القاهرة 22 سبتمبر 2016 / رأى محللون اليوم (الخميس)، أن مصر تحولت إلى "نقطة انطلاق" للمهاجرين غير الشرعيين، الذين اعتبروها "بديلا قويا ومتاحا" لتركيا وليبيا، اللتين كانتا وجهتين أساسيتين لهم باتجاه أوروبا.
وتعرض مركب انطلق من محافظة البحيرة المصرية، وعلى متنه مئات المهاجرين غير الشرعيين للغرق أمس في مياه البحر المتوسط.
وانتشلت قوات الإنقاذ 55 جثة في أحدث حصيلة لضحايا الحادث حتى الآن، إلى جانب إنقاذ 163 شخصا، فيما لا يزال البحث جاريا عن باقي الضحايا.
وبالتزامن مع الحادث، ضبطت القوات المسلحة المصرية مركب آخر على متنه 294 مهاجرا غير شرعي.
ولا يكاد يمر أسبوع إلا وتعلن القوات المسلحة عن ضبط مهاجرين أثناء محاولتهم الهجرة غير الشرعية.
وفي هذا الصدد، قال فادي الحسيني الخبير في شؤون الشرق الأوسط إن حادث غرق مركب يقل مئات المهاجرين غير الشرعيين قبالة السواحل المصرية هز العالم، في وقت يجتمع فيه قادة العالم في نيويورك لبحث عدة قضايا بينها مشكلة اللاجئين والهجرة غير الشرعية.
وأضاف لوكالة أنباء (شينخوا)، إن "هذا الحادث ليس الأول من نوعه ولن يكون الأخير، إلا أنه ألقى الضوء على مكان جديد لانطلاق رحلات الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا وهو مصر، بينما كانت ليبيا وتركيا نقاط الانطلاق للهجرة غيرالشرعية إلى القارة العجوز".
وتابع إن " التطورات الميدانية الأخيرة أفقدت هذين البلدين (أي ليبيا وتركيا) تلك الأهمية بالنسبة لمهربي المهاجرين غير الشرعيين، الذين باتوا يفضلون مصر كمكان لانطلاق العديد من رحلات الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا".
وواصل " هذه حقيقة واضحة، ويجب على المجتمع الدولي خاصة أوروبا التعامل معها بشكل جدي، وربما يستغرب البعض لماذا حدث هذا التغير؟".
وأردف " من الواضح أن الاتفاق بين أوروبا وتركيا حول اللاجئين والهجرة أعطى مؤشرا واضحا إلى أن الهجرة غير الشرعية التى تنطلق من تركيا تلقت ضربة قوية".
ورأى أن " الحرب الدموية في ليبيا، وظهور وتمدد داعش هناك، جعل ليبيا مكان غير مرغوب فيه بالنسبة لمنظمي الهجرة غير الشرعية وحتى للمهاجرين أنفسهم".
وتابع إن " التعاون الوثيق بين الحكومتين الليبية والإيطالية لمكافحة الهجرة غير الشرعية، والذي توج في هذا الشهر بتوقيع اتفاق في هذا المجال بين البلدين، زاد من التحديات" بالنسبة لمهربي المهاجرين غير الشرعيين.
واستطرد " في المقابل، فإن مصر وضعها مستقر، وقريبة من أوروبا خاصة إيطاليا واليونان وقبرص، كما أنها تتمتع بشواطئ طويلة ومفتوحة على الدول العربية والأفريقية".
وزاد " كل هذه العوامل جعلت من مصر نقطة انطلاق مثالية للهجرة غير الشرعية، ومقصدا لمهربي المهاجرين وللمهاجرين غير الشرعيين على حد سواء، الذين رأوا في مصر بديلا قويا ومتاحا بالنسبة لهم".
وقال إن " هذا يتطلب في الوقت الراهن رد فعل قوي وسريع من المجتمع الدولي وليس فقط مصر، فمساعدة الأخيرة في مواجهة الهجرة غيرالشرعية أصبح أمرا واجبا، ويجب أن تكون أولوية للمجتمع الدولي".
وحذر من أنه " كلما كانت عملية مواجهة الهجرة غير الشرعية بطيئة، كلما فقدنا عددا أكبر من المهاجرين الذين يبحثون عن فرص أفضل للحياة".
وشاطره الرأى محمد شحاته رئيس الجمعية المصرية للنقل، داعيا الدول الأوروبية بالعمل على دعم مصر اقتصاديا لمواجهة الهجرة غير الشرعية.
وقال شحاته لـ"شينخوا"، إن تأخر أوروبا فى دعم مصر سيفتح الباب لزيادة الهجرة غير الشرعية، التي ستتسبب في مشاكل تزيد من الضغوط على الحكومات الأوروبية.
ورأى أن الدعم الأوروبى لمصر والدول المطلة على البحر المتوسط سيحمى القارة العجوز من مشاكل عديدة.
في الوقت ذاته، دعا شحاته مصر إلى تغليظ العقوبات ضد المتورطين في تنظيم رحلات الهجرة غير الشرعية.
ok