كوالالمبور 27 أغسطس 2016 /مع تدفق المزيد والمزيد من الشركات الصينية على سوق جنوب شرق آسيا الآخذة في الازدهار، يتوقع خبراء ومسؤولون بالشركات أن يكون التوطين المحلي لأنشطة الأعمال أحد الأوجه الرئيسية لتعزيز التعاون في القدرة الصناعية بين الصين وأعضاء رابطة دول جنوب شرق آسيا.
فالعلاقات الودية طويلة الأمد والتقارب الجغرافي يتيح للصين ودول الآسيان مزايا فريدة في التعاون في مجال القدرة الصناعية، ولاسيما في ظل إطار مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21 التي تعرف اختصارا باسم مبادرة "الحزام والطريق".
ويرى لوي جيان رن من معهد بحوث الصين- الآسيان بجامعة قوانغشي إمكانات كبيرة للتعاون بين الصين والآسيان، إمكانات بنيت على أساس متين.
وقال في مقابلة أجرتها معه لوكالة أنباء ((شينخوا)) خلال ندوة عقدت بماليزيا "في الماضي تعاونا في قطاعات تقليدية مثل الزراعة، والآن نعمل في مجالات مثل البنية التحتية والمناطق الصناعية في ظل مبادرة الحزام والطريق".
وأشار إلى أن بعض دول الآسيان متخلفة في البنية التحتية، وهو مجال تتمتع فيه الصين بمزايا فيما يتعلق بالخبرات، مضيفا أن الصين قدمت أيضا دعما ماليا عبر آليات مثل البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وصندوق طريق الحرير.
وتدعو الصين دوما إلى تحقيق تعاون متكافئ الكسب مع الآسيان وتولي الشركات الصينية اهتماما أكبر بجلب منافع للمجتمعات والصناعات المحلية.
ومن جانبه، ذكر تانغ تشي مين عميد الكلية الدولية بمعهد بانيابيوات للإدارة في تايلاند أنه يتعين إجراء مزيد من الدراسة لسبل تحقيق التناغم بصورة أفضل بين المزايا الصناعية للصين واحتياجات دول الآسيان.
وقال لوي جيان رن إن "التوطين المحلي للأعمال مهم للغاية بالنسبة للتعاون في القدرة الصناعية".
وبالنسبة لشركة معدات السكك الحديدية الصينية، فإن مركز التصنيع الخاص بها في دول الآسيان والمتمركز بماليزيا يعد بمثابة استكشاف شامل للشركة لتوسيع عملياتها في الخارج والسعى لتحقيق تعاون في القدرة الصناعية. وقد جعلت الشركة التوطين المحلي للأعمال أحد أهم أولوياتها.
وذكر لي هونغ المدير العام للمركز "إننا نستخدم التوطين المحلي للأعمال سعيا لتحقيق انفراجة في التعاون في القدرة الصناعية".
ومع مرور عام على تشغيل المركز، آتت الجهود بالفعل ثمارها. ففي المركز المقام على مساحة 50 أكر في ولاية بيراك الماليزية، يمكن مشاهدة الفنيين المحليين وهم يعملون جنبا إلى جنب نظرائهم الصينيين.
وقال لي إن "أكثر من 80 فى المائة من إجمالي العاملين لدينا وأكثر من 90 فى المائة من الفنيين على خط الإنتاج من المحليين، كما إن هناك اثنين من المحليين من رؤساء إدارات المركز الأربع".
وأكد لي أن هدف مركز التصنيع الخاص بشركة معدات السكك الحديدية الصينية في دول الآسيان ليس فقط إرسال فنيين صينيين لإنجاز أعمال، وإنما أيضا تعزيز التنمية الاقتصادية المحلية وتدريب خبراء محليين، وهو هدف مشترك لدى المزيد والمزيد من الشركات الصينية.