تقرير إخباري: تمسك دولي بـ "حل الدولتين" بعد إعلان ترامب أنه ليس الخيار الوحيد للسلام

القاهرة 16 فبراير 2017 /أعلنت دول ومنظمات دولية وإقليمية اليوم (الخميس) تمسكها بـ "حل الدولتين" باعتباره السبيل الوحيد لتسوية النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي، غداة تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تشير إلى عدم تمسكه بهذا الحل كخيار وحيد لحل النزاع.

وأكد سكرتير عام الأمم المتحدة انطونيو جوتيريش والأمين العام للجامعة العربية أحمد ابو الغيط، أن "حل الدولتين هو السبيل الحقيقي والوحيد لتحقيق التسوية الشاملة والعادلة للقضية الفلسطينية"، حسب المتحدث باسم الجامعة محمود عفيفي.

وعقد ابو الغيط وجوتيريش اليوم جلسة مباحثات في مقر الجامعة العربية بالقاهرة، أكد خلالها الأول "مركزية القضية الفلسطينية للأمة العربية، الأمر الذي يحتم التوصل لتسوية شاملة وعادلة لها، تتأسس على حل الدولتين، وقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

واعتبر ابو الغيط "تسوية القضية الفلسطينية مدخلاً هاماً لمعالجة عدد من القضايا الأخرى المرتبطة بالسلم والأمن الدولي"، داعيا "المجتمع الدولي إلى أن يتحمل مسؤولياته لوقف التدهور المستمر للأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وأوضح عفيفي أن ابو الغيط وجوتيريش " اتفقا على أن حل الدولتين يظل هو السبيل الحقيقي والوحيد لتحقيق التسوية الشاملة والعادلة للقضية الفلسطينية".

وشدد ابو الغيط على تمسك الجامعة العربية بالمقترح الذي أقره مجلس الأمن الدولي والاجتماع الوزاري الذي عقد في باريس في 15 يناير الماضي حول التسوية بين إسرائيل وفلسطين، والتي يجب أن تقوم على مبدأ الدولتين.

وقال إن مبدأ الدولتين هو الأساس الذي تحرك عليه المجتمع الدولي واللجنة الرباعية الدولية على مدى أكثر من عقد، وأن الخروج عنه سيوقع جميع الأطراف في مصيدة تضعها إسرائيل لهذا الهدف.

وأكد رفض الجامعة العربية المطلق لسعي إسرائيل للبدء في الإطار الأمني على مستوى الشرق الأوسط قبل التسوية الفلسطينية، التي هي أساس كافة المفاهيم الخاصة بالأرض مقابل السلام أو المبادرة العربية للسلام.

وأبلغ ابو الغيط، جوتيريش "اعتراض الجامعة على سعي إسرائيل للحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي عامي 2019-2020، حيث ستعقد الانتخابات عام 2018"، وأكد أن الجامعة ستتصدى بكافة الوسائل الدبلوماسية المتاحة لهذا المسعى الإسرائيلي.

وحذر من أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس سيتسبب في تفجر الأوضاع بشكل غير مسبوق في الشرق الأوسط.

من جانبه، أكد مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الاوسط نيكولاي ملادينوف أمام مجلس الأمن الدولي اليوم، أن حل الدولتين يبقى "الطريق الوحيد" لتحقيق تطلعات الفلسطينيين والإسرائيليين في السلام.

وأضاف أن "البعض يتوهم أن النزاع يمكن إدارته لأجل غير مسمى.. وأن غياب استراتيجية واضحة لدفع السلام هو في ذاته استراتيجية".

واجتمع مجلس الأمن الدولي لمناقشة النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي بعد إعلان ترامب أن حل الدولتين ليس السبيل الوحيد لانهاء النزاع.

وأكد مندوبو بريطانيا وفرنسا والسويد في مجلس الأمن دعمهم لحل الدولتين.

واعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت، أن موقف واشنطن من النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين "ملتبس جدا ويثير القلق"، وذلك إثر لقائه اليوم نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون.

وقال ايرولت، إنه "لا خيار سوى حل الدولتين بالنسبة إلى فرنسا، الخيار الاخر الذي تطرق إليه تيلرسون ليس واقعيا".

وأضاف أن"حل الدولة الفلسطينية هو أيضا ضمان لأمن إسرائيل"، داعيا إلى "عدم تيئيس الفلسطينيين".

وكانت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أكدت أمس تمسك الاتحاد الأوروبي بحل الدولتين.

بدوره، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد ابو زيد اليوم، أن بلاده "تدعم حل الدولتين"، الذي يوجد بشأنه توافق دولي.

وقال ابو زيد لوكالة أنباء (الشرق الأوسط) معلقا على موقف بلاده من رؤية حل الدولتين، "إن موقف مصر واضح ومعروف في هذا الشأن، ويتأسس على دعمها لحل الدولتين، باعتباره الحل الذي يوجد توافق دولي بشأنه، ويلبي تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".

وأوضح أن مصر سوف تستمر في تواصلها مع الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة من أجل تشجيع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على استئناف المفاوضات وتهيئة المناخ الملائم لنجاحها.

وكان ترامب قال في تصريحات بعد لقائه أمس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن حل الدولتين ليس السبيل الوحيد للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وتابع "أتطلع لحل الدولتين أو دولة واحدة، يعجبني الخيار الذي يرغب به كلا الطرفين.. يمكنني العيش مع أي منهما".