الصين تحقق نتائج ملحوظة في مكافحة الفساد في عملية الحد من الفقر (2)

بقلم/ليو روي ، مراسل صحيفة الشعب اليومية

في السنوات الأخيرة، حققت جهود الحكومة الصينية المبذولة للحد من الفقر في المناطق الريفية زيادة تدفق صناديق الأموال الى القاعدة الشعبية. وتعتبر هذه الصناديق اموالا ملحة تساعد على التخفيف من حدة الفقر، إلا أن اختلاس الموظفين المختصين بمعالجة مشاكل الفقر في بعض المناطق الفقيرة لتلك الأموال، ألحق خسائر مؤلمة بالشعب وأنتج آثارا سلبية.

وقد اتخذت الحكومة الصينية بحزم التدابير العلاجية لمواجهة هذه المشاكل. في فبراير عام 2016، قررت النيابة الشعبية العليا الصينية ومكتب مكافحة الفقر التابع لمجلس الدولة الصيني العمل معا لخمس سنوات لمعالجة والوقاية من الجرائم في العمل الخاص للحد من الفقر، ومطالبة التركيز على المجالات والدوائر والمناطق الهامة في عمل الحد من الفقر، وتشديد الجهود في معاقبة الجرائم في العمل وفقا للقانون، وتعزيز إنشاء أليات الرقابة لصناديق مالية خاصة لتخفيف حدة الفقر.

بعد عام واحد، أدت تدابير الاصلاح ثمارها. ووفقا لاحصاءات مصلحة مكافحة الفساد التابعة للنيابة العامة الشعبية العليا الصينية، خلال الأشهر الـ 10 أولى من عام 2016، تم التحقيق مع 9000 شخص في الفساد والجريمة في مجالات ذات الصلة بالزراعة والتخفيف من حدة الفقر، ما يمثل 65.7٪ من إجمالي عدد الاشخاص المشتبه بهم بارتكاب الجرائم في العمل .

حاليا، لا يزال يواجه التخفيف من حدة الفقر في الصين وضعا قاتما. ووفقا للمكتب الوطني للإحصاءات، في عام 2015 ، بلغ عدد فقراء الريف الصيني 55.75 مليون نسمة. ووضعت الحكومة الصينية هدف الحد من الفقر، بحلول عام 2020، التخلص من الفقر في الريف، وجميع المقاطعات في المنطقة. ويعتبر هذا الهدف مهمة كأدنى الخط لبناء مجتمع الحياة الرغيدة بالكامل في الصين، كما هو التزام رسمي قدمته الصين للعالم.

وحققت الصين انجازات ملحوظة في أعمال الخروج من الفقر. ومن عام 2013-2016، اخرج اكثر من 10 مليون شخص من الفقر في الأرياف سنويا، أي ما يعادل 5564 مليون شخص اجماليا، وانخفض معدل الفقر من 10.2٪ في نهاية عام 2012 الى 4.5٪ بحلول نهاية عام 2016، بانخفاض 5.7 نقطة مئوية، ويتجاوز نمو الدخل الفردي في المناطق الفقيرة على متوسط المستوى الوطني، وتحسنت أحوال المناطق التي تعاني من الفقر بشكل ملحوظ.

حققت جهود الحد في الفقر في الصين إسهامات كبيرة في العالم، وفازت بالكثير من الثناء. ويعتقد العديد من الخبراء في هذا الميدان وممثل وكالات الأمم المتحدة، أن هدف الصين لمساعدة جميع الفقراء المدقعين على الخروج من الفقر تحت المعايير الحالية الى حد عام 2020، يتطابق تماما مع هدف التنمية حدده “جدول أعمال التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030" الذي اعدته الأمم المتحدة في عام 2015. مؤكدين أن الصين باستطاعتها تحقيق هدف الامم المتحدة للحد من الفقر متقدما بعشر سنوات. وقال مسؤول في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي المقيم في الصين، أن قضية الحد من الفقر في الصين لا يعتبر جزءا هاما من جدول أعمال التنمية المستدامة للأمم المتحدة فقط ، وأنما يمكن أن تسهم التجربة الصينية الناجحة في قضية الحد من الفقر في العالم.

أشار تقرير أصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي》 تقرير التنمية البشرية الصينية لعام 2016《، إلى أن تجربة التنمية والحد من الفقر في الصين خلال العقود الماضية هامة لتعزيز الحد من الفقر، والسبيل الوحيد لتحقيق هدف الحد من الفقر. وتعتمد الصين على حملة تخفيف حدة الفقر بشكل دقيق(تنفق الأموال بالضبط فيما يحتاج اليه)، ومساعدة القطاعات الخاصة للتخلص من الفقر والدعم المالي المشروط وغيرها السياسات والتدابير، للقيام بالحد من الفقر بنمط "مكونات الدم"، وحل مشكلة الفقر من الجذور.