إن تشديد الحزب الشيوعي الصيني على ضرورة تدعيم الانضباط داخله جاء في حينه تماما في ظل أوضاع متغيرة ولا تكون دوما مواتية، حسبما أفاد باحث روسي.
فقد اعتمدت الدورة الكاملة السادسة للجنة المركزية الـ18 للحزب الشيوعي الصيني، التي عقدت في الفترة من 24 إلى 27 أكتوبر المنصرم، اعتمدت قرارات حول مواصلة تدعيم الانضباط داخل الحزب.
وفي هذا الصدد، صرح يوري تافروفسكي الأستاذ بجامعة الصداقة الشعبية الروسية خلال مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) قائلا إنه "في ظل الوضع الجديد، يتزايد دور الحزب الحاكم باعتباره مولدا للخطط التنموية الإستراتيجية وقوة تدير هذا البلد العملاق".
إن الوضع يتغير في الاقتصاد الصيني، وفي الأسواق العالمية، وكذا في العالم بأسره.
وفيما حقق الحزب نجاحا غير مسبوق في عملية "الإصلاح والانفتاح"، أقام بعض موظفيه صلات فاسدة مع هياكل تجارية خاضعة لسيطرتهم، على حد قول تافروفسكي.
ويعرب الخبير عن اعتقاده بأن مثل هذه الصلات غير مقبولة لأنها تعيق تحول الاقتصاد وتسمم المناخ في المجتمع.
وفي السوق العالمية، قام عدد متنامي من منافسي الصين بزيادة إنتاجهم لمنتجات أرخص تتطلب تكنولوجيات أقل تكلفة.
واستشهد باتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ كمثال على ذلك، قائلا إنها "خطة طموحة ويحتمل أن تكون خطرة" بالنسبة للصين لأنها تهدف إلى إعادة توجيه التدفقات المالية والتجارية.
وعلى حدود الصين، تأخذ الاستفزازات العسكرية في بحر الصين الجنوبي طبيعة نظامية، حيث توسع الولايات المتحدة من وجودها العسكري في شبه الجزيرة الكورية واليابان مستكشفة مناطق جديدة أقرب إلى الصين.
وأشار إلى أن "هذه الأوضاع الجديدة تتطلب كفاءة في العمل من الحزب الحاكم في الصين".
وفي وقتنا الحاضر، يكمن دور الحزب الشيوعي الصيني في أنه "دماغ الأمة وجهازها العصبي"، هكذا قال الخبير الروسي، مضيفا أن "دماغ الحزب ينبغي أن يعمل بصورة لا غبار عليها، فيما ينبغي أن يستجيب الجهاز العصبي للإشارات المرسلة من الدماغ بشكل فوري ودقيق".
وقال تافروفسكي إن الافتقار إلى الانضباط ولاسيما الفساد في أي نقطة بأي مكون من مكونات الكائن الحي الذي يمثله الحزب يعد أمرا محفوفا بعواقب وخيمة.
ومن ثم، فإن قرارات الدورة الكاملة المتعلقة بتدعيم انضباط الحزب وتحسين نظام الرقابة داخله وكذا المكافحة النظامية للفساد تأتي في حينها تماما وضرورية للغاية.