وزارة العدل الجزائرية تعلن عن وفاة صحفي جراء إضراب عن الطعام خاضه احتجاجا على حبسه

الجزائر 11 ديسمبر 2016 / أعلنت وزارة العدل الجزائرية في بيان عن وفاة الصحفي الجزائري محمد تامالت اليوم (الأحد) بمستشفى بالعاصمة الجزائر بعد إضراب عن الطعام خاضه منذ أكثر من 5 أشهر احتجاجا على حكم صدر ضده بالسجن عامين بعد محاكمته بتهمة الإساءة إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

وكان تامالت المقيم في بريطانيا ويحمل جنسيتها اعتقل بعد عودته إلى الجزائر وواجه حكما بالسجن بتهمة إهانة هيئة نظامية والإساءة إلى رئيس الجمهورية في كتاباته على الفيسبوك وفي موقعه الإلكتروني (السياق العربي).

وقال بيان الوزارة إن "المدعو تمالت محمد المحكوم عليه بعقوبة عامين حبس نافذة والمسجون بمؤسسة إعادة التربية والتأهيل بالقليعة بمجلس قضاء تيبازة (70 كم شمال غرب العاصمة) قد توفي صبيحة هذا اليوم 11-12-2016 بالمستشفى الجامعي لمين دباغين بباب الوادي الجزائر العاصمة (مصلحة الاستعجالات الطبية الجراحية) المتواجد به منذ 21 أغسطس 2016".

وأضاف البيان أن "المعني عند إيداعه الحبس بتاريخ 28-06-2016 بمؤسسة إعادة التربية والتأهيل ببلدية الحراش، دخل في إضراب عن الطعام ومنذ هذا التاريخ وضع تحت المتابعة الطبية، حيث يتم فحصه يوميا من طرف طبيب المؤسسة الذي يقوم بقياس الضغط الدموي ونسبة السكري في الدم وقياس حالة الجفاف وحالة الوعي".

وتابع البيان أنه"بغرض إقناعه بالعدول عن الإضراب فقد زاره قاضي تطبيق العقوبات ومدير المؤسسة بالإضافة إلى التدخلات العديدة للأطباء والنفسانيين لإقناعه بالعدول عن الإضراب غير أنه أصر على المواصلة رغم كل الجهود".

وقال البيان إنه "بتاريخ 01-08-2016 تم تسجيل انخفاض نسبة السكري بالدم فوصفت له على إثرها الأدوية وأجريت له عملية التطعيم بموصل لمادة السكري حيث تحسنت حالته الصحية لتستقر بعد ذلك" إلا أنه "بتاريخ 20-08-2016 ظهرت عليه علامات نقص في التركيز فنقل على وجه السرعة إلى مستشفى القليعة (50 كم شمال غرب العاصمة) حيث استفاد من تحاليل بيولوجية وكشوفات والذي لم يظهر من خلالها أية اختلالات، ليتم بعد ذلك نقله إلى المستشفى الجامعي لمين دباغين باب الوادي (بالعاصمة) حيث خضع إلى عدة فحوصات وتحاليل وأشعة التي أظهرت أن المعني مصاب بجلطة دماغية جراء ارتفاع حاد للضغط الدموي، وهو ما تطلب إخضاعه لعملية جراحية مستعجلة على مستوى الرأس من طرف المختص في جراحة الأعصاب".

وأضاف البيان أنه عقب العملية "وضع المعني تحت جهاز التنفس الاصطناعي وبدأت حالته الصحية في تحسن مستمر واستعاد وعيه وأصبح يتواصل مع الطاقم الطبي وشرع في تناول الأطعمة بصورة عادية غير أنه منذ عشرة أيام اكتشف الطاقم الطبي المعالج التهابات على مستوى الرئتين ووضع تحت العلاج المناسب ليتم يوم 04-12-2016 تصفية الرئتين من التقيحات والتي أخذت عينة منها إلى معهد باستور لإجراء تحاليل معمقة".

لكن البيان أكد أنه في "صبيحة يوم الأحد 11-12-2016 ازدادت حالته تدهورا ليتوفى بسبب ذلك".

وأكد البيان أنه خلال وجوده في المستشفى "تمكنت عائلته من الاطلاع على أوضاعه الصحية والعناية الطبية التي خص بها وذلك خلال ست زيارات لأخيه وزيارة لأمه وزيارتين لممثلي السفارة البريطانية بالجزائر وأخرى للأستاذ بشير مشري بصفته محاميه".

وكانت محكمة سيدي امحمد بالعاصمة الجزائر أدانت في 11 يوليو 2016 الصحفي محمد تامالت بسنتين حبسا نافذا وغرامة مالية 200 ألف دينار (حوالي 1400 دولار أمريكي) عن تهمتي "إهانة هيئة نظامية" و"الإساءة إلى رئيس الجمهورية بعبارات تتضمن السب والقذف" من بينها أيضا كتابات طالت رئيس الوزراء عبد الملك سلال وزوجته إلى جانب وزيرة الصناعات التقليدية عائشة طاقابو ونائب وزير الدفاع أحمد قايد صالح قائد أركان الجيش.