تعليق : زيارة آبى إلى بيرل هاربور لن تخفى "خطيئة اليابان الأصلية"

بكين 9 ديسمبر 2016 /ان زيارة رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى القادمة لبيرل هاربور فى هاواى لن تخفى خطيئة اليابان الأصلية فى التاريخ فى الوقت الذى تواصل فيه إعادة كتابة الماضى وتتجاهل مناشدات ضحاياها لتقديم اعتذار حقيقى .

وسوف يقوم آبى، الذى لا يحظى بشعبية فى آسيا والعالم ككل لأسلوبه الذى يتسم بعدم الاعتذار عن الاعمال الوحشية لجرائم الحرب التى اقترفتها اليابان وسعيه التعسفى وراء النزعة العسكرية، بزيارة الى بيرل هاربور فى اواخر ديسمبر يرافقه فيها الرئيس الأمريكى باراك اوباما .

وسوف يجعل الإعلان المفاجىء عن الزيارة من آبى أول رئيس وزراء يابانى فى منصبه يزور الموقع الذى وقع فيه هجوم يابانى على القوات الأمريكية بالتسلل يوم 7 ديسمبر 1941 .

بيد أن العالم بما فى ذلك الولايات المتحدة، يجب ألا ينخدع بتحرك اليابان لأنه يغفل رغبة آبى فى تحريف التاريخ والطموح العسكرى .

ويعتقد على نطاق واسع أن الزيارة هى محاولة لإعفاء اليابان من ديون الحرب السابقة للولايات المتحدة وإظهار أهمية العلاقات الوثيقة بين الخصوم السابقين وسط شكوك حول شكل التحالف تحت رئاسة الرئيس الامريكى المنتخب دونالد ترامب .

لكن رحلة آبى لن تحقق تلك الأهداف .

وبالرغم من أن آبى سوف يزور بيرل هاربور لتأبين القتلى وتصوير اليابان على انها دولة مسالمة، فإنه لا يتوقع أن يعتذر عن الهجوم الذى وقع منذ 75 عاما .

إن أقصى أحلام آبى واضح وضوح الشمس. فمنذ بدء فترته الثانية فى منصبه فى عام 2012، بدأ رئيس الوزراء فى تمزيق دستور اليابان بعد الحرب بما فى ذلك ممارسة الحق فى الدفاع الذاتى الجماعى وسن قوانين أمنية جديدة و تزييف روايات تاريخية وكتب مدرسية .

وفى الحقيقة فإن الزيارة القادمة إلى بيرل هاربور هى فقط عرض دبلوماسى تقوم به إدارة ابى لتوجيه رسائل مضللة عن الحرب العالمية الثانية فى الوقت الذى فشل فيه فى المصالحة مع الدول الآسيوية التى عانت على أيدى اليابان.

وربما تكون هناك مصالحة بين اليابان والولايات المتحدة لكن لا يمكن قول نفس الشىء عن اليابان وجاراتها الآسيويات.

إن مصالحة اليابان مع الولايات المتحدة ينبغى ألا تعنى أنها تملصت من جرائم الحرب التى ارتكبتها فى الماضى فى آسيا. وإن اليابان يجب ان تعترف بعسكريتها الماضية اذا كانت ترغب فى كسب الاحترام من جاراتها الآسيويات. والزيارة إلى بيرل هاربور لن تفعل ذلك.