بكين 9 يوليو 2016 /لا تزال التدريبات العسكرية التي تجريها الصين بالقرب من جزر شيشا في بحر الصين الجنوبي مستمرة، وهي تدريبات روتينية تأتي في إطار خطة التدريبات السنوية وتمثل شأنا داخليا متعلقا بسيادة الصين رغم ما حام حولها من شكوك نظرا لكونها تجرى مع اقتراب موعد صدور حكم عن محكمة التحكيم الدائمة بشأن قضية بحر الصين الجنوبي التي رفعتها الفلبين من جانب واحد وبصورة غير قانونية.
ورغم مبالغة وسائل الإعلام الغربية في الحديث عن هذه التدريبات العسكرية وتعمدها تشويه صورة الصين، يؤكد الجانب الصيني أن تدريباته العسكرية - التي بدأت في 5 يوليو الجاري وتستمر أسبوعا - لا تهدف إلى "تهديد" دول معينة في الإقليم.
وأمام قيام المدمرات الأمريكية ستيثم وسبروانس ومومسين وكذا حاملة الطائرات الأمريكية يو أس أس رونالد ريغان والسفن المصاحبة لها حاليا "بدوريات" في منطقة بحر الصين الجنوبي وتباهي دولة خارجية لا تمت للمنطقة بصلة (أي الولايات المتحدة) بقوتها العسكرية في هذا الموعد الحساس بهدف دعم حكم هيئة المحكمة في قضية بحر الصين الجنوبي وممارسة ضغوط على الصين لقبول نتيجة التحكيم، يبدو بديهيا أن "العم سام" ليس مسيطرا من وراء الكواليس فحسب، وإنما يجسد دورا بارزا على المسرح.
وثمة قول صيني مأثور يقول إن "عدم الرد بالمثل يتنافي مع الآداب". صحيح أن الصين تأمل في أن تتخذ واشنطن قرارا عقلانيا في هذا الصدد، إلا أن بكين تمتلك أيضا القوة الكافية لردع أي تصرفات متعمدة محتملة قد تنتج عن الجانب الأمريكي. وصحيح أن الصين لا تريد أن تشهد تزايدا في حدة التوترات بالمنطقة، إلا أنها تمتلك العزيمة والقدرة على حماية سيادتها.فالصين أمام هذه التحركات الأمريكية لم تلغ هذه التدريبات الروتينية رغم الوضع الحساس في المنطقة.
وفي الواقع، تختلف التدريبات العسكرية التى تجريها الصين اختلافا تاما عن تصرفات الولايات المتحدة التي تقطع مسافة طويلة للقدوم إلى منطقة بحر الصين الجنوبي وهي لا تحمل في جعبتها سوى هدف يتمثل في استعراض قوتها العسكرية جوا وبحرا وفرض تهديد عسكري من أجل إذكاء حدة التوتر في المنطقة.
فما النزاعات بشأن بحر الصين الجنوبي إلا محاولة من الولايات المتحدة لزعزعة السلام والاستقرار في المنطقة تحت ذريعة القوانين الدولية بهدف الهيمنة على العالم بأسره، وهي هيمنة تعمل واشنطن بكل ما أوتيت من قوة على إزالة أي موانع تعترضها وهي تسير على طريق تحقيقها مثلما حدث في الشرق الأوسط. فهل كانت "الدوافع"، أي الذرائع، الأمريكية للتدخل في شؤون الدول الشرق أوسطية حقيقية؟ لقد برهنت الوقائع على أن كل ما زعمته الولايات المتحدة أوهام خلقتها وصنعتها من العدم. فهل جلبت الولايات المتحدة "شرطي العالم القوي" السلام والاستقرار للمنطقة؟ كلا ! لقد كانت هي من قام بصنع وإذكاء الاضطرابات والمعاناة في المنطقة.
والآن، حولت نظرها إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وحيثما تواجدت الولايات المتحدة، تنشب "النزاعات" بين دول تلك المنطقة. أما الصين، فلم تكن ولن تكون عدوا لأحد، فهى دولة مستقلة تحقق التنمية على أراضيها وينعم شعبها بخيرها وتسعى إلى تحقيق التنمية السلمية وتقاسم الثمار مع شعوب العالم حتى يتجسد الازدهارالمشترك. كما لن تتسلل الصين إلى أو تعكر المياه في أي منطقة حول العالم.
ومع كل ذلك، تمتلك الصين الثقة والعزيمة والقدرة على صون سيادتها ووحدة أراضيها. وقد قال يانغ يوي جيون رئيس مصلحة الإعلام بوزارة الدفاع الصينية يوم الخميس إن الصين تتمسك دائما بسياسة دفاعية إيجابية، ولن تهيمن ولن تستفز ولن تقوم بالتوسع بالقوة. وردا على الاستفزازات غير المبررة التي صدرت عن بعض الدول في الأيام الأخيرة، لخص يانغ ما يريد قوله باقتباس عبارة من كلمات أغنية "وطنى" الشهيرة تقول "نحن نعد ما لذ وطاب إذا ما حل علينا الأصدقاء، ونعد البندقية إذا ما حل علينا الذئاب".