بكين 19 أكتوبر 2016 / بدأت قوات الأمن العراقية يوم الاثنين هجوما كبيرا يهدف لتحرير مدينة الموصل أكبر معقل لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق.
ويسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة الموصل، الواقعة على بعد حوالي 400 كيلومتر شمالي العاصمة العراقية بغداد منذ شهر يونيو عام 2014، عندما تركت قوات الحكومة العراقية اسلحتها وهربت ما مكن مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية من السيطرة على أجزاء في شمال وغربي العراق.
واستعادت القوات العراقية المشتركة وقوات البيشمركة ووحدات شبه عسكرية سنية ووحدات الحشد الشعبي الشيعية مدعومة بغطاء جوي دولي وعراقي السيطرة على تسع قرى بنجاح من تنظيم الدولة الاسلامية.
واعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن الهجوم في وقت مبكر من يوم الاثنين، قائلا إن وقت النصر قد جاء ولحظة النصر العظيم تقترب.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن الولايات المتحدة دعمت الهجوم بما يزيد على 100 من القوات الامريكية في العراق والقوات الكردية لتقديم دعم صاروخي واستخباراتي ولوجستي واشياء آخرى.
وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن "هذا سيكون حجر أساس فيما التزمت بفعله عندما ظهر تنظيم الدولة الاسلامية في البداية، وهو القضاء عليهم واننا سنقوم في النهاية بطردهم من مراكز التي يوجد بها سكان وسندمرهم ونهزمهم."
وشاركت تركيا التي وصلت إلى طريق مسدود مع العراق بشأن وجود قواتها في معسكر بعشيقة في شمال العراق في الغارات الجوية التي شنها التحالف الذي تدعمه الولايات المتحدة خلال العملية.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "تركيا تمتلك حدودا تبلغ 350 كيلومترا مع العراق ولذلك لا تستطيع البلاد ان تظل محايدة ازاء التطورات على الحدود."
واعربت الصين وإيران أيضا عن دعمهما للعملية العراقية.
وقالت هوا تشون يينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية في إفادة صحفية دورية إن "الصين تدعم الجهود التي تبذلها الحكومة العراقية للحفاظ على الاستقرار الوطني ومحاربة الإرهاب. وتتمنى الصين أن يتحقق الامن الوطني والاستقرار في العراق في وقت مبكر."
وقال بهرام قاسمي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية "إننا سنقف إلى جانب الحكومة العراقية والبلاد حتى يتم تحرير العراق بشكل كامل (من الإرهابيين) وتحقيق الاستقرار في البلاد."
وخلال تحرك القوات العراقية بشكل تدريجي لتطويق الموصل، تزداد المخاوف الإنسانية، حيث انه من الممكن ان يتم اجبار مليون شخص على الهرب من معقل الجماعة الإرهابية بسبب القتال.
وقال باباتوندي اوشيتيمين، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان في بيان "إنني اشعر بقلق بالغ بشأن الأزمة الإنسانية المتزايدة في الموصل بالعراق والتهديد المتزايد للصحة ولأرواح النساء الحوامل اللاتي من الممكن حرمانهم من الرعاية الطارئة المنقذة للحياة."
ذكر البيان أن هناك بين الـ200 ألف شخص الذين من المحتمل ان يشردوا خلال الاسابيع الأولى من العمليات العسكرية التي سيتم شنها في الموصل حوالي 46 ألف امراة وفتاة بينهم 8000 امراة حامل أو على وشك الوضع.
وقالت وزيرة الخارجية الاسترالية جولي بيشوب يوم الثلاثاء إن استراليا اعلنت عن 7.5 مليون دولار أمريكي كمساعدات إنسانية للعراق للقيام بالعملية من أجل التعامل بشكل مناسب مع الأزمة الإنسانية الممكنة.
وقالت حكومة نيوزلندا أيضا إنها ستقدم مليون دولار نيوزلندي (718600 دولار أمريكي) لمساعدة اللاجئين القادمين من الموصل.
وقالت الأمم المتحدة إن تحرير الموصل من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية يجب ان يتبعه حوار يؤدي إلى تحقيق السلام والاستقرار في البلاد.