الرئاسة الفلسطينية تندد بموقف الحكومة الإسرائيلية الرافض لتقرير أممي يدعو إلى وقف الاستيطان

رام الله 30 أغسطس 2016 / نددت الرئاسة الفلسطينية اليوم (الثلاثاء) بموقف الحكومة الإسرائيلية الرافض لتقرير أممي رصد تزايدا في النشاط الاستيطاني على الأراضي الفلسطينية ودعا إلى وقفه، معتبرة إياه "وصفة لتخريب عملية السلام".

وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية (وفا) إن موقف الحكومة الإسرائيلية من تقرير منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، بعدم شرعية الاستيطان الإسرائيلي "بمثابة وثيقة تكشف عن النوايا الحقيقية لهذه الحكومة تجاه عملية السلام من جهة، ومعاداتها السافرة للقانون والشرعية الدوليين".

وتابع "أن استمرار هذه السياسة الإسرائيلية المتحدية للمجتمع الدولي ولقرارات مجلس الأمن الدولي، واستمرار الاستخفاف بالجهود الإقليمية والدولية يعتبر رسالة واضحة لسياسة التهرب من كل المبادرات الساعية لخلق مناخ مناسب لإعادة الأمل بإمكانية إعادة الحياة للعملية السياسية في الشرق الأوسط".

وأضاف ابو ردينة أن "هذه السياسة وهذا التحريض المستمر خلق أوضاعا خطيرة يهدد بأفدح الأخطار على المنطقة بأسرها"، محذرا من تداعيات ذلك على مجمل الأحداث.

واعتبر أن "إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مواصلة الاستيطان واقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه والاستيلاء على ممتلكاته في الضفة الغربية والقدس (..) يثبت بأن حكومة الاحتلال ماضية في ذات الخيارات والسياسات التي أثبتت مرة تلو الأخرى بأنها وصفة لتخريب عملية السلام وتأبيد الاحتلال وبالتالي تأبيد الصراع".

وشدد ابو ردينة على أنه "من دون حل يرضي الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية فلن يكتب له النجاح، وسيؤدي إلى أوضاع لا يتحقق فيها الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها".

وكان ملادينوف قال في إحاطة قدمها إلى مجلس الأمن الدولي ليلة أمس الاثنين في جلسة حول الوضع في الشرق الأوسط فيما ذلك القضية الفلسطينية وتلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منها، إن إسرائيل تقدمت منذ يوليو الماضي بخطط لبناء أكثر من 1700 وحدة سكنية جديدة في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.

وأضاف ملادينوف أن استمرار البناء في انتهاك للقانون الدولي لن "يخلق الأمل للشعب الفلسطيني أو يحقق الأمن للإسرائيليين، لافتا إلى أن "كل هذه الخطط ستخلق مستوطنات غير شرعية جديدة، وأدعو إسرائيل إلى وقف وإلغاء هذه القرارات".

في المقابل، رفض ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية ما قاله ملادينوف بخصوص المستوطنات، معتبرا أن تصريحاته تشوه التاريخ والقانون الدولي وتبعد السلام.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن الناطق باسم رئاسة الوزراء قوله إن اليهود عاشوا في القدس وفي الضفة الغربية منذ آلاف السنوات وان تواجدهم هناك لا يشكل عائقا أمام السلام بل المحاولة المستمرة لإنكار الأواصر التي تربط اليهود بأقاليم دولتهم التاريخية ورفض الاعتراف بأنهم ليسوا غرباء فيها.

وأكد الناطق على أن الادعاء بأن البناء اليهودي في القدس ليس بقانوني "سخيف" كالادعاء بأنه لا يمكن للأمريكيين البناء في واشنطن والفرنسيين في باريس، مشددا على أن المطالب الفلسطينية بتطهير عرقي لليهود في الدولة الفلسطينية المستقبلية تقشعر لها الأبدان وأنه يجب على الأمم المتحدة شجبها بدلا من اعتمادها.

بدوره، وصف مندوب إسرائيل الدائم لدى الأمم المتحدة السفير داني دانون، بحسب ما نقلت عنه الإذاعة، تصريحات ملادينوف بأنها مكافأة للفلسطينيين .

وقال إنها تبعد الفرصة للتوصل إلى حل بين إسرائيل والفلسطينيين وتعكس نفاق المنظمة الدولية تجاه كل ما يتعلق بإسرائيل، داعيا الأمم المتحدة إلى تكريس جل جهودها في إزالة العائق الرئيسي أمام التوصل إلى حل في المنطقة ألا وهو الرفض الفلسطيني للتنديد بالإرهاب والعودة إلى طاولة المفاوضات.

ويعد ملف الاستيطان أبرز أوجه الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي وأحد الأسباب الرئيسية لتوقف آخر مفاوضات للسلام بين الجانبين في العام 2014.