لندن 4 فبراير 2017 / رأى الاقتصادي البارز، جيم أونيل، الذي صاغ مصطلح "بريك" كاختصار لوصف مجموعة اقتصادات ناشئة كانت تضم حينها البرازيل وروسيا والهند والصين، قبل انضمام جنوب افريقيا إليها لتصبح "بريكس"، بأن العولمة هي "منفعة عالمية".
وفي بداية القرن الـ 21، صاغ الاقتصادي البريطاني مصطلح دول الـ "بريك" لوصف الاقتصادات الأربعة التي تنبأ بأن يكون أدائها الاقتصادي في المستقبل الميزة السائدة للاقتصاد العالمي في القرن الـ 21.
وأعرب عن اعتقاده بأن ثقل هذه الدول الأربع من شأنه أن يغير جاذبية الاقتصاد العالمي، فيما سيكون الغرب التقليدي واقتصاداته المتقدمة المتطورة أقل هيمنة، حيث سيكون التأثير الاقتصادي وقوته مرتبط بشكل متزايد بهذه الدول.
وهذه الظاهرة ستكون مرتبطة ارتباطا وثيقا مع عملية العولمة، وهي عملية كانت بالفعل تجري على قدم وساق في نهاية عام 2001، حينما قام أونيل، الذي كان يشغل آنذاك منصب كبير الاقتصاديين في العملاق المصرفي الأمريكي "غولدمان ساكس"، بكشف رؤيته حول دول الـ "بريك".
ومنذ ذلك الحين، تجاوزت دول الـ "بريك" توقعاته. وكما أوضح في مقابلة خاصة أجراها مؤخرا مع وكالة أنباء ((شينخوا)) أن الصين هي صاحبة الصدارة بين هذه الدول الأربع، كما أنها لاعب مفيد في الاقتصاد العالمي.
وقال أونيل إنه "من الواضح أن العولمة هي، كما قال الرئيس الصيني شي جين بينغ في دافوس، شيء جيد حقا للبشرية".
ولفت إلى القطار الممتلئ بالبضائع، الذي وصل مؤخرا إلى ساحة السكك الحديدية في لندن، بعد قيامه برحلة قطع خلالها 12 ألف كم قادما من مدينة ييوو في مقاطعة تشجيانغ شرقي الصين.
وهذا هو أول قطار من نوعه يصل بريطانيا قادما من الصين، بغرض تعزيز التجارة والعلاقات. واستغرقت الرحلة 18 يوما، مختصرة بذلك أسابيع من زمن الرحلة التقليدية عبر البحر.
وقال أونيل إن "هذا مثال ممتاز لتوضيح لماذا تساعد العولمة الجميع. إذا كان المستهلك البريطاني يريد شراء جوارب رخيصة وصادف أن تكون الجوارب الأرخص في مكان ما بالصين، وبإمكانهم جلبها إلى هنا في 18 يوما بدلا من 55 يوما، يبدو لي أن هذا شيء جيد جدا بالنسبة للمستهلك البريطاني".
كما يجسد أيضا مثالا للتعاون في أنحاء العالم، من خلال قطار يسافر على امتداد أوراسيا، ليمر عبر قازاقستان وروسيا وبيلاروس وبولندا وألمانيا وبلجيكا وفرنسا.
بالنسبة لأونيل، فإنه مثال حي على مبادرة الحزام والطريق.
وأضاف أونيل إن "أهم شيء بالنسبة لي حيال مبادرة الحزام والطريق هو ما تقوم به بالنسبة للعلاقات التجارية للبلدان ذات الدخل المنخفض أو المتوسط الواقعة على طول الطريق".
وتابع الخبير الاقتصادي "لذلك فإن هذا يمكن أن يكون رائعا بالنسبة لبلدان مثل قازاقستان وأفغانستان وجميع تلك الأماكن".
وقال "أنا مؤمن بشدة أن القيام بالمزيد من التجارة مع جيرانكم هو الطريق إلى الرخاء، وكوريا الجنوبية هي خير مثال على ذلك في العالم، أو ربما لوكسمبورغ".
ولفت إلى أنه من أجل جني فوائد العولمة بشكل كامل، فإن الرأسمالية بحاجة إلى أن تكون على دراية بذاتها.
بالنسبة له، فإن ما تفعله الشركات في السعي نحو العولمة كغاية في حد ذاتها، وليس كوسيلة لمساعدة المستهلكين والمساهمين والموظفين في تقاسم عالم مزدهر، ليس بأمر مفيد.
وقال إن "دور إعادة شراء الأسهم أصبح مسيئا للغاية، ويجب تقليصه".