بقلم/ عماد الأزرق
القاهرة أول نوفمبر 2016 / مساع حثيثة تبذلها الحكومة المصرية للاستفادة من التجربة التنموية لجمهورية سنغافورة في العديد من المجالات.
ويقوم رئيس سنغافورة توني تان بزيارة حالية إلى مصر، وتستمر لمدة ثلاثة أيام، التقى خلالها مع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي.
كما التقى توني تان اليوم (الثلاثاء) مع رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل، وتم خلال اللقاء بحث زيادة التبادل التجاري، والاستثمارات السنغافورية في مصر والاستفادة من التجربة التنموية في سنغافورة.
وأشاد تان خلال اللقاء بالتقدم الذي تحرزه مصر، على الرغم من التحديات التي واجهتها خلال الأعوام الماضية، مشيرا إلى أنها تسير في اتجاهها نحو التقدم الاقتصادي والإصلاح الاجتماعي بعد تحقيقها الاستقرار السياسي.
وأوضح الرئيس السنغافوري أن مصر تنعم بأهم شرايين التجارة العالمية، مشيدا بتوسعة قناة السويس وإقامة منطقة اقتصادية بها، لافتا إلى أن المشروع القومي لتنمية محور القناة يعتبر مهما لتعزيز المصالح الاقتصادية بين البلدين.
وأشار إلى أن هناك شركات سنغافورية كبرى تعمل بالفعل في مصر، بالإضافة إلى شركات أخرى تستكشف فرصا جديدة للتعاون معها.
وأكد أن سنغافورة تعمل على دعم بناء القدرات المصرية، وتقديم المساعدات الفنية لها؛ وأن الزيارات المتبادلة بين الجانبين تحدث زخما في علاقات التعاون المشتركة.
وتأتي زيارة رئيس سنغافورة لمصر استجابة لدعوة تلقاها من السيسي خلال زيارته لبلاده العام الماضي، وهي أول زيارة لرئيس سنغافوري لمصر منذ 20 عاما.
فيما أكد رئيس الوزراء المصري شريف اسماعيل تقدير الحكومة المصرية لمواقف الحكومة السنغافورية من التطورات السياسية التي شهدتها مصر منذ ثورة يناير 2011، وكذا موقفها المؤيد لإرادة الشعب المصري بعد ثورة 30 يونيو 2013.
واستعرض رئيس الوزراء المصري الإجراءات الاقتصادية والجهود الحثيثة التي تقوم بها الحكومة لدفع الاقتصاد وتحقيق التنمية، وتوفير المناخ المناسب لجذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية عن طريق إقامة المشروعات القومية في مختلف المجالات.
وتناول اسماعيل ما تتيحه هذه الجهود من فرص اقتصادية واعدة للشركات السنغافورية، مثل المنطقة الاقتصادية بقناة السويس، والمثلث الذهبي في الصعيد المتضمن فرص استثمارية في قطاعي التعدين والزراعة، وكذا المدن الجديدة مثل العلمين الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة.
وكذلك إقامة محطات توليد الكهرباء التي توفر الطاقة اللازمة لمختلف الأنشطة التنموية والخدمية، واستكشافات الغاز في البحر الأبيض المتوسط، ومشروع 1.5 مليون فدان للاستصلاح والتنمية الزراعية، ودعم البنية الأساسية بمحطات مياه الشرب والصرف الصحي.
وأبدى إسماعيل إعجابه بالتجربة السنغافورية التي تعد نموذجا متميزا للتنمية الاقتصادية، مشيرا إلى التطلع لتكثيف التعاون مع الجانب السنغافوري لدعم برنامج الحكومة للإصلاح الاقتصادي الذى يتم في إطار يتزامن مع تطبيق منظومة ضمان اجتماعي لحماية محدودي الدخل.
وأعرب عن تطلع مصر لزيادة مساهمة قطاع الأعمال السنغافوري لاستثماراته في مصر، لتتناسب مع مستوى العلاقات السياسية والدبلوماسية بين البلدين، وخاصة في مجالات البنية التحتية بما في ذلك مشروعات محطات توليد الكهرباء وتطوير الموانئ، وتأهيل الكوادر البشرية ومعالجة وتدوير وتحلية المياه.
وتحتفل مصر وسنغافورة خلال شهر نوفمبر الجاري بمرور 50 عاما على تدشن العلاقات الدبلوماسية بينهما.
وعلى هامش زيارة الرئيس السنغافوري لمصر، عقد منتدى الأعمال المصري - السنغافوري اجتماعا بالقاهرة بمشاركة وفد رجال الأعمال المرافق للرئيس توني تان.
وقال رئيس اتحاد الأعمال السنغافوري (إس إس تيو) إن زيارة الوفد السنغافوري، الذي يضم كبرى الشركات برئاسة رئيس الوزراء السنغافوري، إلى مصر تهدف إلى بحث فرص الاستثمار وعقد شراكات بين رجال الأعمال في مصر وسنغافورة.
وأضاف تيو، إن الوفد أعلن رغبته في الاستثمار بمصر في مجالات الطاقة والغاز والبترول والخدمات وقطاع الزراعي والنقل واللوجيتسيات والتدريب والتعليم.
وأوضح أنه خلال زيارة الرئيس السيسي إلى سنغافورة تم عرض رؤية مصر في 2030 وهي خطة طموحة جدا وبها العديد من المشروعات العملاقة من مشروعات إدارية وبنية تحتية وغيرها.
وأشار إلى أنه من بين المشروعات التي جذبت انتباه المستثمرين في سنغافورة مشروعات قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة، خاصة وأن رئيس هيئة تنمية قناة السويس زار سنغافورة وعرض المشروع وكان هناك اهتماما كبيرا من الجانب السنغافوري.
من جانبه، قال المهندس علي عيسى رئيس مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال المصريين إن سنغافورة تعد من أكبر الدول المستثمرة في الخارج حيث تستثمر سنويا من 40 إلى 50 مليار دولار.
وأضاف عيسى إن نصيب مصر من جملة الاستثمارات السنغافورية الخارجية تصل إلى 7 ملايين دولار فقط، لافتا إلى ضآلة قيمة الاستثمارات والتي لا ترقى إلى قوة العلاقات السياسية بين البلدين. /نهاية الخبر/