الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> تبادلات دولية
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: إعلان ترامب نيته الانسحاب من (TPP) .. هل هي فرصة للصين؟

2016:11:23.15:44    حجم الخط    اطبع

قال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في 21 نوفمبر أنه سيبدأ إجراءات الانسحاب من "الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية عبر المحيط الهادئ") مشار اليها بـ(TPP في أول يوم يتسلم فيه السلطة.

وكشف ترامب عن أنه سيبدأ إجراءات الانسحاب من (TPP) في تسجيل مصور لاعلان عن برنامج حكمه لمدة مائة يوم بعد تسلمه السلطة، واصفا هذه الشراكة بـ"الكارثة المحتملة" للولايات المتحدة، مضيفا أنه عوضا عن هذه الشراكة يجب التوصل إلى اتفاقيات ثنائية عادلة تعيد الصناعة للولايات المتحدة . وجذبت تصريحات ترامب اهتمامات كبيرة، باعتبار انسحاب الولايات المتحدة بمثابة قطع السبل أمام اتفاقية (TPP).

يبدو أن رفع ترامب راية " مفهوم الولايات المتحدة" بدلا من " مفهوم العالم" تسبب في تحويل (TPP) الى شراكة كارثة، وسرقة وظائف العمال الامريكيين. ووفقا لمنطق ترامب، (TPP) هو اتفاق تجارة حرة متعدد الأطراف، تكاليف العمالة في الولايات المتحدة مرتفعة، ليس هناك القدرة التنافسية الصناعية في السوق، وتطبيق درجة عالية من التجارة الحرة سيزيد من العجز التجاري الامريكي، لذلك لا يفضي الى توظيف الصناعة الامريكية والاقتصاد الامريكي الشامل.

تعتبر اتفاقية (TPP) ارثا سياسيا هاما حاول اوباما الاحتفاظ بها.وقد التقى اوباما خلال ليما مع قادة الدول الاعضاء في (TPP)، تباعا ليعرب عن مواصلة الولايات المتحدة في دعم التجارة وتعزيز الالتزام بتطوير العلاقات مع منطقة آسيا والمحيط الهادئ، دعم هيكل (TPP) الذي سوف ينهار فورا.

تضم (TPP) 12 دولة عضوا، ومع ذلك، الصين اكبر دولة في شرق المحيط الهادئ ليست على قائمة الدول الاعضاء، وهذا الامر الأكثر إثارة للدهشة. فاثناء تولي اوباما السلطة في الولايات المتحدة ،وفقا لرؤيته الاستراتيجية ، طرحت أمريكا تخطيطا شاملا في العالم بأسره، بما في ذلك انهاء حربي العراق وأفغانستان في أقرب وقت، واعتبار الشرق الاوسط كنقطة انطلاق في لعبة الشطرنج(التخطيط الشامل)، حيث بدء من حل الصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني وتهدئة العلاقات مع إيران، وبالتالي تحسين العلاقات مع العالم الاسلامي، واعادة التشغيل العلاقات مع روسيا، ولكن العديد من التعديلات ركزت على آسيا والمحيط الهادئ ،وتمثل الصين اولوية قصوى. والهدف النهائي من هذه اللعبة هو جعل القرن ال 21 " القرن الامريكي"، والتوهم باحتمال تحدي الصين الولايات المتحدة في هذه الهيمنة. ولكن اوباما لم يعسفه الحظ في هذه اللعبة،حيث لم يتمكن من تمرير اتفاقية (TPP) في الكونغرس، لتتحول ورقة رابحة في يد ترامب في نهاية المطاف.

يوفر تراجع في تنفيذ انفاقية (TPP) مساحة أكبر للاستراتيجية الصينية،ولكن ببساطة، لا يمكن للصينيين النظر في هذه المسألة. ويتعين على الصين التفكير بجد في كيفية الاعتماد على الذات وتقييم الوضع في ظل الوضع الاستراتيجي الجديد الذي يتعهد فيه ترامب بالتفاوض على اتفاقيات تجارية ثنائية.

السياسة الامريكية المعلنة هي الوعود الانتخابية، وتطبيق الوعود هو أمر آخر. قبل الدخول الى البيت الابيض رسميا، شهدت لجهة ترامب تغيرات طفيفة في عدد من القضايا، بما في ذلك ما يتعلق بقضية الاتفاقيات التجارية المتعددة الاطراف. وهذا ليس شيئا جديدا. وقد قال اوباما في حملته الانتخابية عام 2008، أنه يعارض بشدة اتفاقية التجارة الحرة لامريكا الشمالية واتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، من أجل كسب المزيد من فرص العمل للعمال الامريكيين، لكن كل هذا تغير في وقت لاحق. واليوم، اصبح التخلي عن اتفاقية (TPP) نسخة اوباما ورقة رابحة في يد ترامب.

ويعمل ترامب بصفته رجل اعمال على الاستفادة من التطور السريع للعولمة، ووجد أن موجة التخصيص الامثل لعوامل العولمة ادت الى فقدان بعض الوظائف لا تتطلب مهارات عالية، لكنه لم يستطيع نقل صناعات الحديد والصلب والمنسوجات الى الملابس والاجهزة الكهربائية المنزلية وغيرها من الصناعات الملوثة للبيئة والكثيفة العمالة من مختلف انحاء العالم إلى أمريكا أو اعادة انشائها في أمريكا.

قد يكون صراخ ترامب بالانسحاب من اتفاقية (TPP) لعبة التراجع بهدف التقدم. وبالاضافة الى ذلك، استفاد من هذه الخطوة في الانتخابات العامة وإن موقفه من الانسحاب من (TPP) أجبر معارضيه الأمريكيين على تقديم التنازلات من اجل المصالح الأمريكية.

تعزيز التكامل الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ وتعزيز التسيير وتحرير الاستثمارات الاقتصادية الاقليمية هذا هو الاتجاه، كما تحفز العولمة الاقتصادية ذات تأثير "سيف ذو حدين" ، إعادة بناء سلسلة القيمة العالمية، كما ستؤدي إلى عودة الحمائية التجارية. لذلك، الانطلاق من الفوضى الواقعة هو الخيار الحكيم.

تقليل ترامب التركيز على العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الولايات المتحدة والصين التي تعد ثاني اكبر اقتصاد في العالم أمر صعب. وفي الواقع، الخطة التي قدمها ترامب من اجل خلق المزيد من فرص العمل للعمال الامريكيين وبناء البنية التحتية على نطاق واسع، تصب في العديد من المصالح المشتركة بين البلدين. كما أن هناك العديد من التعاون العملي يعود بالمنافع الملموسة للشعبي الصيني والامريكي اذا ما لم تسيس العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×