فعاليات ثقافية تحتفي بـ 450 عاما من التبادلات بين الصين والمكسيك

مكسيكو سيتي 21 أغسطس 2016 / أنشئت الصين والمكسيك العلاقات الدبلوماسية في عام 1972، إلا أن تاريخ التبادلات فيما بين البلدين يعود إلى أكثر من 450 عاما مضت.

وفي متحف فرانز ماير بمدينة مكسيكو سيتي، يركز معرض قائم حاليا على استكشاف العلاقات التجارية بين البلدين في الفترة ما بين 1565 وحتى 1815.

وعند فجر التجارة العالمية، أبحرت السفن الشراعية الإسبانية من مانيلا في الفلبين إلى ميناء أكابولكو المكسيكي على ساحل المحيط الهادئ، حيث كانت تحمل على متنها الأقمشة والعدد المطلية والخزف والتوابل وغيرها من السلع المصنوعة في الصين بشكل رئيسي.

وقدمت تجارة السلع النشطة فرصا عديدة ومتواصلة أمام الثقافتين للتلاقي وإغناء كل منها للأخرى ، بما يمثل تطورا تاريخيا يتم الاحتفاء به حاليا كجزء من السنة الصينية الأمريكية اللاتينية للتبادل الثقافي.

في ذلك الوقت، مثّل ميناء مانيلا نقطة انطلاق لمصنوعات الحرير المطرز والعاج المنحوت وغيرها من المنتجات الصينية القيّمة، التي كان الطلب مرتفعا عليها في العالم الجديد.

وقال هيكتور ريفيرو بوريل، مدير متحف فراز ماير، للصحفيين في عرض مسبق يوم الثلاثاء، إن السفينة الشراعية الصينية هي التي "أدت إلى قيام أحد المشاريع التجارية الأكثر ديمومة (في التاريخ)، وهو مشروع أفضى إلى إنتاج ثروات وعمل في كل من القارتين".

بدورهم، أشار منظمو المعرض، وفقا لصحيفة ((ميلينيو)) اليومية، إلى أنه تم الطلب في كثير من الأحيان من فنانين صينيين ابتكار أعمال لتكريم رموز دينية أو ثقافية مكسيكية، ضاربين، كمثال على ذلك، صور العذراء التي ترتدي "زيا شرقيا".

ويضم المعرض حوالي 250 قطعة، البعض منها من المجموعة الخاصة لمتحف فرانز ماير وغيرها من متاحف في أسبانيا، التي حكمت المكسيك ومعظم الأمريكيتين في القرون الـ 16 والـ 17 والـ 18، حيث سيتم عرضها حتى نهاية شهر أكتوبر القادم.

وفي هذا الشهر، تحتفل الصين والمكسيك أيضا بعلاقاتهما من خلال أداء عروض موسيقية، بما في ذلك عرض لأوبرا بكين وأمسية مشتركة من الفنون المسرحية المكسيكية والصينية تحت عنوان "تكاتف الأيدي بين الصين والمكسيك".

وكتب السفير الصيني تشيو شياو تشي في صحيفة ((لاجورنادا)) اليومية، إنه "وسط الألحان والأغاني الراقية والجميلة، فإنه يمكن للجمهور الإحساس بشكل جيد بالسحر الفريد جراء المزج بين الثقافتين".

وأضاف أن "العرض كان انعكاسا صادقا للتبادل الثقافي النشط بين بلدينا، إن الصين والمكسيك حضارتان قديمتان ودولتان تمتلكان ثقافات غنية جدا، إن كل من الحضارتين تسلط الضوء على الأخرى وتتعلم من بعضها البعض".

وفي هذه السنة الأولمبية، أشار السفير أيضا إلى أن المكسيك والصين تعاونتا في مجالات أخرى، مثل الرياضة، حيث كانت مدربة الغطس الصينية ما جين عامل أساسي في دفع المواهب المكسيكية في الغطس إلى مصاف النخبة من الرياضيين الأولمبيين، ومن أجل ذلك، تم منحها وسام نسر الأزتيك، حيث يمثل أعلى تكريم يُمنح لأجنبي مقابل خدماته للبلاد.

وسيتم عقد المزيد من الفعاليات الثقافية في المستقبل القريب، ليس فقط في المكسيك، بل أيضا في بقية دول أمريكا اللاتينية.