بكين 19 أكتوبر 2016 /توقع تقرير أعدته احدى أشهر الجامعات الصينية أن يشهد التعاون الصيني التركي مزيدا من الفرص بفضل تنفيذ مبادرة "الحزام والطريق" الصينية ، على الرغم مما شهده حجم التجارة بين البلدين من انخفاض في السبعة أشهر الأولى من العام الحالي.
فقد كشفت بيانات رسمية واردة من وزارة التجارة الصينية أن الصادرات والواردات بين الصين وتركيا في الفترة ما بين يناير ويوليو الماضيين، قد انخفضت بنسبة 0.8 بالمائة على أساس سنوي لتصل إلى 15.77 مليار دولار أمريكي.
وهبطت صادرات تركيا إلى الصين في نفس الفترة بنسبة 19 بالمائة إلى 1.15 مليار دولار أمريكي ، بينما ارتفعت صادرات الصين إلى تركيا بنسبة 1 بالمائة لتبلغ 14.62 مليار دولار أمريكي، ما شكل 12.8 بالمائة من اجمالي واردات تركيا ، بارتفاع 1.2 نقطة مئوية قياسا إلى نفس الفترة من العام المنصرم.
ومازالت الصين أكبر المصدرين إلى تركيا ، ويحتل حجم سوقها المرتبة الـ19 على قائمة مقاصد الصادرات الصينية.
وتوسع فائض التجارة لصالح الصين أمام تركيا ، حيث بلغ 13.48 مليار دولار أمريكي في هذه الفترة لتصل نسبة الزيادة إلى 3.2 بالمائة على أساس سنوي.
وقال محللون إن اقتصاد تركيا التي تعتمد بشكل كبير على قطاعي السياحة والصادرات قد عانى من نتائج سلبية ناجمة عن الفوضى الكبيرة التي ما تزال تسود منطقة الشرق الأوسط ، ما ألحق به خسائر فادحة.
وعلى الرغم من ذلك، فقد أكد المحللون أن أفق التعاون الاقتصادي بين البلدين مازال هائلا ، ولا سيما في ظل ما كشفته الأرقام الرسمية الصادرة التي تشير لزيادة صادرات الصين المستقرة إلى تركيا، وذلك بفضل تنفيذ الصين مبادرة "الحزام والطريق" لتوسيع وتعميق التعاون في جميع المجالات الاقتصادية مع الدول الواقعة ضمن منطقة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري في القرن الـ21 خلال الأعوام الماضية.
وفي السياق ذاته، أشار التقرير الصادر عن جامعة بكين إلى أن المبادرة الصينية خلقت فرصا كبيرة للمستقبل في مجال التعاون الاقتصادي بين البلدين.
وتوقع التقرير أن تتركز التعاونات في إطار مبادرة "الحزام والطريق" على اربعة مجالات اقتصادية رئيسية مثل المواصلات والطاقة والتجارة والسياحة.
ولفت التقرير إلى طموح تركيا دخول نادي الدول العشر الكبرى اقتصاديا في العالم قبل حلول عام 2023، حيث تجاوز حجم تجارتها الخارجية تريليون دولار أمريكي، فيما بلغت صادراتها أكثر من 500 مليار دولار أمريكي سنويا، ما يعكس رغبة البلاد فى توسيع حجم التجارة الخارجية وجذب المزيد من الاستثمارات من الخارج.
وفي مجال المواصلات ، نقل التقرير عن مسؤولين أتراك قولهم لوسائل اعلام صينية إن تركيا وضعت خططا لبناء عشرة آلاف كيلومتر من سكك الحديد الفائقة السرعة قبل حلول عام 2023، إضافة إلى 5000 كيلومتر من الخطوط العادية، فضلا عن توسيع إحدى الموانئ التركية لتصبح من بين أكبر عشر الموانئ في العالم، ورغبة تركيا الواضحة فى التعاون مع الصين في هذا المجال خصوصا لبناء المشاريع الكبيرة.
وبالنسبة إلى التعاون في قطاع الطاقة، أشار التقرير إلى افتقار تركيا إلى الطاقة ، حيث تنفق كل سنة تقريبا 60 مليار دولار أمريكي لاستيراد الوقود الاحفوري، ما دفعها لتنمية قطاع الطاقة النووية التي تمتلك فيها الصين ميزات بارزة أهّلت مؤسسات صينية لدخول سوق الطاقة النووية في تركيا.
وعلاوة على ذلك ، تجري الصين وتركيا مشاريع تعاونية في مجالي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ، ومن المتوقع أن تتسرع خطواتهما بفضل تنفيذ مبادرة "الحزام والطريق" بشكل أوسع في المستقبل.
واقترح التقرير زيادة الاستثمارات الصينية في قطاع التجارة التركية لتخفيف عجزها التجاري بحسب مبادرة "الحزام والطريق"، مؤكدا أن المنتجين الصينيين سيستفيدون من الميزات الانتاجية في تركيا من خلال توسيع استثماراتهم فيها.
ونظرا لأن الصين وتركيا دولتان عريقتان تقعان على طريق الحرير، فقد لفت التقرير إلى دور الثقافة والسياحة في البلدين، مشيرا الى اقتراح مبادرة "الحزام والطريق" لتركيز التعاونات بين الجانبين على قطاع التعليم إلى جانب السياحة والأفلام .