نيويورك 20 سبتمبر 2016 / اجتمع رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ هنا يوم الثلاثاء مع مجموعة من الشخصيات الرائدة في قطاعات المال والمراكز البحثية والإعلام لبحث العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وكان من بين الحاضرين الـ17 وزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر، ووزير الخزانة الأمريكي السابق هنري بولسون، وعمدة مدينة نيويورك السابق مايكل بلومبرغ، والرئيسة والمديرة التنفيذية لشركة "آي بي أم" جين رومتي، والرئيس والمدير التنفيذي لشركة "بلاكستون" ستيفن شوارزمان، ورئيس جامعة كولومبيا لي سي. بولينغر، ومقدم البرامج بمحطة "بي .بي .أس" والصحفي تشارلي روز.
وقال لي في كلمته الافتتاحة خلال المحادثات المغلقة "إنها لحقيقة أن الصين والولايات المتحدة تتمتعان بعلاقات سياسية مستقرة وبتعاون اقتصادي وتجاري وثيق للغاية".
وذكر رئيس مجلس الدولة الصيني، الذي وصل إلى هنا لحضور سلسلة من مؤتمرات الأمم المتحدة، "قيل لي أنه في كل ثانية يقوم أحد العملاء الصينيين بشراء جهاز آى فون".
ولدى إشارته إلى أن مجموعة "الأصدقاء القدامي"و"الأصدقاء الجدد" ذات تمثيل وتأثير كبيرين، لفت لي إلى أنه سعيد جدا بأن تتاح له هذه الفرصة لتبادل وجهات النظر معهم حول العلاقات الصينية- الأمريكية وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وتابع بقوله أن هذا يتفق مع المصالح الجوهرية للشعبين ويصب في صالح السلام والتنمية والرخاء العالمي بالنسبة للصين والولايات المتحدة، أكبر دولة نامية وأكبر دولة متقدمة، للحفاظ على علاقات سياسية مستقرة وعلاقات اقتصادية وثيقة.
وأقر بأنه لا مفر من أن تختلف البلدان في بعض المجالات بسبب اختلاف خلفياتهما الثقافية وظروفهما الوطنية، مؤكدا على أنه يتعين على الجانبين التركيز على التيار الرئيسي والاتجاه العام للعلاقات الثنائية
و"رغم أن العلاقات الصينية- الأمريكية مرت بفترات صعود وهبوط في العقود الأربعة الماضية تقريبا منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية، إلا أن الأمور تسير دائما على ما يرام، مثل السماء عندما تصفو بعد هطول المطر"، هكذا قال لي. كما أعرب عن أمله في أن يساعد هؤلاء الحاضرين للاجتماع في مواصلة دفع العلاقات بين البلدين من خلال اتخاذ إجراءات ملموسة.
ولدى تأكيده على أن الصين ستواصل إتباع سياسة الانفتاح، ذكر لي أن بكين ستعمل بجهد أكبر لتبسيط الإدارة، ومنح مزيد من الصلاحيات للمستويات الأدنى، وحماية حقوق الملكية الفكرية من أجل تهيئة مناخ عمل أفضل وأكثر ملائمة .
وأشار رئيس مجلس الدولة الصيني إلى أن "التعاون الاستثماري بين الصين والولايات المتحدة يتمتع بإمكانات كبيرة، وأثق بأن الشركات الأمريكية ستشهد أيضا سوقا آخذة في التوسع في الصين".
وقال إن المفاوضات المتعلقة بمعاهدة الاستثمار الثنائية تبعث بإشارة واضحة للشركات من البلدين مفادها أن الاستثمارات المتبادلة جيدة ومستقرة.
وذكر لي إنه يأمل في أن تخفف الولايات المتحدة القيود المفروضة على صادرات المنتجات ذات التكنولوجيا الفائقة وفي أن تتوصل الدولتان إلى معاهدة الاستثمار الثنائية في وقت مبكر.
وحول البيانات الكبيرة والحوسبة السحابية، أشار لي إلى أن هذه الصناعات الناشئة شهدت تطورا سريعا في الصين.
وقال "رغم أنها جلبت بعض المشكلات المتعلقة بأمن المعلومات، إلا أنها مفيدة للتحول والتنمية اللذين تشهدهما الصين".
وذكر أن "صناعات البيانات الكبيرة والحوسبة السحابية في الصين ينبغي أن تكون مفتوحة وآمنة"، وسوف تتعاون الصين مع شركات أجنبية في البحث عن نمط تعاون يكون مناصرا للانفتاح ومناصرا للأمن.
ووصف لي الاتجاه الحالي المناهض للعولمة بأنه "مجرد انتكاسة أثناء عملية العولمة"، قائلا إن العالم بحاجة إلى إصلاح عيوب العولمة بدلا من مجرد التخلى عنها.
كما قال إن الصين، وهي مدافع حازم عن التجارة الحرة، ستواصل دفع التجارة الحرة داخل إطار منظمة التجارة العالمية.
واتفق المشاركون الأمريكيون في أن العلاقات الصينية- الأمريكية تعد أحد أهم العلاقات الثنائية في العالم. وفي ظل ارتباط الدولتين بمصالح مشتركة واسعة وما لديهما من رغبة قوية في تطوير العلاقات، يتعين على الجانبين تعزيز التعاون في مجالات تشمل السياسة والاقتصاد والتجارة والتبادلات الشعبية من أجل بناء علاقات ثنائية قوية ووثيقة.
واشاد الحضور بإجراءات الإصلاح التي طرحتها الحكومة الصينية، قائلين إنهم على استعداد للمشاركة في هذه الاصلاحات ومواصلة توسيع التعاون مع الصين، أملا في تقديم المزيد من الاسهامات لتنمية العلاقات الثنائية.
جاء هذا الاجتماع بعد يوم واحد من اجتماع رئيس مجلس الدولة الصيني في نيويورك مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وفي ذلك الاجتماع ، دعا لي إلى بذل جهود ملموسة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وأشار إلى أن تعزيز اتفاقات التعاون الصينية-الأمريكية يتفق مع المصالح الجوهرية للشعبين والأمل المشترك للمجتمع الدولي، معربا عن رغبة الصين في تعميق التعاون الثنائي والإقليمي والعالمي في شتي المجالات .
ومن جانبه، أكد أوباما مجددا أن بلاده تدعم عملية الإصلاح الجارية في الصين وأعرب عن أمله في أن يحرز الجانبان مزيدا من التقدم في المحادثات المتعلقة بمعاهدة الاستثمار الثنائية.
ومن المقرر أن يحضر لي المناقشة العامة للدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم (الأربعاء) قبل توجهه إلى كندا لمواصلة جولته الأمريكية والتي سيزور خلالها أيضا كوبا.