمرين الأجانب ، حيث ستسمح الصين للشركات الأجنبية بالمشاركة في المشاريع العلمية والتكنولوجية الوطنية وتشجع الشركات أجنبية التمويل على الإدراج في سوق المال وإصدار السندات في الصين.
وأضاف تشيوي تشنغ تشونغ، المُشرع الصيني" في الوقت الذي يشهد الغرب ارتفاعا في اتجاه الانعزالية والحمائية، يكون الانفتاح في الصين معيارا لاستمرار العولمة".
وجذبت الصين 130 مليار دولار أمريكي من الاستثمارات الخارجية في عام 2016، بزيادة 4 بالمائة على أساس سنوي.
وقال ناكانيشي مينورو، رئيس شركة كاو اليابانية في الصين، إن هذه الشركة استفادت من جميع أنواع دعم الحكومة الصينية خلال توسعها، مضيفا أن السياسات الصديقة للعولمة والتوسع في التجارة الالكترونية تجلب المزيد من الفرص للمستثمرين الأجانب حتى الآن .
وقال كريستينا تشو، رئيس شركة فونتيرا، مصدر الألبان من نيوزيلاند إنه على الرغم من بعض الشكوك في الأسواق الدولية، تعتقد الشركة أن سياسات الصين لا تزال داعمة للشركات الأجنبية.
وأشار رئيس مجلس الدولة الصيني إلى أن على الصين الاستعداد لمواجهة حالات أكثر تعقيدا وأكثر خطورة بما في ذلك النمو الاقتصادي العالمي البطيء والاتجاه المتنامي للحمائية في التجارة الدولية، معربا عن ثقته بأن الصعوبات سيتم التغلب عليها في ظل تمتع البلاد بأساس صلب وموارد بشرية وفيرة وسوق ضخم ونظام كامل من الصناعات.