المنيا، مصر 16 أكتوبر 2016 / اعتبر مدير متحف "ملوي" المصري أحمد الليثي، إعادة افتتاح المتحف رسالة بأن الشعب قادر على مواجهة تحديات الإرهاب، وحماية آثاره.
يعد متحف ملوي الذى يقع فى محافظة المنيا، جنوب القاهرة، والذى أنشئ خلال عام 1962، فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، من أكبر المتاحف الإقليمية في مصر.
وتعرض المتحف فى 14 أغسطس 2013 للاقتحام والتدمير من قبل العشرات من البلطجية واللصوص، الذين نهبوا آنذاك كافة محتويات المتحف.
وأعادت مصر قبل أيام افتتاح متحف ملوي بعد استعادة مقتنياته وترميمها.
وقال الليثي، في مقابلة مع وكالة أنباء (شينخوا)، إن ما حدث عقب فض قوات الأمن اعتصام أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي بميداني "رابعة العدوية" و "النهضة" في عام 2013 من اقتحام وحرق المتحف والاستيلاء على محتوياته "لن يحدث ثانية مطلقا".
وأضاف إن كل إجراءات الحماية أصبحت متوفرة بالمتحف حاليا، حيث تم وضع أحدث كاميرات مراقبة وأجهزة إنذار للتنبيه بالسرقة والحريق، إلى جانب تركيب أبواب مصفحة وزجاج فتارين غير قابل للكسر.
وتابع إن المجتمع نفسه أدرك أهميه الحفاظ على التراث والحضارة القديمة، التي تحكي تاريخه وتاريخ أجداده القدماء.
ورأى إن إعادة افتتاح المتحف تؤكد أن " الشعب المصري قادر على التصدي للإرهاب ومواجهة تحدياته، وحماية آثاره التي تحكي للعالم أجمع مدى ما وصلت إليه الحضارة المصرية".
وأشار إلى أن المتحف كان يحتوي على 1089 قطعة آثرية قبل عملية الاقتحام، تعرضت جميعها للسرقة باستثناء 46 قطعة، لصعوبة حملها، لكنها لم تسلم هي الأخرى من التحطيم في مكانها، وهي عبارة عن توابيت كبيرة وشواهد قبور.
وأوضح أنه تم استرداد 944 قطعة على مراحل مختلفة، بفضل مباحث الآثار في محافظة المنيا، وتم ترميمها وعرضها في المتحف.
وقدر الليثي التكلفة الإجمالية لأعمال تطوير المتحف بـ 11 مليون جنيه (الدولار الأمريكي الواحد يعادل نحو 8.87 جنيه مصري)، قدمتها محافظة المنيا منها سبعة ملايين، إلى جانب منحة ايطالية قيمتها أربعة ملايين جنيه في إطار مشروع مبادلة الديون.
ونوه بتغيير سيناريو العرض داخل المتحف، ليبدأ بتمثال للأسرة باعتبارها عامود المجتمع، إلى جانب ثلاث صالات عرض، بعد الاستغناء عن صالة رابعة كانت في المتحف قبل عمليه الاقتحام.
وأردف إن الصالة الأولى تضم القطع الخاصة بالصناعات كالفخار والأواني الفخارية وأدوات الزينة والإضاءة والحرف اليدوية والصناعات القديمة.
بينما تضم الصالة الثانية القطع الخاصة بالحياة الجنائزية، فضلا عن مقبرة لشخص يدعي حنوح تعرض للمرة الأولى، بعد اكتشافها في عام 2007 بدير البرشا بواسطة بعثة بلجيكية، وتحتوي على تماثيل للمعبودات والتوابيت.
في حين تشمل الصالة الثالثة قطع تميز الحضارات المتعاقبة على مصر القديمة في مجالات مثل الطب والعلوم والحضارة الرومانية والفن القبطي والإسلامي.