غادر رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ اليوم (الأربعاء) إلى قرغيزستان وقازاقستان ولاتفيا وروسيا في جولة تستغرق أسبوعا تهدف إلى تعزيز علاقات الصين مع الدول الأربع، وتوسيع تطوير الآليات الإقليمية، ودفع التعاون في مجال الطاقة الإنتاجية.
وخلال جولته، سيحضر لي الاجتماع الـ15 لرؤساء وزراء منظمة شانغهاي للتعاون في العاصمة القرغيزية بيشكيك، والاجتماع الخامس لقادة الصين ودول شرق ووسط أوروبا في العاصمة اللاتفية ريغا.
وفي ضوء وقوع الدول الأربع جميعا على طول طريق الحرير القديم، يعتقد المحللون بأن جولة لي لآوراسيا ستعزز التنفيذ المشترك لمبادرة الحزام والطريق الصينية، أي الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21، تلك المبادرة التي تهدف إلى بناء شبكة للتجارة والبنية التحتية تربط آسيا بأوروبا وإفريقيا بطول الطرق القديمة.
-- توسيع الثقة المتبادلة
وتسلط الاجتماعات الثنائية والمتعددة الأطراف الدورية الضوء على جولة لي. وتعد تلك الترتيبات على قدر كبير من الأهمية لما أنها تساعد في توسيع الثقة الاستراتيجية المتبادلة بين الصين والدول والمناطق المعنية، وتضمن تنفيذا ممنهجا ومطردا للسياسات، وتثري التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف.
وقال سون تشوانغ تشي، الأمين العام لمركز أبحاث منظمة شانغهاي للتعاون التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إن اللقاءات الدورية لرئيسي وزراء الصين وروسيا، والتي تركز على مشاريع محددة، مهمة جدا للتعاون الاقتصادي والتجاري الثنائي.
وأضاف سون أن مثل هذه المحادثات المباشرة رفيعة المستوى التي تعقد على أساس سنوي تساعد في حل القضايا في التعاون التجاري والاقتصادي الثنائي بطريقة مناسبة وتوفر منصات للتعاون وجها لوجه بين الإدارات الحكومية للبلدين ولاسيما في المجالين الاقتصادي والثقافي.
وأشاد الخبير الصيني تعاون الصين مع الدول الأربع بأنه تعاون نموذجي وابداعي ورائد ويدعم بناء الحزام والطريق بشكل أفضل.
-- تعميق التعاون في الطاقة الانتاجية
ويأتي التعاون في الطاقة الإنتاجية على رأس أجندة لي خلال جولته. ويتوقع أن يتم التوقيع على سلسلة من الاتفاقيات لتعميق التعاون الثنائي.
وأثمر التعاون الدولي بقيادة الصين بشأن الطاقة الانتاجية عن نتائج أولية خلال العامين الماضيين.
وأشادت تشين يوي رونغ، الباحثة البارزة بمعهد الصين للدراسات الدولية، بهذه السياسة كنهج مركز ومحدد الهدف جيدا، مستشهدة بالتعاون بين الصين وقازاقستان في قطاعات الصناعة التحويلية مثل الأسمنت والزجاج المسطح.
وقالت " إنه نمط جديد للتعاون الاقتصادي والتجاري يواكب العصر من خلال تلبية احتياجات الشركاء أثناء التحويل الممنهج لاقتصاداتهم كما أنه موجه الى المستقبل في نفس الوقت".
وأضافت تشين أن الصين، في مواجهة الانتعاش الاقتصادي العالمي البطيء، اقترحت تقوية التعاون في الطاقة الإنتاجية مع هذه الدول، وهو ما يمثل في الحقيقة نمطا جديدا للتعاون الاقتصادي.
وهذا النوع من الابتكار، كما تقول، من شأنه أن يمكن الدول المعنية من استغلال امكانيات اقتصاداتها وتحقيق التنمية المستدامة وبالتالي دفع التعاون الاقتصادي والتجاري الثنائي.
--تعزيز التعاون الإقليمي
وتظهر الاجتماعات الدورية لقادة منظمة شانغهاي للتعاون وآلية الصين ودول شرق ووسط أوروبا الأهمية التي توليها الصين لدور الآليتين الإقليميتين وكذا تصميم بكين على توسيع التعاون وصون السلام والاستقرار الإقليميين.
وكما يظهر من الآليتين الإقليميتين، كما تقول سون، طورت الصين نمطا للتعاون الإقليمي يختلف عن تلك الذي يقوده الغرب في تلبية مصالح الدول المعنية بشكل أفضل، مشيرة الى أن منظمة شانغهاي للتعاون وآلية الصين ودول شرق ووسط أوروبا كنمطين جديدين للتعاون الإقليمي تضعان في الاعتبار الحقائق في الدول المعنية وتهدفان الى تحقيق المنفعة المتبادلة على أساس المساواة.
وعادت منظمة شانغهاي للتعاون منذ تأسيسها قبل 15 عاما بمبادرة من الصين بثمار غنية في التعاون التجاري والأمني والتبادلات الشعبية.
وأثبتت المنظمة بدورها في منطقة وسط آسيا بأنه لا غنى عنها في الحفاظ على الاستقرار فضلا عن أهميتها في تحفيز النمو.
وخلال جولته، يتوقع أن يقترح لي المزيد من الإجراءات لتعميق التعاون داخل منظمة شانغهاي للتعاون في كافة المجالات وتعزيز تنفيذ مبادرة الحزام والطريق وزيادة التعاون الدولي بشأن الطاقة الإنتاجية وتسهيل التجارة والاستثمار.
كما شهدت دول شرق ووسط أوروبا منافع ملموسة من التعاون متكافئ الكسب مع الصين وأظهرت اهتمامها بمواصلة تعزيز الانخراط مع الدولة الآسيوية.
وخلال زيارته، سيسعى لي إلى توافق جديد مع قادة دول شرق ووسط أوروبا بشأن تعزيز التعاون بين دولهم ومواصلة التنمية المشتركة.