تعليق: لماذا لن تتهم الصين أمريكا "بسرقة الوظائف"؟

بكين 2 مارس 2017 / في الوقت الذي انتشر فيه الحديث فى الكابيتول هيل عن خسارة الوظائف وتوجيه أصابع الاتهام بشأن ذلك، غاب الحديث عن ذلك بشكل ملحوظ في قاعة الشعب الكبرى.

في أولى خطبه أمام الكونجرس، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بلاده خسرت "60 الف مصنع" منذ انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية في 2001.

ولكن الصين تشهد أيضا خسارة فى مصانعها. وتصب الصين التى يطلق عليها "مصنع العالم" الوظائف، فى قطاع التصنيع، ليس فقط فى المناطق الاقل من حيث التكلفة مثل جنوب شرق اسيا ولكن ايضا فى الاقتصادات المتقدمة. وبالتأكيد، أحد الموضوعات الاقتصادية الساخنة في الصين هو خسارة الوظائف لصالح الولايات المتحدة.

وأثار تساو ده وانغ، الذي يدير شركة كبرى لتصنيع الزجاج بالصين، مؤخرا عاصفة إعلامية بعد أن اشتكى من ارتفاع تكاليف الأعمال في بلاده وأعلن عن إقامة استثمارات بقيمة مليارات الدولارات في الولايات المتحدة.

وأعقب ذلك جدلا حادا، حيث نشرت تقارير وآراء مختلفة عن تساو وبيئة الأعمال في الصين. ورغم ذلك، لم يوجه أحدا اللوم الى العم سام لتوفيره بيئة أعمال جاذبة ومواتية عملت على جذب استثمارات تساو للخارج.

وللتأكيد، توجد العديد من المصانع والوظائف فى الولايات المتحدة من خلال الاستثمار الصيني وسيستمر ذلك.

ووفقا لتقرير مجلس الأعمال الأمريكي-الصيني الذى استشهد به المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، فإن التجارة والاستثمارات بين الصين والولايات المتحدة وفرت 2.6 مليون فرصة عمل للأخيرة في 2015.

لكن الصين غير معتادة على توجيه أصابع الاتهام بشأن "سرقة الوظائف".

وبلا شك، سيواجه تساو، مستشار سياسي مشهور، المزيد من الاسئلة حول فرص التصنيع فى الصين وأمريكا عندما يحضر الدورة السنوية للمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني التي ستبدأ في بكين غدا الجمعة.

ولكن لن تسمعوا شعارات مثل "اشتري الصيني ووظف الصيني" خلال الدورة ولا في دورة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني التي ستفتتح يوم الأحد.

ولكن في المقابل، ستكون هناك تصريحات من تلك النوعية التي أدلى بها الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا في يناير.

"لسنا غيورين من نجاح الآخرين ولن نشكو من الاخرين الذين استفادوا كثيرا من الفرص الضخمة التي قدمتها التنمية الصينية."

"سنفتح أذرعنا لشعوب الدول الأخرى وسنرحب بهم على متن قطار التنمية الصينية السريع."