بكين 31 أغسطس 2016 / يتطلع مراقبو السياسات في العالم إلى قمة مجموعة العشرين التي ستعقد في مدينة هانغتشو بشرق الصين في بداية شهر سبتمبر لإيجاد طرق لاعادة الاقتصاد العالمي إلى مساره.
وتعد هذه لحظة مهمة أيضا تلقي الضوء على قيادة الصين، حيث أنه من المتوقع أن تشهد القمة توافقات وتدابير منسقة لمواجهة التحديات التي تواجه الدول المتقدمة والدول النامية.
وقال جون كيرتون، المدير المشارك لمجموعة بحوث مجموعة الـ20 في جامعة تورنتو بكندا "نعقد آمالا كبيرة على قيادة الصين مجموعة الـ20."
وليس السبب فى هذا أن الصين هي ثانى أكبر اقتصاد فى العالم وقوة هامة في النمو العالمي فحسب، فيقول رامون باتشيكو باردو، وهو محاضر كبير في العلاقات الدولية في كينجز كوليدج بلندن إن "الدور الذي تستطيع أن تؤديه الصين في جمع الدول المتقدمة والدول النامية معا مهم للغاية فى الوقت نفسه ".
ويرى كيرتون أن قيادة الصين تعتمد أيضا فيما تعتمد على "حكمتها القوية المستمرة فى التأقلم مع التوافق الساحق وتوافق شركائها لتحقيق نجاح جماعي".
وساعد هذا الانفتاح والرؤية الواسعة الصين في التحضير لقمة الـ20 لتكون قمة ناجحة. ومن بين جهودها بدء مجموعة عمل للتجارة والاستثمارية لمجموعة الـ20 وعقد اجتماع وزراء تجارة مجموعة الـ20 دوريا.
ووافق وزراء التجارة في شانغهاي الشهر الماضي على تقليل تكلفة التجارة واستغلال تماسك سياسات التجارة والاستثمار ودعم التجارة في الخدمات ،كجزء من جهود منسقة لدعم نمو التجارة العالمية الذي يحتل موضعا متقدما فى أجندة القمة كما وضعتها الصين.
وقال الوزراء في بيان مشترك إن التجارة والاستثمار يجب أن يظلا محركين مهمين للنمو والتنمية الاقتصادية العالمية.
وقال روبرت خان، وهو مسؤول كبير في الاقتصاد الدولي في مجلس الولايات المتحدة للشؤون الخارجية "إنني اعتقد أن هناك ضغوط حماية قوية في العالم. وما تستطيع أن تقوم به الصين في هذا الصدد يعد دورا مهما للغاية في إظهار القيادة، بالقول إننا نحتاج إلى مقاومة هذه الضغوط ونحتاج إلى أن نقوم بهذا بطريقة واقعية وذكية".
وبينما تناقش القمة مخاوف الدول المتقدمة بشأن قلة دوافع النمو، فمن المتوقع ايضا أن تفيد خطة النمو الذي يقوده الابتكار التى ستقدمها الصين في قمة هانغتشو ،الدول المتقدمة حيث ان الابتكار يعني ايضا انتشار التكنولوجيا القائمة.
ومن المتوقع أن تسعى قمة الـ20 تحت رئاسة الصين أيضا إلى إفساح المجال أمام دور قوي للدول النامية في إصلاح الاقتصاد العالمي والآليات المالية وإطلاق مبادرة لدعم الصناعة في أفريقيا والدول الأقل تقدما.
والتزمت الصين أيضا في القمة بوضع خطة عمل لتنفيذ أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 والتي ستضع التنمية في مقدمة أجندة السياسة الكلية لأول مرة في تاريخ مجموعة الـ20.
وقال كيرتون إن قيادة الصين مفيدة نظرا لرغبتها في العمل استنادا إلى التوافق ."إنه أمر واضح للغاية. ويتناسب بشكل أفضل مع الحوكمة في القرن الـ21."
وأشاد تريسترام سينسبري، الباحث في معهد لوي للسياسات الدولية في سيدني برئاسة الصين لقمة مجموعة الـ20 هذا العام باعتبارها من بين القمم الأعلى انتظارا لمجموعة ال 20 التي تعد منتدى للحوكمة الاقتصادية متعددة الأطراف.
ويرى المسؤول أن الصين من الممكن أن تكون طموحة وواقعية فى نفس الوقت، بينما تركز على أهداف عملية قليلة. " ونأمل أن تستطيع الصين أن تترك إرثا إيجابيا يتردد لسنوات قادمة."