الرباط في 18 يوليو 2016/أبدى المغرب رغبة في العودة الى الاتحاد الإفريقي الذي انسحب منه سنة 1984 بعد أن قررت حينها منظمة الوحدة الإفريقية الاعتراف بجمهورية البوليساريو.
وعبر المغرب عن هذا القرار في رسالة بعث بها العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى الرئيس التشادي إدريس ديبي إتنو، الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي مؤكدا أن قرار العودة الذي تم اتخاذه بعد تفكير عميق، هو قرار صادر عن كل القوى الحية بالمملكة.
وانسحب المغرب من منظمة الوحدة الإفريقية في سبتمبر من العام 1984 وذلك احتجاجا على قبول المنظمة لعضوية "الجمهورية الصحراوية" ، لتظل عضوية المملكة بعدها معلقة في المنظمة، ثم في الاتحاد الأفريقي الذي تأسس في يوليو 2001 والذي يضم حاليا 54 دولة.
وعبر محمد السادس عن ثقته في حكمة الاتحاد الإفريقي، وقدرته على إعادة الأمور إلى نصابها، وتصحيح أخطاء الماضي مسجلا أن بلاده تتجه اليوم، بكل عزم ووضوح، نحو العودة إلى كنف عائلته المؤسسية، ومواصلة تحمل مسؤولياته، بحماس أكبر وبكل الاقتناع.
وتقترح الرباط منح حكم ذاتي للصحراء الغربية، تحت سيادتها، الا ان البوليساريو تطالب باستفتاء يحدد من خلاله سكان المنطقة مصيرهم.
ونقلت وكالة الانباء المغربية عن الرئيس التشادي إدريس ديبي إيتنو أن المغرب بلد إفريقي لديه الحق في العودة إلى الاتحاد الإفريقي،مؤكدا أنه لا يحق لأي بلد عضو في الاتحاد الإفريقي أن يعلق عضوية بلد آخر إلا في حالة واحدة تتمثل في الاستيلاء على السلطة عبر السبل غير الشرعية.
من جهته أشاد رئيس مدغشقر هيري راجاوناريمامبيانينا، في تصريح صحفي بكيجالي عاصمة رواندا، التي تحتضن قمة الاتحاد الافريقي، بقرار المغرب واصفا أياه بالدعوة لتعزيز الوحدة داخل المنظمة الإفريقية.
ووصف الباحث الجامعي المختص في شؤون وقضايا الصحراء، عز الدين خمريش، في اتصال ب "شينخوا" قرار المغرب بالعودة إلى الاتحاد الإفريقي بكونه "قرارا سياسيا جريئا وشجاعا".
وتابع أن هذا القرار، يؤشر على مجموعة من المتغيرات الهيكلية والجيو-استراتيجية التي سينهجها المغرب في خطته الدبلوماسية المقبلة مع هذه المنظمة، التي نادى أغلب أعضائها بعودة المغرب إلى حظيرتها، مؤكدا أن هذه العودة ".
وبالنسبة لعبد الحفيظ ولعلو، نائب رئيس المعهد المغربي للعلاقات الدولية، فإن المغرب، الذي يعد من مؤسسي الاتحاد الإفريقي (منظمة الوحدة الإفريقية سابقا)، يرغب في فتح صفحة جديدة مع هذا الاتحاد، مشيرا، في تصريح مماثل إلى أن المغرب له مقاربة في التعاطي مع الاتحاد على أساس احترام كرامته ووحدته الترابية.
وتابع أن سياسة الكرسي الفارغ قد تم تجاوزها، لأن هناك ظروفا سياسية جديدة بالقارة الإفريقية طرأت، خاصة بعد تراجع عدد من الدول عن اعترافها بالجمهورية الوهمية.
وينتمي المغرب لاثنين من ضمن ثماني تجمعات اقتصادية جهوية تابعة للاتحاد الإفريقي، ويتعلق الأمر باتحاد المغرب العربي، وتجمع دول الساحل والصحراء.
ويحظى أيضا بصفة عضو ملاحظ لدى المجموعة الاقتصادية لدول إفريقيا الغربية، ويتطلع لإقامة شراكة واعدة مع المجموعة الاقتصادية لدول إفريقيا الوسطى وبالإضافة إلى ذلك، فقد بادر سنة 2009، لتأسيس المؤتمر الوزاري للدول الإفريقية الأطلسية.
وتعتبر المملكة أول مستثمر إفريقي في إفريقيا الغربية، وثاني مستثمر في إفريقيا كلها بعد جنوب افريقيا وخاصة في مجالات البنوك والتأمين والاتصالات والبناء.