القاهرة 22 يوليو2016 / رجح محللون سياسيون، أن تحث محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا الرئيس رجب طيب أردوغان على مواصلة تحسين العلاقات مع القوى الإقليمية، في ظل توتر مرتقب مع الغرب.
وعلى مدار الأعوام الأخيرة، ظلت العلاقات التركية متوترة مع بعض دول الشرق الأوسط، مثل اسرائيل وسوريا ومصر والعراق لأسباب مختلفة.
كما توترت العلاقات التركية أيضا مع موسكو بعد إسقاط طائرة روسية في سوريا.
إلا أن أنقرة بدأت في الفترة الأخيرة في تطبيع علاقاتها مع اسرائيل، وتحسين العلاقات مع روسيا، وأجرت أيضا حوارا مع دول الخليج العربي، عملت خلاله على تحسين العلاقات مع السعودية.
" تركيا بدأت بالفعل فترة جديدة من الدبلوماسية مع دول المنطقة، حتى قبل محاولة الانقلاب في 15 يوليو الجاري، وبذلت الحكومة الجديدة تحت إدارة رئيس وزرائها بن علي يلديريم جهودا تقود الدولة مرة أخرى نحو سياسة خارجية أكثر براجماتية"، قال فادي الحسيني الباحث في شؤون الشرق الأوسط لوكالة أنباء (شينخوا) إن " الحكومة التركية قد تحركت بثبات لكسب أصدقاء إقليميين كانت قد خسرتهم في الخمسة أعوام المنصرمة".
وتابع إن الحوار التركي - الخليجي قد استؤنف عقب توقف نجم عن توتر العلاقات بعد عزل الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي في عام 2013، مشيرا إلى أن "النبرة الحكومية التركية قد تغيرت نحو العراق ومصر".
ورأى أن " التصالح المصري - التركي أصبح ممكنا، لأن العديد من الدول المؤثرة في المنطقة تدفع لتحقيق هذا الهدف"، في إشارة إلى السعودية وحلفائها.
وواصل إن "تركيا تدرك وزن مصر الإقليمي في المنطقة، واعتقد أنها ستحاول المصالحة مع مصر عاجلا أم آجلا، وفقا للتوجه الحالى للسياسة الخارجية لتركيا".
وأكد الحسيني أن " تصالح تركيا مع دول الخليج لا يكمن إنجازه بصورة كاملة بدون تسوية مع مصر التى تعد الحليف الأقرب لدول الخليج".
وشنت السلطات التركية ما أطلقت عليه "حملة تطهير" في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل، في صورة اعتقال وإقصاء والتحقيق مع حوالى 60 ألف، بينهم 2,700 قاضي، وأكثر من 3,000 جندي، وحوالى 15,000 مدرس، إلى جانب رجال شرطة وآخرين من موظفي الدولة.
وركزت حملة التطهير على المتهمين بالمشاركة أو التواطؤ في الانقلاب، أو من لديهم أي علاقة بالداعية التركي الذي يعيش حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية فتح الله جولن الذي يعتبر عدو أردوغان، الذي اتهمه بالوقوف وراء محاولة الانقلاب، بينما نفي جولن الأمر.
ويبدو أن هذه الحملة الأمنية قد أزعجت دولا أوروبية، وقد تؤثر على محاولات تركيا المستميتة للانضمام للاتحاد الاوروبي، كما اتضح في الكثير من تصريحات وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ارو الذي قال إن الانقلاب الفاشل ليس شيكا على بياض لأردوغان.
" قد تلقي محاولة الانقلاب بظلالها على العلاقات الأوروبية - التركية، حيث أن أردوغان ليس سعيدا بأن الدول الأوروبية كانت آخر من شجب محاولة الانقلاب خاصة ألمانيا"، قال ذلك محسن أبوالنور الباحث في الشؤون التركية.
وأضاف أبوالنور لـ"شينخوا"، إن أردوغان قد منع الأربعاء الماضي بعض المسئولين الألمان من دخول قاعدة جوية في تركيا، تستخدمها قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش.
وتابع " علاوة على ذلك، قطعت الكهرباء لفترة عن القاعدة الجوية إنجرليك العسكرية التي يرتكز فيها مخزن الأسلحة لحلف الناتو، ما جعل البنتاجون تدلي بتصريحات حول احتمال عدم استخدام هذه القاعدة في المستقبل، لكن تنسيق لاحق أدي إلى تسوية المسألة، وعاد العمل للقاعدة العسكرية".
وختم " لا تزال ألمانيا كعضو رائد في الاتحاد الاوروبي تحتاج لتركيا كشريك ناتو قوي، لكن اعتقد أن التطورات الأخيرة قد تسبب توترا بين تركيا والناتو في العام وربما العامين القادمين".