بكين 4 نوفمبر 2016 / شددت منظمة شانغهاي للتعاون على ضرورة بذل مزيد من الجهود المشتركة داخل إطارها الأمني لتعزيز القدرة الإقليمية على مكافحة خطر الإرهاب بغية بناء حائط صد قوي ومنيع أمام شبح الإرهاب.
جاء ذلك يوم الخميس في العاصمة القرغيزية بيشكيك خلال اجتماع رؤساء وزراء دول منظمة شانغهاي للتعاون، وهي آلية اجتماعات دورية بين رؤساء وزراء المنظمة تأسست في سبتمبر عام 2001.
وقد قدم رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ، الذي ترأس الاجتماع، اقتراحا دعا فيه كافة الدول الأعضاء إلى الاهتمام بمفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام، وتعميق تبادل المعلومات والتعاون في إنفاذ القانون من أجل ضمان سلامة الشعوب والمؤسسات والشركات بدول المنظمة. كما طلب الاقتراح من دول المنظمة تعزيز التعاون والتنسيق فيما بينها في مجال الأمن وتدعيم بناء مؤسسات وآليات إقليمية لمكافحة الإرهاب.
وأشار لي كه تشيانغ إلى أن منظمة شانغهاي للتعاون أضطلعت بدور لا غنى عنه في تعزيز الاستقرار والرخاء الإقليميين خلال الـ15عاما الأخيرة وساهمت أيضا في تحقيق السلام والتنمية العالميين, مضيفا أن دول المنظمة لن تستطيع تحقيق التنمية المشتركة والاستقرار والسلام على المدى الطويل في المنطقة إلا من خلال التعاون المشترك.
يأتي اجتماع رؤساء وزراء منظمة شانغهاي للتعاون لدعم تعزيز التعاون البراغماتي في الاقتصاد والأمن بين دولها الأعضاء تمسكا بـ"روح شانغهاي" المتمثلة في الثقة المتبادلة، والمنفعة المتبادلة، والمساواة، والتشاور، واحترام التنوع الثقافي، ودعم التنمية المشتركة.
فالعام الجاري يصادف الذكرى الـ15 لتأسيس منظمة شانغهاي للتعاون. وعلى مدار الأعوام الـ15الماضية، نجحت المنظمة في تطوير نمط جديد للعلاقات الدولية بين دولها الأعضاء يجسد المنفعة المتبادلة والتنمية المشتركة، الأمر الذي أسهم اسهاما كبيرا في تنمية الاقتصاد واستقرار المنطقة. وأصبحت المنظمة أحد آليات التعاون الدولية الأكثر حيوية وتأثيرا، ونموذجا للتعاون الإقليمي والدولي في الكثير من النواحى. وفي هذه الآونة، تلعب المنظمة دورا فريدا بين مبادرة "الحزام والطريق" والاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي، وتدفع بقوة الازدهار والتنمية المشتركين لمنطقة أوروآسيا.
وقد جدد إعلان طشقند بمناسبة الذكرى الـ15 لتأسيس منظمة شانغهاي للتعاون والذي تم توقيعه خلال قمتها في العاصمة الأوزبكية طشقند في يونيو الماضي، جدد التأكيد على التزام الدول الأعضاء بتعزيز علاقات حسن الجوار والشراكة الودية فيما بينها في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وفي مواجهة التحديات الأمنية المعقدة على وجه الخصوص، وضعت منظمة شانغهاي للتعاون مجموعة من الآليات التي لعبت دورا أساسيا في صون الاستقرار والأمن الإقليميين. ومن بين تلك الآليات اتفاقية المنظمة لمكافحة الإرهاب لعام 2009، واجتماعات قادة أركان جيوش الدول الأعضاء ، ومناورة "مهمة السلام - 2016" المشتركة لمكافحة الإرهاب.
وليس هناك من شك في أن تلك الجهود لا تقوي فقط من مكافحة الإرهاب والتطرف والانفصالية لمنع تغلغل قوى الشر الثلاثة هذه داخل الدول الأعضاء ،وإنما تضخ أيضا الحياة من جديد في أفغانستان التي تقدمت للحصول على عضوية الكتلة، وتمنع تفشي الاضطرابات في غرب آسيا وحتى المناطق الشرقية منها.
ومع تنامي الدعوات إلى تحقيق التلاحم بين الإستراتيجيات التنموية للدول الأعضاء داخل عدد من دول جنوب وغرب آسيا، من المتوقع أن تتطور منظمة شانغهاي للتعاون في ظل "روح شانغهاي" إلى منصة متعددة الأطراف من شأنها أن تصبح قوة محركة هامة لنظام عالمي جديد ومتوازن.
تجدر الإشارة إلى أن لي كه تشيانغ وصل إلى قرغيزستان في زيارة رسمية ضمن جولته الأوروآسيوية التي تشمل أربع دول بعد تعرض السفارة الصينية في بيشكيك في أغسطس الماضي لهجوم إرهابي أسفر عن جرح اثنين من موظفي السفارة القيرغيزيين وثلاثة مواطنين صينيين.
وقد اتفق لي كه تشيانغ مع نظيره القيرغيزي سورونباي جينبيكوف يوم الأربعاء على تعميق التعاون الأمني بين البلدين من أجل حماية الأمن والاستقرار الإقليميين .
وقال لي خلال اجتماعه مع جينبيكوف إن الأوضاع الأمنية الإقليمية في الوقت الراهن يشوبها الكثير من التعقيد والخطورة, معربا عن أمله في أن تسرع قرغيزستان من وتيرة التحقيقات بشأن الحادث وأن توفر الدعم والمساعدة وأن تتخذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة الموظفين الصينيين العاملين في قرغيزستان . وأضاف لي أن الصين مستعدة لتعميق التعاون الأمني مع قرغيزستان لمكافحة "قوى الشر الثلاث" وهي الإرهاب والتطرف والانفصالية وحماية الأمن والاستقرار الإقليميين .
ومن جانبه, أعرب جينبيكوف عن إدانة بلاده القوية للحادث الإرهابي الذي وقع ضد السفارة الصينية، قائلا إن بلاده سوف تتخذ كافة الإجراءات الضرورية لضمان سلامة السفارة الصينية والعاملين فيها. وأضاف أن بلاده سوف تعزز التعاون مع الصين في مجالات إنفاذ القانون ومحاربة "قوى الشر الثلاث" وسوف تعمل على حماية أمن واستقرار البلدين والمنطقة بأسرها.
تعد منظمة شانغهاي للتعاون منظمة سياسية واقتصادية وأمنية تضم الصين وقرغيزستان وقازاقستان وروسيا وطاجيكستان وأوزبكستان. وقد وقعت الهند وباكستان مذكرة الالتزامات الخاصة بالمنظمة في يونيو الماضي لتبدأ عملية انضمامهما إلى هذه المنظمة الإقليمية التي لديها أيضا عددا من المراقبين وشركاء الحوار.