دمشق أول نوفمبر 2016 / استهدف مقاتلو المعارضة المسلحة اليوم (الثلاثاء) بثلاث قذائف هاون فندق يقيم فيه موظفو الامم المتحدة في حلب (شمال سوريا)، وسط انخفاض وتيرة العنف الدائرة في حلب.
وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) نقلا عن مراسلها في حلب قوله إن " إرهابيين ينتشرون في حي بستان القصر أطلقوا 3 قذائف على فندق شهباء حلب الذي تتخذه الأمم المتحدة مقرا لعمل وإقامة موظفيها "، مبينا أن إحدى هذه القذائف الحقت أضرارا مادية بالفندق دون وقوع إصابات بين نزلاء الفندق أو موظفي الأمم المتحدة.
ولفتت الوكالة الرسمية إلى أن قذيفتين اثنتين سقطتا على مبنى سكني أمام الفندق ما تسبب بوقوع أضرار مادية كبيرة فيه.
إلى ذلك، أعلن الممثل المقيم للأمم المتحدة في سوريا علي الزعتري في بيان له أن " مكتب الأمم المتحدة غرب مدينة حلب تعرض لقصف بالدبابات ما الحق أضرارا بالطوابق العليا منه ".
وقال الزعتري " ما يزال أمرا صادما أن يستهدف المبنى الذي يضم مكاتب الأمم المتحدة بشكل مباشر " .
وذكر البيان أن " أكثر من 40 شخصا استشهدوا وأصيب كثيرون بسبب القصف الصاروخي بدون تمييز التي تنفذه جماعات المعارضة المسلحة على مناطق مدنية في غرب حلب ".
من جانبه، قال مصدر عسكري سوري لوكالة أنباء (شينخوا) فضل عدم ذكر اسمه إن " شدة المعارك تراجعت نسبيا اليوم (الثلاثاء)، مع العلم أن الهجمات ما تزال مستمرة، ولكن في درجة أقل ".
وعلى مدى الأيام الأربعة الماضية، شهدت حلب مواجهة عسكرية وصفت بأنها " الأشد عنفا منذ حوالي الأربع سنوات الماضية، في أعقاب هجوم لمقاتلي المعارضة المسلحة على نطاق واسع ضد مواقع حكومية في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في غرب حلب.
ويهدف الهجوم، الذي قامت به عدة فصائل إسلامية متشددة، واطلقوا عليه اسم "ملحة حلب الكبرى"، لكسر حصار القوات الحكومية على المناطق التي يسيطر عليها المسلحون في شرق حلب.
ونجح مقاتلو المعارضة المسلحة في التسلل إلى منطقة ضاحية الأسد في حلب الغربي وبلدة مينان، ولكن تمكن الجيش السوري من استعادة السيطرة على الأخير يوم الاحد الماضي، وتمكنت من تطويق المسلحين في ضاحية الأسد.
وقال الجيش السوري في بيان له أمس (الاثنين) إن 84 مدنيا على الاقل قتلوا وجرح 280 آخرين منذ يوم الجمعة من قبل المسلحين في الهجوم الأخير.
واضاف بيان القيادة العامة للجيش السوري إن "ارتفاع عدد الضحايا تأتي من خلال إطلاق مقاتلي المعارضة المسلحة أكثر من 100 قذيفة هاون و 50 صواريخ جراد، و 20 اسطوانة محملة بالمتفجرات في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في غرب حلب " .
وذكر الجيش أيضا في أن مقاتلي المعارضة المسلحة اطلقوا قذائف تحوي غازات سامة على الأكاديمية العسكرية والمناطق السكنية في غرب حلب يوم الاحد الماضي ما تسبب بإصابة 48 شخصا بحالات اختناق وصعوبة في التنفس.
وقد فرض الجيش السوري الحصار على المناطق التي يسيطر عليها المسلحون في حلب في الأشهر الأخيرة، وحث المسلحين على تسليم أنفسهم أو ترك الاحياء الشرقية من حلب إلى مناطق أخرى يسيطر عليها المسلحون في محافظة ادلب شمال غرب سوريا.
ورفض المسلحون الهدنة التي أعلنت عنها روسيا وسوريا أخيرا من جانب واحد بهدف إخراج الجرحى والمدنيين، ومنعوا الأهالي من الخروج، وفشلت الهدنة، وسط قيام المسلحين بشن هجوم كبير على مواقع للجيش السوري بهدف فك الحصار.
واتهمت الحكومة السورية المسلحين بمنع المدنيين، والذي يقدر عددهم بحوالي 250 الف شخص، فضلا عن المقاتلين المسلحين من المغادرة.
وفي سياق متصل، أفادت الأمم المتحدة اليوم (الثلاثاء)، بأن طرفي الصراع في سوريا قد يكونا ارتكبا "جرائم حرب" في حلب، بإشارة منها إلى المعارضة والنظام السوري.
ونقلت بعض وسائل الإعلام الغربية عن المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شامداساني قولها، خلال لقاء معتاد لعرض أحدث التطورات بمقر المنظمة الدولية في جنيف، إن "قوات المعارضة المسلحة والقوات الحكومية في سوريا ربما تكون ارتكبت جرائم حرب من خلال هجماتها العشوائية في حلب".
وكان الموفد الاممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أبدى، يوم الاحد الماضي، صدمته لقيام فصائل المعارضة بقصف أحياء حلب الغربية بشكل عشوائي خلال الـ48 ساعة الأخيرة، لافتا إلى ان ذلك قد يرقى لـ"جرائم حرب".
يشار إلى أن عدة جهات تحدثت عن ارتكاب "جرائم حرب" في سوريا، حيث قالت منظمة "العفو الدولية"، في وقت سابق، إن فصائل معارضة مسلحة ربما ارتكبت "جرائم حرب" خلال قصف مكثف لمنطقة خاضعة لسيطرة الأكراد في مدينة حلب شمال سوريا.