ملبورن 12 ديسمبر 2016 / إن هناك حاجة إلى فهم أفضل وأوسع لمزايا العولمة من أجل عكس اتجاه "الحمائية" الذي يؤذي مستقبل التجارة الحرة، هكذا قالت هيلين ساوزاك، المديرة التنفيذية الوطنية لمجلس الأعمال الأسترالي الصيني لوكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم (الاثنين).
وأفادت ساوزاك، التي كانت حاضرة في منتدى "بواو آسيا" حول مستقبل العولمة في ملبورن الأسبوع الماضي، إن الاتجاه الأخير المبتعد عن تبني التجارة الحرة - والذي يدافع عنه قادة في دول غربية مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة - قد ألقى بشكل غير عادي بمستقبل التجارة الحرة المتعددة الأطراف في حالة من عدم اليقين.
وأضافت ساوزاك في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إن "العولمة حاليا تواجه بعض التحديات في ضوء بعض الاتجاهات الحمائية مثل البريكست (خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي) ورئاسة (دونالد) ترامب في الولايات المتحدة".
وتابعت "مع ذلك فقد كان هناك إجماع كبير في مؤتمر منتدى بواو آسيا الذي عقد في ملبورن حيال أن العولمة باتت أمرا لا رجعة فيه وذا منفعة لجميع الدول. وأذكر اقتباسا بارزا من أحد المتحدثين قال فيه: إذا كنت وطنيا، فأنت أممي".
ولفتت ساوزاك إلى أن هناك حاجة لمزيد من الشفافية فيما يخص الفوائد الواسعة المرتبطة بالعولمة والتجارة الحرة الليبرالية ليس لإقناع المشرعين فحسب، بل لإقناع كافة المواطنين العاديين الذين لا يؤيدون اتفاقيات التجارة الحرة.
وأضافت أن العديد من القضايا التي على ما يبدو لدى الناس ضد العولمة يمكن "مواجهتها" بالحقائق، في حين أنه لم يتم الشرح بشكل صحيح لمجموعة من المزايا المرتبطة بالتجارة الحرة لصغار أصحاب الأعمال والمزارعين ومنتجي السلع والخدمات الأخرى.
وقال ساوزاك إنه "ما يزال هناك حاجة إلى فهم أفضل لفوائد العولمة، وأيضا هناك حاجة إلى مواجهة سوء الفهم حول آثار العولمة، كفقدان وظائف التصنيع على سبيل المثال، والتي تُعزى إلى حد كبير إلى أتمتة العمليات، بدلا من الانتقال إلى الخارج".
وأشارت المديرة التنفيذية لمجلس الأعمال الأسترالي الصيني إلى أنه في الوقت الذي قد يكون هناك حالة من عدم اليقين المحيطة بالعولمة في أجزاء أخرى من العالم، فإن أستراليا ما تزال من أشد المؤمنين في فوائدها.
وأوضحت أن العلاقات الثنائية القوية للحكومة الأسترالية مع الصين وغيرها من المناصرين الآسيويين للتجارة الحرة من شأنه ألا يكفل فقط وصول المنافع إلى الاقتصاد العريض فحسب، بل أيضا إلى الشركات الصغيرة والمزارعين كذلك.
وقالت ساوزاك لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه "في مواجهة الاتجاهات الحمائية، فإنه سيكون للاتفاقيات التجارية الثنائية والمتعددة الأطراف أهمية متزايدة".
وتابعت أن "استمرار تعزيز العلاقات بين أستراليا والصين سيتواصل دون شك مع احتفالنا حاليا بالذكرى السنوية الأولى لإبرام اتفاقية التجارة الحرة بين الصين وأستراليا والبدء في جني فوائدها مع مرور الوقت".
وفي المنتدى الذي عقد الأسبوع الماضي، اتفق كل من الخبراء والسياسيين على حد سواء على أن فوائد التجارة الحرة أصبحت واضحة جدا، ولاسيما في أستراليا.
من جانبه، وصف رئيس وزراء ولاية فيكتوريا دانيال أندروز اتفاقية التجارة الحرة بين الصين وأستراليا بأنها "نموذج لما يمكن تحقيقه" من خلال التجارة الحرة.
وقال للصحافة يوم الخميس إن "الشيء المهم هو أن نتذكر أن العولمة، والأسواق المفتوحة، والحوار المفتوح، والاستثمارات المشتركة، تعتبر بالغة الأهمية لتحقيق الازدهار والنمو في المستقبل. ببساطة ليس بمقدورنا تحقيق ما نصبو إلى تحقيقه في حال ما لم نعمل معا".
وأضاف "لقد أصبح من المألوف التشكيك في العولمة، وهو شيء أصبح يخضع لدراسة دقيقة في أجزاء كثيرة في العالم في الآونة الأخيرة".
وتابع أن "أجندة الانعزالية هذه على ما يبدو قد أصبحت تلقى رواجا في الوقت الراهن، لكنها لن تعود بالنفع على أحد".