الأخبار الأخيرة

أولمبياد ريو: كيف أذهلت الصين العالم؟

/مصدر: شينخوا/  15:31, August 22, 2016

    اطبع
 أولمبياد ريو: كيف أذهلت الصين العالم؟

ريو دي جانيرو 21 أغسطس 2016 / كانت واحدة من أكثر اللحظات المؤثرة في أولمبياد ريو رغم أنها لم تكن لها علاقة بإنجاز رياضي.

فما أن تقلدت خه زي ميداليتها الفضية الأولمبية في منافسات القفز من منصة متحركة من علو 3 أمتار حتى تقدم إليها زميلها الغطاس الصيني تشين كاي أمام المنصة.

وسرعان ما ارتسمت ملامح الدهشة والذهول على وجوه الجمهور عندما جثا الشاب على ركبته بخاتم بين أصابعه عارضا عليها الزواج.

لا أحد أندهش أكثر من خه. فقد تغلبت على عاطفتها والدموع تنهمر على جنبات وجهها. وقالت إنها توقفت وقالت نعم كما سمع دوي الهتافات في مركز ماريا لينك للرياضات المائية.

وأضافت خه " نحن نتواعد منذ أكثر من 6 سنوات ولم أكن أعرف أنه سيفعل ذلك"، وتابعت " تشن قال الكثير من الأشياء وقطع الكثير من الوعود لكن أعتقد أن الشئ الذي مسني أكثر هو إنني أعتقد أنه هو الرجل الذي أستطيع أن أثق به بقية حياتي".

وأعربت شي تينغ ماو التي كانت تقف بجانب خه على المنصة لاستلام الميدالية الذهبية في نفس السباق،عن سعادتها لزميلتها.

وقالت شي" لقد مرا بكثير من الأشياء في السنوات القليلة الماضية، وكانت تلك اللحظة المثالية بالنسبة لهما أن يعقدا قرانهما.. إنني سعيدة جدا لهما".

كانت هذه اللحظة رمزية للصين الجديدة التي برزت خلال هذه الألعاب. الصين كشفت عن عواطفها تركيزا على الروح الإنسانية والاحترام والصداقة أكثر من مجرد الفوز بالألقاب.

فقد أحرزت الصين 26 ميدالية ذهبية أي أقل مما حصلت عليه في أولمبياد لندن (38 ميدالية) وأولمبياد بكين (51 ميدالية ذهبية).

لكن قاو تشي دان، نائب رئيس اللجنة الأولمبية الصينية، قال إن البلاد تعتبر الألعاب نجاحا لا نظير له.

وأضاف قاو: " لقد جاء الرياضيون الصينيون إلى هنا لإظهار روحهم القتالية وليكونوا جسرا للصداقة وإظهار الجانب الأفضل للشعب الصيني".

وتابع" الناس ستتذكر أن هذه الألعاب كانت أكثر من مجرد تنافس على ساحة رياضية. الرياضيون الصينيون كانوا مسؤولون عن لحظات إنسانية عديدة أثلجت الصدر. أعربوا عن مشاعرهم بطريقة لم يسبق لهم القيام بها، وقربتهم إلى قلوب الرياضيين الآخرين والجمهور".

وكانت واحدة من الصور التي لا تنسى لهذه الألعاب صورة تشين لونغ وهو يبكي مثل الطفل في أحضان مدربه شيا شوان زه بعد فوزه بلقب فردي الرجال في بطولة تنس الريشة. وتشن الذي فاز بالبرونزية في لندن قبل أربع سنوات فاز على المرشح الماليزي للذهبية لي تشونغ ويي 21-18 و21-18 في النهائي.

كما شهدت رياضة تنس الريشة لحظة رياضية ملهمة عندما هزم لي البطل الأوليمبي الصيني المزدوج لين دان 15-21 و21-11 و22-20 في نصف النهائي.

ووضع الاثنان التنافس جانبا وتبادلا القمصان والعناق بعد المباراة في لفتة حازت على تصفيق حاد من المدرجات.

ولخصت وو جينغ يو، البطلة الأولمبية الآخرى، نظرة الصين الجديدة بعد خسارتها في منافسات وزن 49 كلغ في الدور ربع النهائي للتايكوندو أمام الصربية تيجانا بوغدانوفيتش .

وقالت وو " العقلية قد تغيرت. الفوز والخسارة ليسا كل شئ. سأحاول بطبيعة الحال دائما أن أبذل قصاري جهدي وهدفي هو الفوز على خصمي. لكن في الصين لم نعد ننظر إلى عدد الميداليات للحكم على إذا ما كان الرياضي كبير أم لا".

وبرز رقي الإنتصار على الخصم في حكاية دينع نينغ التي فازت بذهبيتين في فردي وفرق تنس الطاولة. وخسرت الشابة قبل أربع سنوات أمام زميلتها لي شياو شيا بسبب أخطاء احتسبها الحكم غير قانونية في لحظات حاسمة من المباراة، إلا إنها تفوقت هذه المرة عليها وانضمت فيما بعد إلى لي وليو شي وين لهزيمة ألمانيا في حدث الفرق.

وعزت الفوز إلى مدربها البطل الأولمبي السابق ليو قو ليانغ لمساعدتها على التغلب على أعصابها قبل المباراة.

وقالت " كنت تحت ضغط كبير لكن ليو قال لي فقط انسي الماضي. احتجت أن أخرج من ذهني كافة الأفكار السلبية. الشئ المهم كان أن أقدم أفضل ما لدي من مهارات وروح تنافسية. كانت النصيحة حاسمة وساعدتني كثيرا".

ولم يفز أي أحد بقلوب عشاق الرياضة تماما مثلما فعلت السباحة فو يوان هوي. وحازت المحبوبة البالغة من العمر 20 عاما على البرونزية في سباق 100 م ظهر . بيد أن مقابلاتها الصريحة مع الصحفيين وتعابير وجهها المسرحية أحدثت ضجة كبيرة على الانترنت.

وصرخت في مقابلة تلفزيونية بعد جولة الدور قبل النهائي " لقد قدمت أفضل ما لدي".

وأضافت"كنت مريضة جدا في بداية العام. الشيطان يعلم ما مررت به. بأمانة، عندما كنت أتدرب في استراليا، كنت ربما مثل الميتة. بيد أن نتيجة اليوم مستحقة تماما. إنني في غاية السعادة والرضا".

وسرعان ما حازت المقابلة على انتشار واسع على مواقع التواصل الاجتماعي وتلقت فو طلبات كثيرة لإجراء مقابلات إلا أنها رفضت معظمها بطريقة مهذبة من باب التركيز على بقية برنامجها في 2016.

وأشادت محطة ((بي بي سي)) بالسباحة المحبوبة فو التي اعتبرتها واحدة من " الوجوه الثمينة التي أضاءات الألعاب الأولمبية"جنبا إلى جنب مع النجم الأمريكي مايكل فيليبس.

ومن بين أكثر الانتصارات المرضية للصين انتصار فريق كرة الطائرة سيدات الذي حول خسارته تحت قيادة المدربة لانغ بينغ في الشوط الأول إلى فوز مثير على صربيا بنتيجة 3-1.

وانهمرت دموع كل اللاعبات تقريبا بعد المباراة التي أعطت الصين ثالث ألقابها الأوليمبية في كرة الطائرة.

ووصف نائب رئيس البعثة الصينية تساي تشين هوا المدربة التي حازت على ذهبية لوس انغلوس عام 1984 بأنها " مصدر إلهام ورمز للرياضة الصينية".

وقال تساي إن تأثير الإستراتيجية البارعة والقوة التكتيكية برز هنا جليا. وقد كان تأثيرها قويا في دور نصف النهائي عندما فازت الصين على هولندا.

وأضاف " هذا النوع من الروح هو ما تحتاجه الفرق الرياضية الصينية والشعب الصيني. إنها مصدر الهام للكل، ليس فقط في كرة الطائرة لكن في كل مناحي الحياة".

وبدت الروح الإنسانية والنوايا الحسنة التي أظهرها الرياضيون الصينيون في ريو متناقضة بشكل صارخ مع سلوك مشكوك فيه من قبل بعض الوفود الأخرى .

وخلال منافسات السباحة خرق الرياضي الاسترالي ماك هورتون بشكل صارخ قيم الاحترام والصداقة والتميز الأولمبية عندما وصف الصيني سون يانغ بأنه "غشاش المنشطات".

وآثار التعليق إدانة واسعة ودفع اللجنة الأولمبية الدولية الى التحقيق في الواقعة.

وأٌعلن عن إيقاف سون 3 أشهر عام 2014 بعد تناوله مادة محظورة اكتشف أنه استخدمها بسبب مشكلات في القلب.

وأظهر الشاب البالغ من العمر 24 عاما كرامة عظيمة خلال الألعاب ورفض الدخول في حرب كلامية مع هورتون رغم استفزاز بعض المنافذ الإعلامية .

ورد سون بأفضل طريقة ممكنة عندما فاز بسباق 200م حرة ليزيد حصيلة ذهبياته الأولمبية إلى ثلاثة بعد فوزه في منافساتي 400م و1500 م في أولمبياد لندن.

وتورطت الولايات المتحدة أيضا في ذنب إجرامي وخرق اخلاقي عندما إدعي سباحوها ريان لوشتي وغونار بينتز وجاك كوغنر وجيمي فيجن السرقة تحت تهديد السلاح على إيدي لصوص متنكرين في زي الشرطة في طريق عودتهم إلى القرية الأوليمبية بعد حفل.

واعترف لوشتي الذي فر الى الولايات المتحدة عقب الحادث بأن القصة مفبركة بعدما أظهرت كاميرات المراقبة والشرطة البرازيلية أن السباحين قاموا بتخريب محطة للغاز.

وبدلا من الكذب والهروب من السلطات، قدمت الصين استجابة فورية وصادقة عندما ترددت أنباء عن فشل السباح تشين سين يي في اختبار المنشطات.

وطلبت الجمعية الصينية للسباحة من تشن عندما جاءت العينة ايجابية في 7 أغسطس أن يتجاوب بشكل كامل مع السلطات. وأكدت في بيان "إنها تعارض بحزم استخدام المواد المحظورة وستتعاون بنشاط مع تحقيق المحكمة الرياضية وستحترم حكمها النهائي".

والآن بلغ قطار أولمبياد ريو محطته النهائية. وبالنسبة للصين فقد إنشغلت في الأسبوعين الماضيين بانتصار المساعي البشرية والروح الإنسانية.

وحققت الصين 70 ميدالية 26 ذهبية و18 فضية و26 برونزية محتلة المركز الثاني في الترتيب النهائي.

وكانت رياضة الغطس الأكثر نجاحا حيث أحرزت الصين 7 من جملة 8 ميداليات ذهبية تليها رفع الأثقال بواقع 5 ميداليات وتنس الطاولة بـ4 ميداليات.

وقال وزير الرياضة ليو بينغ في مؤتمر صحفي " الوفد الصين لبى التوقعات وكان الرصيد إيجابيا. نحن فخورون بلاعبينا وبالطريقة التي أظهروا أنفسهم بها خلال المنافسات".

وأضاف ليو أن أكثر ميدالية أثرت على معنويات الشعب الصيني من بين كافة الميداليات كانت ذهبية كرة الطائرة سيدات.

وقال" كرة الطائرة ألهمت الوطنية الصينية وزادت الفخر والثقة بين الناس في البلاد".

وأضاف " الشئ المهم هو أن نتذكر أن متوسط عمر الوفد الصيني هو 24 عاما وهذا يشير إلى مستقبل مشرق للصين ونحن متفائلون بألعاب طوكيو 2020".

وتابع " ريو 2016 عززت الصداقات والتفاهم بين الشعوب وساعدت جهودنا لنصبح سفراء نوايا حسنة"، مختتما بأن " الألعاب حققت نجاحا كاملا".

صور ساخنة

أخبار ساخنة

روابط ذات العلاقة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×