الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> تبادلات دولية
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: هل حان الأوان للصين أن تتدخل في شؤون منطقة الشرق الاوسط؟

2016:08:18.16:46    حجم الخط    اطبع

بقلم/ تيان ون لين، الباحث المشارك في معهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة

هل من واجب الصين أن تتدخل في شؤون منطقة الشرق الاوسط؟ وكيف يكون التدخل ؟ هذا الموضوع بات يثير الاهتمام. حيث أن الزيارة التي قام بها وفد عسكري صيني مؤخرا الى سوريا والتوصل الى توافق في الآراء حول تعزيز تدريب الموظفين وتقديم المساعدات الانسانية الى سوريا، وضعت مرة أخرى أمام الجمهور.

يجب أن نرى أولا، بأن الصين لا يمكن أن تغيب طويلا عن شؤون منطقة الشرق الاوسط. والحديث من الناحية الايجابية، فإن مصالح الصين في الشرق الاوسط متزايد الأهمية. وفي الوقت الحاضر، اصبحت الدول العربية أكبر مورد النفط الخام للصين وسابع أكبر شريك تجاري لها، وسوق مهم للمقاولات والاستثمارات الصينية في الخارج. كما أن مبادرة " الحزام والطريق" لا تشمل منطقة الشرق الاوسط فقط، وأنما تقع في وسط ونقطة تقاطع في " الحزام والطريق". ولا يمكن للدبلوماسية الصينية أن تتوسع بدون توجيه الشرق الاوسط.

ومن الناحية السلبية، فإن الشرق الاوسط يعيش في فترة أكثر اضطرابا في ما يقرب من مائة سنة، تشدد فيه التناقضات الطائفية ، وانتشار التطرف، وشظايا كثيفة في الجغرافيا. واذا تساهل انتشار الاضطرابات في الشرق الاوسط، قد تمتد تأثيره الى الصين عاجلا أى آجلا، مثلما اصطدمت موجة اللاجئين في اوروبا. وأن استعادة الاستقرار في الشرق الاوسط بحاجة الى التعاون بين دول المنطقة والمجتمع الدولي. ولكن، تراجع القوة الامريكية في الشرق الاوسط حاليا، وباتت غير قادرة على أن تقوم بكل شيء، ومن الواضح أن استبعاد الصين وغيرها من القوى الاخرى لا يساعد على حل المشاكل في المنطقة. وتشارك الصين في شؤون الشرق الاوسط بشكل مناسب أمر طبيعي.

في الوقت الحاضر، لا يزال هناك فضاء واسع للسياسة الصينية في الشرق الاوسط. هناك استعارة حية في دائرة اكاديمية صينية: لفترة طويلة، الصين تلعب " الشوط الثاني" فقط من اللعبة في الشرق الاوسط، أي بناء الاقتصاد، في حين أن مشاركة الصين في " الشوط الاول" المتعلق بالمجالات الأمنية والسياسة والعسكرية، فدور الصين محدود. ومهمة الصين اليوم، هي بذل الجهود للمشاركة في كامل المباراة. في الواقع، هذه التغيرات قد بدأت. وفي سوريا على سبيل المثال، استخدمت الصين عدة مرات حق النقض في الامم المتحدة، وعينت مبعوث خاص لها لسوريا، وقدمت المساعدات الانسانية، ما يبين أن الصين قد بدأت في المشاركة في " الشوط الاول" من المباراة.

وتجدر الاشارة الى أن مشكلة منطقة الشرق الاوسط معقدة للغاية، وما تقوم به الصين في المنطقة ينبغي أن يكون من حيث المبدأ " معقول ، مفيد ، معتدل".

" معقول "، وهو تعزيز مزايا السياسة الصينية. وبمقارنة مع الدول الغربية، اكبر ميزة صينية هي سياستها الرشيدة،والمعقولة. و منذ تاسيس الصين الجديدة تصر الصين على " المبادئ الخمسة للتعايش السلمي"، لن تتنمر على الدول الصغيرة ولن تذلل الدول الضعيفة أبدا. ما جعلها تكسب ثقة ودعم عدد متزايد من بلدان الشرق الاوسط. وقال الرئيس الصينى شى جين بينغ خلال الجولة التي قام بها فى الشرق الأوسط في شهر يناير هذا العام، أن الصين "لا تبحث عن الوكيل، ولا تسعى الى إقامة نطاق النفوذ في المنطقة، ولا تتطلع الى ملء فراغ النفوذ" ووصل ذلك الى قلوب شعوب الشرق الاوسط. وأن مزيا السياسية الفريدة من نوعها يمكن أن تجعل الصين " طاقة ايجابية" لتحقيق الاستقرار في الشرق الاوسط. وأمريكا قلقة من التدخل الصيني في الشؤون السورية، من أجل التعاون مع روسيا لتقلص النفوذ الامريكية، هذا تماما مثل " اللئيم يحسب كل الناس لئاما ".

" المفيد" هو التاكيد على المنفعة المتبادلة، وبناء مجتمع ذي مصير مشترك. وأن التعاون الاقتصادي هو مفتاح تعميق التعاون بين الصين وبلدان الشرق الاوسط. وما نحتاج الاشارة اليه هو أن التعاون الاقتصادي ليس مجرد " شراء النفط" أو " بيع السلع" ولكن ايضا مساعدة الدول في الشرق الاوسط على تحقيق التصنيع. حيث أن أسباب الفقر وارتفاع معدلات البطالة والاضطرابات تعود الى عدم كفاية درجة التصنيع في منطقة الشرق الاوسط. وتسعى الصين حاليا بنشاط في التعاون الدولي على ساحة قدرة الانتاج، ولديها القدرات ونوايا لنقل القدرة الانتاجية المميزة الى الدول العربية وتساعد على تسريع عملية التصنيع في البلدان العربية.

" معتدل "، هو التوافق بين النية والقدرة، ما يعني العمل حسب قدرتها، وتجنب " القوة المفرطة". إن التناقضات في الشرق الاوسط معقدة، بالاضافة الى المسافة الجغرافية وقوة التأثير عكسيا، حينما أبعد المسافة، أضعف قدرة التاثير. الشرق الاوسط مجرد "محيط كبير" بعيد بالنسبة للصين، من الواضح انها أبعد بكثير من نطاق تاثير الصين، لذلك يجب على الصين تجنب الافراط في التدخل. 

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×