دمشق 20 سبتمبر 2016 / نفى الجيش السوري ووزارة الدفاع الروسية يوم الثلاثاء الاتهامات التي وجهت إليهما باستهداف قافلة مساعدات بالقرب من مدينة حلب، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، في حين علقت الأمم المتحدة توصيل المساعدات الإنسانية في سوريا.
ونقلت وكالة الأنباء السورية ((سانا)) عن مصدر عسكري قوله إنه "لا صحة للأنباء التي تتناقلها بعض وسائل الإعلام عن استهداف الجيش النظامي قافلة مساعدات إنسانية في ريف حلب".
من جانبها، نقلت وكالات أنباء روسية عن الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف قوله إن "الطائرات الحربية الروسية وكذلك السورية لم تنفذ أي قصف جوي ضد قافلة إنسانية بالقرب من حلب".
وكان الكرملين أعلن في وقت سابق من يوم الثلاثاء أن موسكو تتحقق من الأنباء بشأن استهداف شاحنات إغاثة بريف حلب، وذلك بعد الاتهامات التي وجهت لها بأنها المسؤولة عن الحادثة.
وأوضح اللواء "درسنا بدقة شريط الفيديو الذي نشره النشطاء من مكان الحادث ولم نجد ما يدل على إصابة قافلة الشاحنات بأية ذخائر حربية. ولم يظهر أي حفر في المكان ولا أية إصابات في هياكل الشاحنات أو تناثرها لقطع نتيجة موجات انفجارات القنابل الجوية. كل ما عرض في الفيديو كان النتيجة المباشرة لحريق بدأ وبشكل غريب في وقت واحد مع بدء الهجوم الشامل للمسلحين في حلب".
وأشار كوناشينكوف إلى أن خط سير القافلة يمر عبر مناطق تخضع للفصائل المسلحة، ولذلك قام مركز المصالحة الروسي يوم الاثنين، بمرافقة القافلة المذكورة بطائرات بدون طيار.
وشدد الجنرال على أن الحمولة وصلت بأمان وسلام إلى نقطة النهاية المحددة لها في تمام الساعة 13:40 بتوقيت موسكو. وبعد ذلك توقف المركز الروسي عن مراقبتها وبات مصير القافلة وكافة المعلومات عن مكان تواجدها بحوزة الفصائل المسلحة الذين يسيطرون على المنطقة المذكورة.
واتهم الضابط الروسي "إرهابيين" من جبهة النصرة بشن هجوم شامل وكبير في ذلك الاتجاه في حلب و"بدعم من المدفعية وراجمات الصواريخ".
وكانت موسكو أعلنت في وقت سابق أن الجيش النظامي مدعوما بطائرات القوات الجوية الروسية صد مساء الاثنين هجوما نفذته مجموعات متقدمة لجبهة النصرة في الضواحي الجنوبية الغربية لحلب.
وسقط قتلى وجرحى يوم الاثنين بينهم مدير مركز الهلال الأحمر السوري وعدد من الموظفين والمتطوعين الآخرين جراء قصف جوي استهدف قوافل المساعدات الإنسانية في منطقة أورم الكبرى بريف حلب الغربي، في حادثة وصفتها مصادر معارضة "بالمجزرة" وسط تضارب بالأنباء بخصوص مصدر القصف، حيث تحدثت بعض المصادر أن الطيران النظامي هو المسؤول عن ذلك, في حين اتهمت مصادر أخرى الطيران الروسي.
وفي سياق متصل علقت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء ، كافة قوافل المساعدات في سوريا بعدما تعرضت شاحناتها لقصف جوي بريف حلب الغربي, والذي أسفر عن مقتل وجرح العشرات.
ونقلت وسائل إعلام غربية عن المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لاركه قوله إن "المنظمة الدولية علقت تحركات كل قوافل المساعدات في سوريا بعد أن أصابت ضربة جوية قافلة من 31 شاحنة في وقت متأخر يوم الاثنين".
أضاف المتحدث أنه "تم تعليق تحركات القوافل الأخرى في سوريا في الوقت الحالي كإجراء أمني فوري، في انتظار المزيد من التقييم للوضع الأمني" ، مشيرا إلى أن "الأمم المتحدة حصلت مؤخرا على إذن من الحكومة السورية بتوصيل مساعدات لجميع المناطق المحاصرة في البلاد".
وعلق الصليب الأحمر في وقت سابق من اليوم، قوافل مساعدات لأربع بلدات سورية، في إشارة لبلدتي الفوعة وكفريا في إدلب وبلدة مضايا التي يحاصرها النظام والزبداني القريبة من الحدود اللبنانية، على أنها ستؤجل حتى يعيد موظفو اللجنة تقييم الأمن بعد هجوم دام على شاحنات إغاثة وتصاعد العنف.
وكانت الأمم المتحدة أفادت أن 18 شاحنة على الأقل من أصل 31 شاحنة مشاركة في قافلة المساعدات الإنسانية دمرت ليل الاثنين وهي في طريقها لتقديم المساعدات الإنسانية إلى بلدة أورم الكبرى.
وجاء ذلك عقب يوم من سقوط قتلى وجرحى، بينهم مدير مركز الهلال الأحمر السوري وعدد من الموظفين والمتطوعين الآخرين جراء قصف جوي استهدف قوافل المساعدات الإنسانية في منطقة أورم الكبرى بريف حلب الغربي، في حادثة وصفتها مصادر معارضة "بالمجزرة" وسط اتهامات للجيش النظامي وسلاح الجو الروسي بارتكابها.
وفشلت عملية إدخال المساعدات الإنسانية إلى أحياء حلب، بناء على الاتفاق الأمريكي الروسي، وذلك وسط اتهامات للنظام السوري بعرقلة إدخال المساعدات، ودعوات تطالب موسكو بالضغط على الحكومة السورية من أجل إيصالها في حين أعلنت الخارجية السورية أن السلطات قامت بالمطلوب لتسهيل وصول المساعدات إلى حلب.