القاهرة 2 مارس 2017 / أشادت المهندسة نادية عبده، أول سيدة تشغل منصب محافظ في مصر، بالتعاون القائم بين بلادها والصين خصوصا بعد الزيارات المتبادلة لقيادتي البلدين ورفع مستوى العلاقة بينهما وتوقيع الكثير من الاتفاقيات التي تغطي عدة مجالات.
وتولت عبده منصب محافظ البحيرة شمال غرب القاهرة في فبراير الماضي ضمن حركة تغيير محدودة لعدد من الوزراء والمحافظين لتصبح أول سيدة في مصر تشغل هذا المنصب، كما كانت أول امرأة تشغل منصب نائب المحافظ.
واستعرضت عبده في مقابلة خاصة، مشروعين لصناعة الورق والأعلاف يجري تنفيذهما في البحيرة بتعاون صيني، مؤكدة وجود أكثر من منطقة صناعية واعدة بالمحافظة.
وقالت عبده إن المحافظة وقعت بروتوكولا مع احدى الشركات الصينية الكبرى العاملة في مجال تصنيع لب الورق، والورق من قش الأرز بالتعاون مع مؤسسة الأهرام لإنشاء أكبر مصنع في الشرق الأوسط للورق بمدينة رشيد.
وأوضحت أن المصنع سيقام على مساحة 128 فدانا وباستثمارات تبلغ ملياري و250 مليون جنيه (الدولار يساوي 16 جنيها مصريا تقريبا).
ويوفر المصنع ، 350 فرصة عمل مباشرة، وأكثر من ألف فرصة عمل غير مباشرة، وهو ما يسهم في توفير أكثر من مليار دولار سنويا تنفق في استيراد الورق من الخارج.
وأشارت عبده إلى قيام مستثمر صيني حاليا بإنشاء مصنع للأعلاف بالمنطقة الصناعية بمدينة حوش عيسى، موضحة أنه جاري العمل حاليا بالأعمال الانشائية للمصنع على أن يبدأ الانتاج خلال الشهور القليلة المقبلة.
وتنفذ مصنع الورق شركة "انيانج هوسن بيير ليميتد" احدى كبرى الشركات الصينية العاملة في مجال صناعة الورق وذلك باستخدام أحدث التكنولوجيا العالمية.
ووقع اتفاق انشاء المصنع في أكتوبر الماضي رئيس مجلس ادارة الشركة الصينية ليو جي ورئيس مؤسسة الأهرام أحمد السيد النجار.
وينتج المصنع 300 ألف طن من لب الورق، و100 ألف طن من الورق، ما يوفر عملة صعبة تقدر بـ 1.3 مليار دولار سنويا قيمة استيراد الورق.
وينتج المصنع الورق من قش الأرز، وتزرع المحافظة 166 ألف فدان من محصول الأرز سنويا، تنتج 500 ألف طن من قش الأرز.
أما مصنع الأعلاف فتنفذه شركة "نيو هوب" الصينية، ويقام بالمنطقة الصناعية بحوش عيسى، على مساحة 20 ألف متر مربع، بطاقة انتاجية 100 ألف طن سنويا.
ويوفر المشروع من 300 إلى 400 فرصة عمل، وحسب دراسة للجدوى يحقق أرباحا سنوية تقدر بنحو 20 مليون جنيه.
وأدت المهندسة نادية عبده اليمين الدستورية في 16 فبراير الماضي محافظا لمحافظة البحيرة، بعد أن شغلت منصب نائب المحافظ لنفس المحافظة لمدة ثلاث سنوات.
وأكدت عبده سعادتها بكونها أول إمرأة في مصر والعالم العربي تتولى منصب المحافظ، معربة عن شعورها بالفخر بتنامي دور المرأة المتزايد في المشاركة المجتمعية.
وأبدت عبده سعادتها لثقة القيادة السياسية فيها واختيارها لتكون أول سيدة تتولى منصب المحافظ في مصر والوطن العربي، مؤكدة أنها ستبذل أقصى جهد لتلبية احتياجات وتحقيق طموحات وآمال المواطنين.
وقالت إن "حجم المشاركة السياسية للمرأة المصرية أصبح مقبولا بشكل عام"، مشيرة إلى أنها صارت وزيرة وسفيرة ورئيس مدينة وقرية، وتشكل نسبة كبيرة في البرلمان، وأخيرا أصبحت محافظا.
وأعربت عن أملها في أن تزداد نسب مشاركة المرأة في العمل السياسي وتكثيف حجم مشاركتها المجتمعية في الفترة المقبلة، كونها تمثل نصف المجتمع.
ولفتت إلى وجود الكثير من التحديات التي ستسعى للتغلب عليها لاسيما فيما يتعلق بالمرأة والطفل، متعهدة بتقديم كافة أوجه الدعم لهما لخلق جيل قادر على تحمل تبعات وأعباء المستقبل.
وأوضحت أن أول قرار اتخذته كمحافظ للبحيرة للتغلب على مشكلة البيروقراطية والروتين، هو تفويض رؤساء المدن والمصالح الخدمية في بعض اختصاصات المحافظ لتأكيد اللامركزية ولسرعة قضاء مصالح المواطنين.
وأضافت عبده، أنها أطلقت مبادرة لمحاربة ارتفاع أسعار السلع وخاصة الغذائية، وفتح العديد من منافذ البيع بالمدن والقرى المختلفة بالتعاون مع الغرفة التجارية والشركات الكبرى للبيع المباشر للمواطنين.
ولفتت إلى أنها ستولي اهتماما أكبر بالخدمات مع التركيز على انجاز المشروعات الجاري تنفيذها خاصة في مجال مياه الشرب والصرف الصحي والمدارس والمستشفيات.
وفيما يتعلق بالاستثمار، أوضحت محافظ البحيرة أن هناك العديد من المشروعات التي ستبذل اقصى جهد في سبيل سرعة انجازها لجذب الاستثمارات العملاقة، والتي من شأنها توفير فرص العمل وزيادة مصادر الدخل لأبناء المحافظة.
واكدت وجود اكثر من منطقة صناعية واعدة بالمحافظة في مدن حوش عيسى، وادي النطرون، رشيد، ادكو، مشيرة إلى أنه تم ضخ استثمارات كبيرة فيها لمدها بالخدمات والمرافق وتأهيلها لجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية.
وتولت نادية عبده في السابق منصب رئيس مجلس إدارة شركة "مياه الشرب والصرف الصحي" بمحافظة الإسكندرية شمال القاهرة ، وكانت أول سيدة تتولى هذا المنصب الذي ظلت تشغله خلال الفترة من 2002 إلى 2012.
كما تولت منصب مستشار بالشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، ونائب رئيس الهيئة العليا للحكماء بالمجلس العربي الإفريقي للتكامل والتنمية.
ورشح صندوق المرأة المسلمة والإفريقية نادية عبده للحصول على جائزة أفضل انجاز علمي انساني لمجهوداتها في مجال المياه والعمل الإنساني بالاسكندرية.
وخاضت نادية عبده الانتخابات البرلمانية في عام 2010 حيث كانت مرشحة على مقعد كوتة المرأة، وفازت في الانتخابات.
وهي أيضا عضو مجلس إدارة الجمعية العامة لمعهد البحر الأبيض المتوسط بفرنسا منذ عام 1987، وعضو الجمعية العامة للمجلس العالمي للمياه، ومقرر المجلس القومي للمرأة المصرية بفرع الإسكندرية.