(الصورة الأرشيفية) |
أنقرة 14 ديسمبر 2016 / أصبحت تركيا هدفا لجماعات إرهابية مختلفة قتل فيها اكثر من 360 شخصا وأصيب 2941 آخرون في 26 تفجيرا بأنحاء البلاد منذ يونيو 2015.
وقال خبراء محليون إن كلا من حزب العمال الكردستاني المحظور وتنظيم الدولة الإسلامية كثفا هجماتهما في تركيا مستخدمين طرقا متشابهة مثل الانتحاريين والسيارات المفخخة لكن أهدافهما مختلفة.
ويقول نهاد علي أوزجان محلل السياسات الأمنية بمؤسسة أبحاث السياسة الاقتصادية في تركيا والخبير في شؤون الإرهاب لوكالة انباء ((شينخوا)) "إن طرقهما وتكتيكاتهما متشابهة لكن كلا من حزب العمال الكردستاني وتنظيم الدولة الإسلامية كثفا هجماتهما خلال العاميين الماضيين لأسباب مختلفة".
وأضاف أن السبب الذي جعل الدولة الإسلامية تكثف هجماتها في تركيا هو أنها في "وضع صعب في سوريا".
وتابع أن"تركيا غيرت سياساتها ضد جماعة الدولة الإسلامية واستخدمت نهجا مختلفا في السيطرة على الحدود ايضا. ولذلك بدأ التنظيم يستهدف مؤسسات الدولة والأجانب".
وتعرضت تركيا لانتقادات شديدة من دول غربية لعدم اتخاذها إجراءات كافية على حدودها ضد التنظيم المسلح الذي يستخدم الأراضي التركية كنقطة عبور لتجنيد مقاتليه.
وشددت الحكومة التركية إجراءاتها الأمنية منذ 2015 وشهدت انخفاضا حادا في أعداد العابرين لحدودها.
وهز اسطنبول يوم الجمعة هجوم إرهابي مميت أعلن تنظيم صقور حرية كردستان التابع لحزب العمال الكردستاني مسؤوليته عنه وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 44 شخصا وإصابة 150 آخرين .
وأشار أوزجان إلى المحادثات بين حزب العمال الكردستاني والحكومة التركية التى انتهت في 2015 واستهدفت إنهاء أكثر من 30 عاما من القتال الذي راح ضحيته ما يزيد على 40 ألف شخص.
وقال إن "عملية السلام" انهارت بعد تغير الوضع في شمال سوريا وجنوب شرق تركيا وتغيرت توقعات الحكومة أيضا ،ما تسبب في ظهور نزاع مصالح بين الدولة وحزب العمال الكردستاني.
ومنذ ذلك الحين أعلن الحزب "حربا ثورية شعبية" وشنت الحكومة أيضا عملية ضده في يوليو 2015.
وأضاف الخبير أن ثمة دافعا رئيسيا لهجمات الحزب هو ان وحدات حماية الشعب، الحركة الكردية في شمال سوريا التي تعتبرها أنقرة تابعة لحزب العمال الكردستاني، أحكمت سيطرتها في سوريا التى تمزقها الحرب.
كما فقد حزب العمال الكردستاني القوة والدعم اللذين كان يحصل عليهما من مواطني جنوب شرق تركيا بعد عامين من حرب خاضها في مدن ذات أغلبية كردية، حسبما قال الخبير.
ويرغب الحزب حاليا في اظهار وجوده وفرض ضغط على الحكومة عبر زيادة الهجمات الانتحارية في المدن، حسبما قال أوزجان.
وقال إن الهجمات الإرهابية التي ينفذها كلا من داعش وحزب العمال الكردستاني لها "سمات عابرة للحدود" ما يجعل من العسير على الحكومة التركية خوض حرب ضده منفردة.
وأطلقت قوات الأمن عمليات ضخمة ضد الجماعتين لكن ظهرت مؤشرات ضعف في أجهزتها الاستخباراتية.
وأشار أوزجان إلى "مشكلة قدرات" تعاني منها أجهزة الاستخبارات التركية بسبب "تسييس المخابرات" ونقص العاملين بها بعد توقيف العديد من أفراد الشرطة للاشتباه بانضمامهم في حركة جولن، التي تتهمها الحكومة التركية بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو.
وأضاف أنه لامفر من الآثار الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للإرهاب، مشيرا إلى أن السياسات الأجنبية والمحلية التركية تأثرت بشدة بعد الهجمات.
وقال أوزجان "تستخدم الحكومات فى بعض الأحيان نفوذها من أجل تحقيق مصالحها السياسية الحقيقية"، مستشهدا بنقاش في تركيا حول تعديل الدستور لمنح صلاحيات تنفيذية للرئيس.
وقال ايضا "يرتبط تعديل الدستور والإصلاحات القانونية في تركيا بطريقة ما بحرب البلاد على الإرهاب التي أصبحت أداة لإقناع المجتمع بتبني النظام الرئاسي للحكم".
ويقول يوسف كانلي الكاتب بصحيفة "حريت" اليومية "الآن من المتوقع أن تمنح البلاد سلطات إضافية للرئيس إردوغان. وباسم الحوكمة الافضل، فإن مستوى أعلى من الأمن والفعالية في القضاء يجب إعطاء كل السلطات فيما يبدو للرئيس الأعلى ".