بقلم/ عماد الأزرق
القاهرة 26 أغسطس 2016 / أكد رئيس مجلس ادارة رئيس تحرير وكالة أنباء (الشرق الأوسط) المصرية علاء حيدر، أن قمة مجموعة العشرين المقرر عقدها في سبتمبر المقبل في مدينة هانغتشو الصينية تعد فرصة لدفع التعاون الاقتصادي بين مصر والصين.
وقال حيدر ، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) ، إن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عندما يذهب إلى الصين للمشاركة في القمة سيحرص على استكمال ما اتفق عليه مع الرئيس شي جين بينغ في القاهرة وخلال زيارتيه لبكين خاصة ما يتعلق بتكامل وتزاوج طريق الحرير ومحور تنمية قناة السويس، باعتبار أن ذلك مصلحة مشتركة للطرفين.
وقام الرئيس شي بزيارة القاهرة في يناير الماضي فيما قام الرئيس السيسي بزيارة بكين في ديسمبر 2014، وسبتمبر 2015 للمشاركة في احتفالات الذكرى الـ 70 للحرب العالمية الثانية.
وتعقد قمة مجموعة العشرين يومي 4 و5 سبتمبر المقبل تحت عنوان "بناء اقتصاد عالمي ابتكاري ونشط ومترابط وشامل" ، ومن المتوقع أن تركز على الحوكمة العالمية والتنمية الاقتصادية والابتكار، لتصبح منصة مهمة تقدم الصين من خلالها حكمتها وخبراتها لبلدان العالم.
ولأول مرة في تاريخ قمم مجموعة العشرين، من المقرر أن يشارك عدد قياسي من الدول النامية في القمة المرتقبة للمجموعة التي ستستضيفها الصين أكبر دولة نامية في العالم.
ومن هنا يتضح أن قمة هانغتشو تولى اهتماما كبيرا بمشاركة الدول النامية ومن بينها الدول العربية فيها، إذ إنه بالإضافة إلى السعودية التي تعد دولة عضوا بمجموعة العشرين، دعت قمة هانغتشو مصر وهي دولة نامية نموذجية إلى المشاركة في القمة.
وقال رئيس وكالة أنباء (الشرق الأوسط) ان قمة العشرين تضم أفضل 20 اقتصادا في العالم، وأشار الى ان الصين دعت الرئيس السيسي لحضور القمة بصفته ضيف شرف منوها بما يتمتع به البلدان من علاقات متميزة وقوية.
وأوضح أن الصين رأت أن مصر باعتبارها دولة مهمة ومحورية ومستقرة في منطقة تموج بالتوترات والأحداث الدامية ، يمكن أن يكون لها دور محوري في تحقيق الاستقرار فيها.
واستعرض حيدر ما تمثله القمة بالنسبة لمصر ، موضحا أنها تمثل فرصة للقاهرة حتى تعرض الملفات والمشروعات الاقتصادية الكبرى على الدول المشاركة ومنها الهند التي سيزورها السيسي في طريقه للصين.
وتابع "كما أن مصر ستستغل هذه الفرصة للدفاع والتعبير عن القضايا العربية والافريقية وابرازها، وعلى رأسها القضية الفلسطينية".
ولفت حيدر الى أن القمة تكتسب أهمية كبيرة في جانب آخر باعتبار ان الصين تضعها تحت عنوان "تحفيز التجارة العالمية" ، مشيرا إلى أن العامين الماضيين شهدا قدرا من التراجع في الاقتصاد العالمي.
واضاف أن الصين بوصفها الاقتصاد الثاني الأكبر في العالم ترى أنه لابد من أن يحدث تحفيز في الاقتصاد العالمي وهو ما يصب في مصلحة مصر.
واشار إلى أن تراجع التجارة العالمية يؤثر بالطبع على عائدات قناة السويس التي تعد أحد أهم شرايين التجارة للعالم، موضحا أن مصر استطاعت تقليل تأثير هذا التراجع في العام الأخير بعد تنفيذ مشروع ازدواج وتوسيع وتعميق القناة.
واوضح ان المشروع مكن قناة السويس من استقبال سفن غاطسها وحمولتها اكبر برسوم أعلى بكثير مما عوض هذا التراجع وحافظ على عائدات القناة.
وأكد أن "مصر تسعى إلى تحويل قناة السويس من مجرد ممر مائي إلى منطقة لوجستية صناعية تكنولوجية زراعية خدمية سياحية".
وتابع "كان من المهم جدا أن يكون لهذا المشروع ظهير، وهو ما يمكن أن يحدث من خلال التكامل مع طريق الحرير تلك المبادرة الهامة التي أطلقها الرئيس الصيني حيث تقع مصر كنقطة محورية على هذا الطريق".
وأطلق الرئيس شي جين بينغ في عام 2013 مبادرة "الحزام والطريق"، من خلال بناء حزام اقتصادى لطريق الحرير وطريق حرير بحرى للقرن الحادى والعشرين.
وتستهدف المبادرة بناء شبكة للتجارة والبنية الأساسية تربط آسيا بأوروبا وافريقيا على طرق التجارة القديمة.
وقال رئيس وكالة أنباء (الشرق الأوسط) إن "أهم مايميز الصين أن تعاونها وعلاقاتها لاتقتصر على الدول الكبرى والغنية فقط كحال الدول الأخرى ، وانما تتمتع بعلاقات وثيقة مع الدول الأفريقية والعربية".
وأردف قائلا "ونحن باعتبارنا دولة عربية أفريقية فإن اهتمام الصين بالدول العربية والأفريقية يصب ايضا في صالح مصر، لذلك من الأهمية بمكان أن تشارك مصر ودول أفريقية بهذا المؤتمر".
ونوه بمساعدة الصين لدول افريقية كثيرة على تحقيق معدلات نمو عالية جدا، مشيرا إلى أن افريقيا تذخر بالموارد الطبيعية.
ولفت إلى أن القيادة الصينية مهتمة بتواجد الدول النامية في قمة العشرين لأنها تريد أن تكون هناك تنمية في جميع دول العالم، لأن ذلك عندما يحدث فإنه يصب في مصلحة الجميع.
واشاد رئيس وكالة انباء (أ.ش.أ) بما ابدته الصين من استعداد تام للتكامل والتعاون بين طريق الحرير وقناة السويس، مشيرا الى ان هناك استثمارات صينية في مصر والمطلوب أن تزيد هذه الاستثمارات في المرحلة المقبلة.
واشار إلى أن مصنع الالياف الزجاجية الذي اقامته الصين بخليج قناة السويس يصدر منتجاته لنحو 26 دولة أوربية وأفريقية وعربية.
وبين ان المشروع بدأ بعمالة بنسبة 80% من الصينيين، ولكن مع التدريب اصبحت العمالة المصرية تشكل 85%، وهو مايعني أن الصين يمكنها أن تقوم بدور كبير في تدريب العمالة المصرية، واقامة مشروعات مشتركة.
وأشار الى ان أهم ما يميز الصين أنها تسعى دائما في علاقاتها مع الغير إلى تحقيق الاستفادة والمكاسب المشتركة، وليس تحقيق مكسب من طرف واحد ، منوها بتقارب العادات والتقاليد والثقافة المصرية – الصينية.
وتناول حيدر الجهود التي يقوم بها الرئيس السيسي لتغيير وجه الاقتصاد المصري من اقتصاد خدمي قائم على السياحة ودخل قناة السويس وتحويلات المصريين بالخارج، إلى دولة صناعية أو على الاقل تأسيس مبادئ الدولة الصناعية بحيث تستطيع أن تنهض بالصناعة ، مؤكدا أن مصر تمتلك موارد طبيعية هائلة يمكن أن تقوم عليها الكثير من الصناعات.